ساعدنیوز: فی مشهد صادم من عدم المساواه والمعاناه الإنسانیه، قامت قوات الأمن فی موقع توزیع المساعدات الإنسانیه التابعه لمؤسسه الغذاء العالمیه (GHF) فی غزه برش رذاذ الفلفل على المواطنین الفلسطینیین الجائعین؛ وهو إجراء جذب مره أخرى انتباه العالم إلى الأزمه الإنسانیه فی هذه المنطقه.
بحسب ما نقلته وکاله ساعد نیوز عن قناه الجزیره، فی أیامٍ یواجه فیها أهل غزه أشد أزمه غذائیه خلال عقودٍ مضت، تزداد آمالهم فی المساعدات الإنسانیه الدولیه أکثر من أی وقتٍ مضى. إلا أن الصور المنشوره من موقع توزیع المساعدات التابعه لمؤسسه الغذاء العالمیه (GHF) تُظهر أن هذه المساعدات لم تکن مجرد دواء لجراحهم، بل تحولت إلى مشهد من الإهانه والعنف.
وقد أکد شهود عیان ومراسلون محلیون أن قوات مرتبطه بالأجهزه الأمنیه استخدمت رذاذ الفلفل فی مواجهه جمعٍ جائعٍ وعاجزٍ اصطفّ للحصول على طرود الطعام. وتدّعی السلطات المسؤوله أن هذا الإجراء جاء من أجل "فرض النظام"، لکن المحللین یرون فی هذا السلوک دلیلاً على غیاب التخطیط السلیم وتجاهل الکرامه الإنسانیه.
هذه الحادثه لیست إلا واحده من نماذج کثیره تُبرز کیف تجاوزت الأزمه الإنسانیه فی غزه حدود الکارثه. فقد حذرت المؤسسات الدولیه مراراً وتکراراً من أن استمرار الحصار، وتدمیر البنیه التحتیه، وتقلیص الوصول إلى الموارد الأساسیه، دفع حیاه سکان غزه إلى مرحله حرجه للغایه.
ومن جهه أخرى، تؤدی هذه التصرفات العنیفه إلى إضعاف ثقه الجمهور فی منظمات الإغاثه وآلیات توزیع المساعدات. ففی حین کان من المتوقع أن تشکل حضور المؤسسات الدولیه رمزاً للأمن والتضامن، إلا أن بعض سکان غزه یرونها الآن جزءاً من المشکله لا الحل.
فی الختام، ما یتضح أکثر من أی شیء هو ضروره إعاده النظر العاجله فی أسالیب إداره الأزمه فی غزه، مع احترام لا مشروط للکرامه الإنسانیه. فلا یمکن إخماد الجوع برذاذ الفلفل.