ساعدنیوز: أحد أقدم الأماکن والأروقه التی بُنیت فی مطلع القرن السابع عشر، کان جاده چهارباغ المدهشه، والمعروفه باسم "البساتین الأربعه"، والتی صُممت بشکل رائع لتجمع بین الفن المعماری والجمال الطبیعی.
یمتد شارع چهارباغ الأصلی على طول یقارب سته کیلومترات، وکان أکثر من مجرد شارع؛ فقد کان تحفه فنیه للتصمیم الحضری والطبیعه. کان ممراً واسعاً یتوسطه قناه مائیه جاریه، تحیط به صفوف من أشجار الک plane الشاهقه، محاط بحدائق وغابات، لیصبح متنفساً هادئاً یجمع بین العماره، الخضره، والأناقه.
تم تقسیم الشارع إلى ثلاثه أقسام ممیزه:
الچهارباغ المرکزی: من مبنى البلدیه الحالی حتى جسر الله وردی خان.
الچهارباغ العلوی: من الجسر باتجاه جبل صفه.
الچهارباغ السفلی: من البلدیه حتى ساحه الشهداء.
خلال الحقبه الصفویه، کانت الحدائق الرائعه تزین الجانب الغربی للشارع، بینما کانت القصور الملکیه تصطف على طول الطریق وصولاً إلى ساحه نقش جهان (الإمام). بدأت المناطق السکنیه عند الطرف الشرقی للساحه. کل تفصیله، من الشارع إلى الحدائق والقصور، کانت مخططه بعنایه فائقه، وقد وصفها المسافرون فی ذلک الوقت بأنها من أجمل شوارع العالم.
وکان هناک تقلید ثقافی فرید: یخصص یوم واحد فی الأسبوع للنساء لیتمکنّ من التجول والتسوق والتواصل الاجتماعی بحریه على طول الشارع.
مع الأسف، تلاشت روعه شارع چهارباغ مع مرور الزمن. خلال الحقبه القاجاریه، تم قطع العدید من الأشجار وبیعها وزرعها فی أماکن أخرى. ومع توسع العمران فی القرن العشرین، دُمّرت العدید من الحدائق التاریخیه وحلت محلها محلات ومساکن. الیوم، بقیت فقط بعض الشواهد مثل حدائق چهل ستون وهشت بهشت (بلبل).
على الرغم من أن الشارع أصبح الیوم منطقه تجاریه مزدحمه، إلا أن ذاکره مجده الصفوی لا تزال حاضره فی کتب التاریخ ووصف المسافرین. کان رمزاً للأناقه، التناغم، والرقی الحضری، ویظل شارع چهارباغ الیوم تذکیراً بکنوز أصفهان التی لم یمحها الزمن أو الإهمال بالکامل.