ساعدنیوز: أکد معاون وزیر الخارجیه الإیرانی أن إیران لن تتنازل عن حقوقها النوویه ورفع العقوبات، مشدداً على أن طهران لم تدخل المفاوضات من منطلق ثقه مفرطه، وأن انتصارها فی الحرب الأخیره عزز موقفها التفاوضی وفرض وحدتها الوطنیه. کما أشار إلى رفضه لأی تهدید أوروبی بتفعیل آلیه "سناب باک" مع استعداد إیران للرد الحاسم.
وبحسب تقریر وکاله ساعد نیوز، قال غریب آبادی خلال حضوره فی برنامج "الحوار الخاص" مساء الأحد: "إذا کنت الطرف المهزوم وذهبت إلى المفاوضات فلن تکون فی وضع یمکنک من تحقیق مطالبک. ربما کانت الولایات المتحده والکیان الصهیونی یسعیان إلى فرض شروطهما من خلال العدوان، لکنهما فشلا، ونحن انتصرنا."
وأضاف: "لدینا مواقف مبدئیه فی المفاوضات التی ما زالت مستمره، وحقوق إیران تتعلق بالملف النووی ورفع العقوبات، ونحن لن نقبل المبالغات. لم نجلس یوماً على طاوله المفاوضات بناءً على حسن ظن أو ثقه مفرطه، ونحن مستعدون لکل الاحتمالات. حینما تجرى المفاوضات، یکون الجانب الدفاعی جاهزاً أیضاً."
وأکد غریب آبادی: "نحن أکثر إصراراً على متابعه حقوقنا، وإذا کان هناک حدیث عن المفاوضات، فیجب تحقیق مبادئنا. إیران لن تدخل الحوار من موقع ضعف. مؤشر الانتصار هو وحدتنا وتماسکنا بعد حرب الـ12 یوماً."
وتابع معاون وزیر الخارجیه: "طلبت الولایات المتحده وقف إطلاق النار. إذا کان البعض یعتبر إیران تهدیداً فی المنطقه، فهم الآن یرون الکیان الصهیونی هو التهدید الرئیسی، وهذا إنجاز وانتصار."
وقال أیضاً: "دول المنطقه والمنظمات الدولیه أصدرت بیانات دعم لإیران ضد الکیان الصهیونی. هذا یعکس تغییراً استراتیجیاً فی مواقفها. إیران لم ترد فقط للدفاع عن برنامجها النووی بل دافعت بحزم عن استقلالها وسیادتها. استفادت الدول الإسلامیه من هذا الرد وفهمت أن التهدید الحقیقی هو الکیان الصهیونی."
وفیما یتعلق بالدول التی اختارت الصمت، أشار غریب آبادی إلى أن هناک دولاً قلیله دعمت الکیان الصهیونی بشکل منحاز، وذکر على وجه الخصوص ألمانیا وبریطانیا وفرنسا، مضیفاً أن الولایات المتحده کانت شریکاً فی العدوان. واعتبر ادعاءهم بأن البرنامج النووی الإیرانی تهدید وحقهم فی الدفاع الاستباقی "خاطئاً من الناحیه القانونیه"، موضحاً أن إیران لم تکن فی حاله حرب مع أمریکا.
وأوضح: "البرنامج النووی الإیرانی لم یکن یوماً ذا طبیعه عسکریه، ولا یوجد تقریر من الوکاله الدولیه للطاقه الذریه یشیر إلى انحراف نحو صنع القنبله النوویه. من السخریه أن تطالب دول تملک الأسلحه النوویه إیران بعدم السعی وراءها. حججهم لا أساس فنی ولا قانونی لها."
وحول التعاون مع الوکاله الدولیه، أکد أن التعاون معلق حسب قرار البرلمان، وأن المجلس الأعلى للأمن القومی هو الجهه المختصه لاتخاذ القرار، وقد أُبلغت الوکاله بعدم وجود أی تفتیش حالیاً فی إیران.
وعن الرسائل المتعلقه باستئناف المفاوضات، أوضح أن الرسائل وصلت حتى مع بدء العدوان، لکن فی زمن الحرب لیس من المعقول التفکیر فی المفاوضات، واستراتیجیه إیران کانت عدم الجلوس على الطاوله طالما استمر العدوان، لکن الرسائل مستمره الآن وتتم دراستها، والمفاوضات ستتم إذا قررت الجهات المعنیه.
أضاف: "لدینا مبادئ محدده للمفاوضات، وعندما یصدر القرار من الجهات المختصه سننفذ. إیران انتصرت فی العدوان الأخیر، وهذا هو الوقت الأمثل لتحقیق الحقوق، ولکن یجب عدم الانخداع بالاعتقاد أن کل المشکلات تُحل على طاوله المفاوضات."
وقال: "لو لم تکن المفاوضات قصیره لما حدثت هذه الحرب مبکراً ولما منح العالم هذا الحق. اخترنا المسار المنطقی وعدم الانجرار وراء الأکاذیب. أثناء الاجتماعات التفاوضیه کانت القوات المسلحه تعقد اجتماعات استعداد دفاعی، وکان هناک تنسیق تام."
وأعرب عن سعادته بوجود ظل المرشد الأعلى على البلاد، مشیراً إلى أن الأمریکیین عرضوا التفاوض أثناء الحرب فرفضت إیران، وکان ذلک أفضل قرار، سواء فی رفض التفاوض أو تبنی سیاسه الدفاع الشرس، داعیاً إلى تقدیر نعمه القیاده.
وفیما یتعلق بتهدیدات ترویکا أوروبا بتفعیل آلیه "سناب باک"، قال: "لم نتلقَ إشعاراً رسمیاً، لکننا نستعد لذلک. الأوروبیون والدول الثلاث یستخدمون آلیه سناب باک فقط کأداه، ولا یجب الترحیب بها. إذا فعلوا ذلک، فإنهم یستبعدون أنفسهم من الحوار مع إیران."
وأضاف: "أی اتفاق نووی تریدون تطبیقه؟ أمریکا خرجت من الاتفاق ولم یلتزموا. لا یوجد أساس حالیاً. أخبرناهم أن هذا المسار تصادمی وسنرد بالمثل. لا تظنوا أن سناب باک سیجلب لکم الأفضلیه، بل سیعقد الأمور أکثر. سنواصل تفاعلنا مع الأوروبیین لمناقشه هذا الموضوع."