ساعدنیوز: توضح الصحیفه أن إدراج بند "آلیه الزناد" فی قرار مجلس الأمن کان شرطاً أساسیاً للاتفاق النووی، وأن إیران تسعى لتقویض شرعیه تفعیله، مع التأکید على أهمیه استمرار المسار الدبلوماسی لتجنب التصعید الدولی الداخلی.
کورش أحمدی
صحیفه إیران
یتساءل المعارضون للاتفاق النووی (البرجام) هذه الأیام کثیراً عن سبب إدراج ما یسمى بند "آلیه الزناد" فی القرار 2231 لمجلس الأمن؟ ولماذا تم منح هذا الامتیاز للأطراف الغربیه؟
إن سبب إدراج هذا البند فی القرار 2231 یعود إلى مسار المفاوضات التی أدت إلى التوصل إلى اتفاق البرجام. فی الحقیقه، لو لم یُدرج هذا البند فی القرار، لما تشکل البرجام أساساً. کان هذا الشرط حتمیاً للدول الغربیه. لذلک، لم یکن القرار بشأنه من اختصاص فریق التفاوض أو الحکومه آنذاک فقط، بل کان على النظام بأکمله أن یتخذ القرار. بمعنى آخر، کانت الحاله إما إدراج هذه الآلیه فی القرار 2231 أو إلغاء کامل البرجام. خصوصاً أن الکونغرس الأمریکی کان علیه أیضاً، وفقاً لقانون INARA، إبداء الرأی حول الاتفاق، وکانت إداره أوباما تعلم أن غیاب هذه الآلیه یعنی رفض الکونغرس للاتفاق بالتأکید.
إذا ما قامت أوروبا بتفعیل آلیه الزناد، هل لدى إیران قدره على المواجهه أو منع هذا الإجراء؟
من الإجراءات التی یمکن لإیران اتخاذها هو التأکید على أن الأطراف الأوروبیه لم تلتزم بتعهداتها فی البرجام، ولذلک فإن محاوله تفعیل آلیه الزناد تعتبر إساءه استخدام لأداه قانونیه. یمکن لإیران محاوله التشکیک فی شرعیه هذا الإجراء قانونیاً وسیاسیاً، وإثبات أن الطرف الذی یخالف الالتزامات لا یمکنه أو یجب ألا یفرض عقوبات أحادیه الجانب على الطرف الآخر.
مع أن إیران یجب أن تسعى لتقویض الأسس القانونیه لمشروعیه تحرک أوروبا، إلا أن المسؤولین یجب أن ینتبهوا إلى أن تنفیذ هذا النهج یحتاج إلى دعم عده دول أخرى على الساحه الدولیه. لکن فی ظل الوضع الراهن والتکتلات الواسعه ضد إیران، وصمت العدید من الدول إزاء الهجمات الإسرائیلیه والأمریکیه الأخیره على إیران، یبدو من الصعب تشکیل إجماع دولی کبیر یدعم موقف إیران. ومع ذلک، یمکن للجهاز الدبلوماسی أن یسعى من خلال مسار نزع الشرعیه عن إجراءات أوروبا إلى تقلیل الأثر القانونی والسیاسی لهذا المسار.
ما هو رد فعل إیران المحتمل تجاه سیناریو عوده العقوبات عبر آلیه الزناد؟
فی هذه الظروف، فإن الخیار الأکثر منطقیه وعقلانیه للطرفین هو المضی فی طریق التفاوض والدبلوماسیه. رغم الظروف الصعبه والضغوط الواسعه، تملک إیران قدره على التفاوض والحصول على تنازلات والوصول إلى اتفاق یلیق بعزتها. وفی المقابل، فإن الطرف الغربی، رغم تصوراته وادعاءاته بامتلاکه الید العلیا فی بعض المجالات، یدرک حقیقه مهمه هی أن الحرب، حتى للطرف المنتصر، مکلفه للغایه.
تحاول الولایات المتحده والدول الأوروبیه، على عکس نظام الاحتلال الإسرائیلی، الابتعاد عن السیناریوهات العدائیه وتفضیل المسار الدبلوماسی. لذلک، هناک احتمال واضح لتشکیل جوله جدیده من المفاوضات بهدف تجنب تفاقم الأزمه.
فی هذا الإطار، یجب على إیران أن تستغل أدواتها الدبلوماسیه إلى أقصى حد للحفاظ على المبادره على الساحه الدولیه، وکسب الرأی العام الداخلی. أما إذا اتجهت البلاد دون جهود کافیه للتفاوض نحو خطوات تصعیدیه مثل الانسحاب من معاهده NPT أو زیاده مستوى التخصیب، فقد یتسبب ذلک فی ظهور شکوک داخلیه تجاه استراتیجیه البلاد.
لذلک، یجب أن تکون الأولویه للحفاظ على مسار الدبلوماسیه والمفاوضات، لأن خیارات مثل الانسحاب من معاهده NPT أو التخصیب الأعلى لا تضع ملف إیران فی مراحل أکثر تعقیداً أمام الوکاله الدولیه للطاقه الذریه ومجلس الأمن فحسب، بل ستواجه ردود فعل دولیه أشد.