ساعدنیوز: أدان وزیر خارجیه ترکیا هکان فیدان عدوان "إسرائیل" الواسع فی المنطقه، محذرًا من أنه یهدد استقرار الشرق الأوسط بأکمله، مؤکدًا أن مجلس الأمن خذل الفلسطینیین وأن العالم یشهد مجددًا معسکرات إباده بعد 80 عامًا.
أدان وزیر الخارجیه الترکی هکان فیدان الهجمات التی یشنّها الکیان الصهیونی، مؤکدًا أن المجتمع الدولی یجب أن یتخذ إجراءات فوریه، وقال: "إسرائیل تسعى لتوسیع استراتیجیتها العدوانیه لیس فقط فی فلسطین، بل أیضًا فی لبنان وسوریا وإیران".
وبحسب وکاله "إیسنا"، فقد ألقى هکان فیدان، وزیر الخارجیه الترکی، کلمه خلال الجلسه الطارئه لمجلس الأمن الدولی التی عُقدت لمناقشه الوضع الإنسانی فی غزه.
وواجه فیدان مجلس الأمن بحقیقه مُرّه قائلاً إن العالم، بعد 80 عامًا، یشهد مره أخرى معسکرات غیر صالحه للعیش فی غزه. کما أدان الهجمات الدمویه التی یشنها الکیان الصهیونی على غزه.
وقال فیدان: "لم یبقَ أی مبدأ من مبادئ القانون الدولی الإنسانی إلا وقد انتهکته إسرائیل. لا مجال للمساومه، فلنواجه الحقیقه: بعد 80 عامًا، یشهد العالم من جدید معسکرات اعتقال. هناک حمله تهدف إلى الإباده التامه لأمه کامله".
وفی حین یستمر انعقاد جلسه مجلس الأمن، شدد فیدان على الإباده المستمره التی ترتکبها "إسرائیل" ضد الشعب الفلسطینی، مشیرًا إلى أن أکثر من ملیونَی شخص فی غزه یعانون من آلام لا توصف، وسط تشرید واسع ودمار هائل.
وأوضح فیدان أن المساعدات الإنسانیه الیومیه تُعاق عمدًا، ویُقتل المدنیون بلا تمییز عند نقاط توزیع المساعدات أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء والماء.
وأضاف وزیر الخارجیه الترکی: "یُستخدم الجوع کسلاح حرب. لم یبق مبدأ من مبادئ القانون الدولی الإنسانی إلا وانتهکته إسرائیل. لا مجال للتسویه. لنواجه الحقیقه. العالم یشهد مجددًا معسکرات اعتقال بعد 80 عامًا. هناک حمله جاریه لمحو شعبٍ بأکمله".
وأشار فیدان إلى أن آله الحرب الإسرائیلیه تستهدف الأطفال الذین یبحثون عن الماء لأسرهم والأمهات اللواتی یحاولن تأمین الطعام لأطفالهن، قائلاً: "هذه آله تغذیها الکراهیه، ویغذیها الإفلات من العقاب، وتغذیها کذلک بعض الجهات الداعمه دون قید أو شرط".
وأوضح أن هذا الوضع ممکن لأن بعض الناس یختارون غضّ الطرف، حتى فی مواجهه المعاناه القاسیه، مضیفًا: "لا یمکن أن یستمر هذا الوضع".
وأکد فیدان أن "الأمم المتحده هی الوسیله الوحیده الفعاله لإیصال المساعدات الإنسانیه"، موضحًا أن إیصال المساعدات الإنسانیه إلى غزه لم یکن کافیًا لأکثر من أربعه أشهر.
وأضاف أن نماذج إیصال المساعدات البدیله تقوّض الحیاد وکرامه العمل الإنسانی، قائلًا: "یجب تسلیم المساعدات عبر جمیع المعابر المتاحه، وفقًا للقانون الدولی الإنسانی، وبالتنسیق الکامل مع الأمم المتحده، بشکل کافٍ وفی الوقت المناسب، ودون أی عوائق. یجب احترام المبادئ الأساسیه للمساعدات الإنسانیه: الإنسانیه، والحیاد، وعدم التمییز، والاستقلالیه".
"إسرائیل لا ترید السلام"
وقال فیدان إن ترکیا دعت المجتمع الدولی منذ البدایه لاتخاذ خطوات عاجله، مضیفًا: "إسرائیل تحاول تنفیذ استراتیجیتها العدوانیه لیس فقط فی فلسطین، بل فی لبنان وسوریا وإیران أیضًا".
وأکد أن عدم کبح العدوان الصهیونی سیؤدی إلى خطر زعزعه الاستقرار على نطاق واسع، قائلاً: "هذا هو بالضبط ما یحدث فی سوریا. عدوان إسرائیل یهدد السلام الهش الذی دفع السوریون ثمنه باهظًا".
وقال وزیر الخارجیه الترکی إن هذه الهجمات تعمق "الشقوق الطائفیه" فی المنطقه، مضیفًا: "ینبغی أن یکون واضحًا للجمیع الآن: إسرائیل لا ترید السلام، ولا ترید الاستقرار".
وشدد فیدان على ضروره التعاون الجماعی لمنع انزلاق سوریا إلى دوامه العنف مجددًا، وقال: "المخاطر کبیره جدًا. عدم الاستقرار الناتج عن ذلک سیؤثر على المنطقه بأکملها، وما بعدها".
کما أکد فیدان خلال کلمته أمام مجلس الأمن على أهمیه الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطینی المشروعه، وإنشاء دوله فلسطینیه مستقله من أجل سلام دائم فی الشرق الأوسط، مضیفًا: "سنواصل السعی للاعتراف الدولی بدوله فلسطین، ومنحها العضویه الکامله فی الأمم المتحده".
واختتم قائلاً: "هناک حقیقه واضحه: مجلس الأمن خذل شعب غزه، وخذل کرامتهم الإنسانیه. لقد تخلى عن المبادئ والقیم التی تأسست علیها الأمم المتحده. أزمه غزه لم تعد مجرد طارئ إنسانی، بل أصبحت اختبارًا جوهریًا لإنسانیتنا الجماعیه. إما أن نجتاز هذا الاختبار معًا، أو نسقط جمیعًا. ما یجب فعله واضح: أوقفوا آله الحرب الإسرائیلیه. ضعوا حدًا للإفلات من العقاب. وقف فوری ودائم لإطلاق النار – الآن. إیصال المساعدات الإنسانیه دون عوائق – الآن. الالتزام الفوری بحل الدولتین – الآن".