ساعدنیوز: سلوک دونالد ترامب، رئیس الولایات المتحده الأمریکیه، المتهور وغیر المستقر، یقدّم صوره واضحه تشرح أسباب الاستیاء الواسع لدى شعب هذا البلد منه، وفی الوقت نفسه، الولاء المطلق غیر المشروط لأنصاره الرئیسیین. ففی حین ابتعد ترامب مرارًا وتکرارًا عن هموم ومخاوف الناخبین الأساسیه، واتبع سیاسات مثیره للجدل، إلا أن دعم أنصاره الحازم...
بحسب ما نقلته منصه "ساعد نیوز" الإخباریه عن قناه "سی إن إن"، فقد أثار دونالد ترامب، رئیس الولایات المتحده، فی الأیام الأخیره الجدل مجددًا بسلوکیاته الحماسیه والمتقلبه أحیانًا. فقد أظهر یومه المضطرب مره أخرى أسباب عدم قبول الکثیر من الأمریکیین له، فی حین لا یزال أنصاره المخلصون یدعمونه. من التهدید بإقاله رئیس البنک المرکزی إلى ردود الأفعال الحاده تجاه المنتقدین وخلق مؤامرات، زاد ترامب من زعزعه الأجواء السیاسیه فی أمریکا.
کان یوم الأربعاء ملیئًا بالصخب والتوتر بالنسبه لدونالد ترامب، حیث أظهر مره أخرى أسباب الاستیاء الواسع لدى الناس من إدارته، وفی الوقت نفسه الدعم المتواصل من قبل أنصاره. خلال هذا الیوم، قلما تطرق ترامب إلى هموم الناخبین الذین أعادوه إلى البیت الأبیض، ورکّز أکثر على سلوکیاته المثیره والجماهیریه.
من أبرز القضایا التی طفت على السطح فی ذلک الیوم التکهنات حول احتمال إقاله جیروم باول، رئیس مجلس الاحتیاطی الفیدرالی الأمریکی. وتشیر التقاریر إلى أن ترامب، بعد لقاء مع المشرعین، استشارهم بشأن خطواته القادمه. قد تمثل إقاله باول أکثر محاوله جریئه لرئیس أمریکی معاصر للتدخل فی مهام البنک المرکزی المستقله، وتحمل مخاطر کبیره على الاقتصاد العالمی. کما أن هذه الخطوه قد تقوّض الثقه التی بنى علیها السوق استقراره من خلال استقلال البنک المرکزی، مما یضر بالمفهوم السائد لفصل السیاسه عن الاقتصاد فی الولایات المتحده.
على الرغم من إعلان ترامب بعد تقلبات الأسواق أن احتمال إقاله باول "ضئیل جدًا"، إلا أن طبیعه ترامب غیر المستقره ورغبته الظاهره فی الانتقام من المسؤولین الذین رفضوا طاعته العمیاء تجعل ثقه الناس فی هذه التصریحات ضعیفه.
فی الوقت نفسه، رد ترامب بحسم على انتقادات بعض الشخصیات المؤثره من مؤیدی حملته (MAGA)، واصفًا إیاهم بـ"الضعفاء"، بعد انتقادات وجهت بسبب عدم شفافیه الحکومه بشأن ملف جیفری إبستین، المجرم الجنسی المتوفى، مما أشعل من جدید الجدل وأعطى الدیموقراطیین دافعًا أکبر للمطالبه بالمزید من الشفافیه والتحقیقات الموسعه.
وفی محاوله منه لرفض الاتهامات والمؤامرات، حمّل ترامب الدیمقراطیین مسؤولیه هذه الأزمات بدون دلیل، على الرغم من أن ملف إبستین کان تحت متابعه وزاره العدل فی فتره رئاسته الأولى. وکتب عبر منصه "Truth Social": "دائمًا ما نسمی هذه الحیله الجدیده بـکذبه جیفری إبستین، وقد انخدع داعموی السابقون تمامًا بهذه 'الهراء'."
هذه القضایا، رغم أنها لیست من أولویات معظم الناخبین، إلا أنها تجسّد السمات الفریده والخطیره لإداره ترامب. فهو یبحث عن شخص فی البنک المرکزی یرفع الفائده بلا حساب، لتحقیق نمو اقتصادی سریع. تمامًا مثل السیاسات التعریفیه التی تخالف المبادئ الاقتصادیه المعروفه، فإن هذه الأفکار تُقیّم من قبل کثیر من الخبراء الاقتصادیین کطرق خطیره وربما مدمره.