ساعدنیوز: قالوا صراحهً إنهم لا یأخذون أی اعتبار لمحتوى الرساله. وحتى فی نفس الجلسه قالوا: «من حقکم أن تتوقعوا منی أن أجیب». ولم یروا من الحکمه أن یجیبوا قبل الانتخابات لأن ذلک یؤثر على حضور الناس، لکنهم وعدوا بالرد بعد الانتخابات. کما قالوا إنهم أخبروا السید أحمدی نجاد بأن ما قاله کان کلاماً غیر عادل، وأنهم سیجیبونه.
بحسب تقریر الخدمه السیاسیه لموقع ساعد نیوز التحلیلی نقلاً عن "عصر إیران"، الذی أعاد نشر مقتطفات من مقابله المرحوم آیه الله هاشمی رفسنجانی مع مجله "إداره الاتصالات" فی عام 1389 هـ ش (2010 م) والتی جاءت کما یلی:
سُئل السید هاشمی فی جزء من الحوار عن قوه خطب صلاه الجمعه، وقال إن قوه الرسائل کأداه تواصل لها نفس القدر من الأهمیه. وقد کتبتم فی تاریخ الثوره العدید من الرسائل. افترض خلال السنه الماضیه، کم نوقش وُوجه خطابکم إلى القیاده! کم تم نقده وتحلیله! کیف ترون قوه الرساله کمدیر رفیع المستوى؟
أجاب: لکل منها خصائصه. أحیاناً یکتب الإنسان مقاله لا تستهدف جمهوراً محدداً لکنها تحمل تأثیراتها الخاصه. وأحیاناً یکتب رساله لشخص ما، رساله خاصه ولیست مفتوحه ومحدوده به فقط. وأحیاناً یکتب رساله مفتوحه تُعد کالمقال، لکنها لما لها من جمهور محدد، فإن التفاعلات حولها قد تنتج آثاراً أخرى، إیجابیه أو سلبیه. لا یمکننا إصدار حکم عام. إعلام مثل الرسائل، المؤتمرات، الخطب، والرسائل له إیجابیات وسلبیات، وحیثما تُستخدم هذه الوسائل للإصلاح، تکون جیده وتؤثر بدرجات متفاوته.
هل سبق وکتبت رساله ندمت على کتابتها؟
لا.
ما کان دافعکم لکتابه تلک الرساله المفتوحه إلى قائد الثوره؟ ما الذی دفعکم لنشرها؟
رأیت أن عملاً قبیحاً حدث. الجمیع کان یعلم أننی کنت محایداً تجاه المرشحین الآخرین، ولم أهتم لمن یصوت الناس، لکن الکل کان یعلم أن أسلوبی فی العمل لا یتوافق مع طریقه إداره المجتمع تلک. للأسف، فی المناظره قال السید أحمدی نجاد أشیاء غیر صحیحه. والأکثر أسفاً أنهم استندوا لتلک الأکاذیب کأساس دعایتهم واستغلّوها فی التجمعات.
کنت أنتظر أنا وکل المخلصین للنظام أن یرد القائد، لأننی لم أکن وحدی. فی تلک المناظره شاهدتم نوعاً من الصراع مع رجال الدین، بحجه المعارضه لشخصیات، مما أدى إلى المزایده على کل إنجازات الثوره، وبث فکره أن رجال الدین غیر قادرین على إداره المجتمع. فی ذکرى رحیل الإمام، قلت له فی مرقده إن ما قیل کان ناقصاً. فضّلت أن یصحّح بنفسه وإلا کنت مضطراً للتوضیح. انتظرت عده أیام ولم أتلق جواباً. ثم کتبت الرساله لأن تلک الأقوال کان لا بد من الرد علیها. یقولون لماذا کتبت الرساله قبل الانتخابات. هذا السؤال مغالطه، فهل کان للقائد هدف آخر غیر الانتخابات من طرح تلک المزاعم غیر الصحیحه؟ کتبت الرساله وأرسلتها للقیاده فی آخر فرصه قبل الانتخابات، یوم الثلاثاء مساءً، لأننی لو أرسلتها الثلاثاء، کانت الصحف ستکتب عنها الأربعاء، ولو أرسلتها الأربعاء، فلن یسمح لأحد بالکتابه الخمیس بسبب انتهاء فتره الدعایه.
کنت أرید الرد على تلک الأقوال. ورغم ذلک، کنت أرى الحماس الشعبی والأخبار الموثوقه عن تحرکات منظمی الانتخابات. فی کل الأحوال، أرسلتها فی الوقت المتبقی للقائد، وللأسف لم تسلم له فی الساعتین المتبقیتین، ولم أتلق جواباً. وعندما أردت أن أزوره فی اللحظات الأخیره، نشرت الرساله. عندما ذهبت، قال لی: «کنت أقرأ رسالتک على الکمبیوتر». أی أنه حتى بعد نشرها، لم تکن الرساله الأصلیه قد وصلت إلیه. سألته عن رأیه فقال: «من حیث المحتوى، لیس لدی أی ملاحظه، ولکنی أود أن أقول إن السید أحمدی نجاد لم یتهمک بالفساد شخصیاً، بل تحدث عن أولادک». قلت له: «الوضع کان بحیث أنه رغم أنه لم یذکر اسمی، إلا أن الکل فهم أنه موجّه لی». قال: «بصراحه، لیس لدی ملاحظه على الرساله، لکن لو کنت مکانک، لانتظرت حتى بعد الانتخابات للنشر». قلت: «کان ذلک بقضاء الله أن لا تراها قبل النشر، لأنه لو قرأتها وطلبت منی عدم النشر، لما نشرتها، وکان ذلک أفضل. لأن إذا نشرتها بعد الانتخابات، فهناک احتمالان: إما أن یخسر السید أحمدی نجاد، وهذا لا یصح أن أتشاجر معه أخلاقیاً، أو یفوز، وهنا لا یصح أن أتصادم مع منتخب الشعب وأفسد فرحه الانتخابات، أما الآن، فهذا حقی أن أرد وقد فعلت ذلک». ولم یعترض على هذا المنطق.
ولکن یبدو أن تلک الرساله أثرت على علاقتکم به؟
لا، قال صراحه إنه لیس لدیه أی ملاحظه على محتوى الرساله. وحتى فی نفس الجلسه قال: «لک الحق أن تتوقع منی الرد». ولم یرَ من الحکمه الرد قبل الانتخابات لأنه یؤثر على حضور الناس، لکنه وعد بالرد بعد الانتخابات. وقال إنه قال للسید أحمدی نجاد أیضاً إن کلامه کان غیر عادل وسیرد علیه. حقاً، لم یشتکِ لی أبداً بسبب الرساله، لأن علاقتنا قائمه على 60 سنه من التعاون دون مجامله.
لکننا نرى أنهم لا یزالون یریدون استخدام تلک الرساله لجعلک تقف ضد القیاده.
هذا أمر طبیعی فی السیاسه. الجماعات التی تدخل اللعبه السیاسیه کثیراً ما تقول مثل هذه الأمور، لکن الحقیقه تفرض نفسها على الاحتمالات السیاسیه عاجلاً أم آجلاً، وکل شیء یتضح فی النهایه...