ساعدنیوز: مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسیه لعام 2024، أدّى تصاعد الضغوط داخل الحزب الجمهوری لتنفیذ الأجنده السیاسیه لدونالد ترامب إلى توترات واضحه وصراعات جدّیه داخل الکونغرس الأمریکی؛ وهو وضعٌ وضعَ التماسک الداخلی للجمهوریین على المحک، وأطلق فی الوقت ذاته ناقوس الخطر لدى الدیمقراطیین والمؤسسات الفیدرالیه.
نقلاً عن صحیفه "نیویورک تایمز"، أفاد موقع "ساعد نیوز" الإخباری أنّه قبیل تحوّلات انتخابیه حساسه، یقوم الحزب الجمهوری، بقیاده التیارات الموالیه لدونالد ترامب، بممارسه ضغوط شدیده من أجل تنفیذ المحاور الأساسیه من أجندته السیاسیه؛ وهو نهج أدى إلى زعزعه توازن القوى فی الکونغرس وإثاره ردود فعل عنیفه من مختلف الأطیاف السیاسیه. هذه المساعی، التی یقودها جناح "ماگا" (اجعلوا أمریکا عظیمه مجددًا) بأسلوب هجومی، لم تثر قلق الدیمقراطیین فحسب، بل أزعجت أیضًا شریحه من المحافظین التقلیدیین.
ومن أبرز مظاهر هذه الضغوط، الرغبه العلنیه للجمهوریین فی مراجعه قوانین الهجره، والسیاسه الخارجیه، وهیکل الرقابه على الحکومه الفیدرالیه؛ وهی قضایا أثارت جدلاً واسعًا خلال الولایه الأولى لترامب. وتطرح حالیاً من جدید مشاریع مثل تقیید المساعدات العسکریه لأوکرانیا، والتعامل الصارم مع المهاجرین، بل وحتى محاوله إعاده تعریف صلاحیات مؤسسات کوزاره العدل ومکتب التحقیقات الفیدرالی. إلا أنّ هذه المره، تحظى تلک الجهود بدعم أکثر تماسکًا من قبل مناصری ترامب داخل مجلس النواب.
فی هذا السیاق، حذّر الدیمقراطیون من أنّ هذه المساعی تهدف إلى تقویض الأسس الدیمقراطیه وتعزیز السلطه الشخصیه لدونالد ترامب. ویرون أنّ عوده أجنده "أمریکا أولاً" لا تضعف فقط العلاقات الدولیه للولایات المتحده، بل تصبّ أیضًا فی مصلحه الخصوم والمنافسین الاستراتیجیین مثل روسیا والصین. فی المقابل، یعتبر مؤیدو ترامب هذه الانتقادات هجمات "أیدیولوجیه" بعیده عن الحقائق الأمنیه والاقتصادیه للبلاد.
غیر أنّ الخلافات لا تقتصر على هذا الحد. ففی داخل الحزب الجمهوری نفسه، هناک انقسام عمیق بین الموالین لترامب والشخصیات الأکثر اعتدالًا مثل میتش ماکونیل. ویعرب العدید من هؤلاء عن قلقهم من أنّ إعطاء الأولویه لمطالب ترامب لن یؤدی فقط إلى تطرف الحزب بشکل أکبر، بل قد یفضی على المدى الطویل إلى فقدان ثقه شریحه واسعه من الناخبین المستقلین. وقد حذّر بعض أعضاء مجلس الشیوخ الجمهوریین صراحه من أنّ "تحویل الکونغرس إلى أداه للانتقام السیاسی من قبل ترامب" یمکن أن یضع مبدأ فصل السلطات فی مأزق خطیر.
وفی الأثناء، أعربت وسائل الإعلام والهیئات الرقابیه عن قلقها من هیمنه ترامب المتزایده على القرارات الأساسیه داخل الحزب الجمهوری. وقد أثارت بشکل خاص الجهود القانونیه الرامیه إلى تقویض استقلالیه المؤسسات القضائیه والرقابیه – بهدف منع الملاحقات المحتمله ضد ترامب والمقرّبین منه – احتجاجات واسعه فی الأوساط القانونیه والجامعیه.
بشکل عام، فإنّ سعی الحزب الجمهوری لاستخدام هیکلیه الکونغرس لتحقیق أهداف دونالد ترامب السیاسیه تحوّل إلى أزمه قد تهدّد لیس فقط آفاق الانتخابات المقبله، بل مستقبل الاستقرار السیاسی فی الولایات المتحده. ورغم أنّ مسار هذا الصراع لم یتّضح بعد، إلا أنّ المؤشرات تشیر إلى أنّ الجمهوریین باتوا أکثر انقسامًا استراتیجیًا من أی وقت مضى: إمّا الانخراط الکامل خلف ترامب والمجازفه بالإقصاء من مراکز القوه، أو مواجهته وتحمل التبعات السیاسیه لذلک.