ساعدنیوز: دونالد ترامب، السیاسی الذی وقف عشرات المرات وسط عواصف الفضائح السیاسیه والأخلاقیه وخرج منها مرفوع الرأس، یواجه هذه المره ظلًا أثقل وأکثر صمتًا: قضیه جیفری إبستین المثیره للجدل.
بحسب ما ذکره موقع ساعد نیوز الإخباری نقلاً عن صحیفه واشنطن بوست، یُعرف دونالد ترامب منذ سنوات طویله کرمز للسیاسه الجدلیه فی أمریکا؛ شخصیه لم تسقط رغم تسریب أشرطه مهینه، وعملیات مساءله متکرره، ومحاولات لإلغاء نتائج الانتخابات، بل عاد إلى الساحه فی کل مره بقوه أکبر. لکن الآن، مع تجدد النقاشات العامه حول قضیه جیفری إبستین – الملیاردیر الغامض والمتهم بالاتجار الجنسی – یواجه ترامب أزمه لیست فقط سیاسیه، بل أخلاقیه وقضائیه وحتى وجودیه بالنسبه لعلامته السیاسیه.
رغم أن علاقات ترامب بإبستین کانت قد ظهرت إعلامیاً سابقاً، إلا أن الوثائق والشهادات الجدیده ترفع هذه العلاقه من مستوى اللقاءات الاجتماعیه إلى إطار من المصاحبه والتسامح، وربما حتى الوعی بالأفعال الإجرامیه لإبستین. فی الوقت ذاته، یسعى المعارضون السیاسیون لترامب إلى استخدام هذه القضیه کدلیل على فقدانه للکفاءه الأخلاقیه للعوده إلى السلطه. فی أجواء الاستقطاب الحاد فی أمریکا، یمکن لمثل هذه الاتهامات أن تقسم القاعده الانتخابیه إلى قسمین: الموالون والمترددون.
من جانب آخر، یحاول الفریق القانونی لترامب کما فی السابق نفی أی علاقه «غیر طبیعیه» مع إبستین، مع التأکید على قطع العلاقه مبکراً، لمنع دخول القضیه رسمیاً فی الدعاوى القضائیه. فی المقابل، تحاول وسائل الإعلام المحافظه تسلیط الضوء على ارتباط إبستین بدیمقراطیین مثل بیل کلینتون، لتحویل الموضوع إلى صراع حزبی یخفف من ضغط الرأی العام على ترامب. لکن الفارق الآن هو أن اسم ترامب یتکرر لیس فی الشائعات بل فی وثائق رسمیه وشهادات قضائیه.
الصمت أو ردود الفعل الحذره من الحزب الجمهوری تجاه هذه القضیه تشیر أیضاً إلى أن مستوى الخطر مختلف. بینما سبق لوجوه بارزه فی الحزب مثل ران دی سانتیس ونیکی هایلی أن ردوا بصرامه على الفضائح الأخلاقیه لترامب، إلا أنهم یتعاملون مع قضیه إبستین بحذر أکبر. والسبب واضح: إذا تابعت القضیه قضائیاً، فقد تعرض رأس المال السیاسی لترامب للخطر قبل الانتخابات، خاصه وأنه لا یزال المرشح الأوفر حظاً للحزب الجمهوری.
على الصعید الدولی، تتابع وسائل الإعلام والرأی العام هذه القضیه بحساسیه مضاعفه. المسأله لا تتعلق فقط باسم ترامب، بل بسؤال حول شبکه من القوه والثروه والانتهاکات الجنسیه التی استمرت فی صمت سنوات، والتی قد یُکشف الآن عن جزء منها. وإذا کشفت التحقیقات الجدیده عن أبعاد أوسع لعلاقات ترامب بإبستین، فستندلع موجه تتجاوز الحدود الحزبیه والانتخابیه.
فی النهایه، الاختبار الذی شکلته هذه القضیه لترامب لا یمکن مقارنته بأی من تحدیاته السابقه، لأن هذه المره، لا یهدد فقط ثقه الجمهور فی سیاسی، بل یُطرح سؤال هیکلی وتاریخی حول إمکانیه الإفلات من المحاسبه فی السیاسه الأمریکیه إلى الأبد.