ساعدنیوز: فی إطار استمرار موج العنف المتصاعده فی غزه، أسفر هجوم ممیت استهدف مواطنین اصطفوا للحصول على مساعدات إنسانیه عن مقتل ما لا یقل عن 51 فلسطینیًا. وبینما لم تجف دماء هؤلاء الضحایا بعد، أصدرت قوات الجیش الإسرائیلی تحذیرًا جدیدًا هدَّدت فیه سکان مناطق من غزه بإخلاء منازلهم؛ وهو إجراء یراه المراقبون جزءًا من سیاسه "الضغط المضاعف"...
بحسب تقریر من موقع ساعد نیوز نقلاً عن قناه الجزیره، فی أحد أکثر الأیام دمویهً فی قطاع غزه مؤخراً، استهدف الجیش الإسرائیلی عشرات المدنیین الذین تجمعوا لتلقی المساعدات الغذائیه والطبیه فی إحدى نقاط التوزیع. وأعلنت المصادر الرسمیه فی غزه أن عدد القتلى بلغ 51 شخصًا، غالبیتهم من النساء والأطفال والمسنین.
هذه الحادثه لیست فقط مأساه إنسانیه، بل تمثل مثالًا صارخًا على تجاهل مؤسسات القوه للمبادئ الأساسیه للقانون الدولی الإنسانی. فحق الوصول إلى المساعدات الإنسانیه هو من أبسط حقوق ضحایا الحروب. ومع ذلک، فی غزه، قد یکون مجرد الوقوف فی صف لتلقی حزمه غذائیه ثمنه الأرواح.
فور وقوع الهجوم، أصدر الجیش الإسرائیلی بیانًا تهدیدیًا دعا فیه سکان مناطق من وسط وجنوب قطاع غزه إلى "الإخلاء الفوری". وهذا فی وقت أُجبر فیه معظم سکان غزه خلال الأشهر الماضیه على التنقل القسری عده مرات دون وجود مکان آمن یلجؤون إلیه.
یرى المحللون أن نهج إسرائیل هذا — الذی یجمع بین القتل المستهدف والتهدید بالتشرید — لا یهدف فقط إلى خلق "انعدام أمنی نفسی دائم" بین سکان غزه، بل یُفسر أیضاً کضغط سیاسی من أجل استسلام القطاع.
من جهه أخرى، ما زالت ردود فعل المجتمع الدولی بارده وحذره. فرغم مطالبه بعض المؤسسات الدولیه بـ"تحقیق مستقل"، لا تظهر أی علامات على إراده فعلیه لوقف الجرائم أو حتى حمایه المدنیین. صمت أو تقاعس المنظمات الدولیه أصبح عملیًا بمثابه الضوء الأخضر لاستمرار العنف.
وفقًا لتقاریر جهات الإغاثه، یحتاج أکثر من 80% من سکان غزه إلى مساعدات عاجله، ویواجه أکثر من نصف السکان أزمه جوع حاده. وفی هذا السیاق، لا یُعتبر الهجوم على مراکز توزیع المساعدات مجرد عمل عسکری، بل هو هجوم هیکلی على الحیاه الإنسانیه فی غزه.