ساعدنیوز: تجاوز رئیس الوزراء اللبنانی نواف سلام التوافقات السابقه وکلف الجیش بإعداد خطه لاحتواء الأسلحه، مما أثار رد فعل عنیف من حزب الله، الذی أدان القرار باعتباره مناوره أمیرکیه إسرائیلیه وحذر من صراع أهلی محتمل.
بحسب وکاله "ساعد نیوز"، وسط ضجیج ما أخفته الحکومه اللبنانیه یوم الثلاثاء بعد أکثر من خمس ساعات من المشاورات "الاستثنائیه"، نجح رئیس الوزراء نواف سلام فی إفشال اتفاق الرئیس جوزیف عون مع حزب الله. خرج رئیس الوزراء نواف سلام لیعلن قرار تکلیف الجیش بوضع خطه تنفیذیه للحد من السلاح، متجاوزًا الوعود بالاعتماد على الحوار کوسیله للتوصل إلى توافق بشأن سلاح حزب الله.
أعلن سلام، الذی بدا علیه الرضا، القرار قائلاً: "قرر المجلس مواصله مناقشه الورقه الأمریکیه فی جلسه حکومیه یوم 7 أغسطس (الخمیس)، وتکلیف الجیش بوضع خطه لاحتواء السلاح حتى نهایه العام الجاری، وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 من الشهر الجاری".
وعقب القرار، أصدر حزب الله بیانًا قال فیه: "سنتعامل مع هذا القرار کأنه غیر موجود".
ویقول محللون إن القرار سیضع الجیش اللبنانی على مسار محتمل للاشتباک مع حزب الله، مما قد یؤدی إلى حرب أهلیه.
وأکد حزب الله أن القرار مُملى من الولایات المتحده، ولا یخدم سوى مصالح إسرائیل.
وأضاف الحزب: "هذا القرار یُسقط سیاده لبنان، ویُطلق ید إسرائیل لتخریب أمنه وجغرافیته وسیاسته ومستقبله".
وأضاف حزب الله أنه مستعد لمناقشه استراتیجیه دفاعیه لإنهاء "العدوان الإسرائیلی" على لبنان، وتحریر أرضه، وتحریر أسراه فی إسرائیل، وبناء دوله لبنانیه، ولکن لیس تحت وطأه الهجمات الإسرائیلیه.
وأکد أن على إسرائیل أولاً الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذی تم التوصل إلیه فی نوفمبر/تشرین الثانی من العام الماضی.
ویعتقد المراقبون أن هذه الطریقه لنزع سلاح حزب الله جزء من خطه أوسع للمنطقه بأسرها، ولن تقتصر على لبنان أو حزب الله.
یُظهر الوضع الراهن فی سوریا أن الاستسلام الکامل لا یوقف العدوان الإسرائیلی، بل یستمر حتى تدمیر القدرات العسکریه والدفاعیه لأی دوله تدمیراً کاملاً.
تسعى الولایات المتحده إلى تألیب الحکومات وشرائح من الشعب ضد حرکات المقاومه فی مختلف البلدان، سعیاً لتحقیق أهدافها من خلال الصراعات الداخلیه (على سبیل المثال، حزب الله فی لبنان أو الحشد الشعبی فی العراق) - وهی أهداف ذات طبیعه أمریکیه-إسرائیلیه بالطبع.
ومع ذلک، یُجادل المحللون بأن فصائل المقاومه فی المنطقه لم تطلب إذنًا أمریکیًا لحمل السلاح، وبالتالی لن تُلقی سلاحها تحت الضغط الأمریکی.
وزراء حزب الله وحرکه أمل یرفضون تأیید قرار مجلس الوزراء
کان الرئیس عون قد التقى مسؤولین من حزب الله، وأکد خلاله أن الجلسه لن تکون استفزازیه لأی مکون طائفی، وأن الأولویه هی التوصل إلى قرار توافقی، دون تحدید إطار زمنی، حتى لو تطلب الأمر عقد جلسات عده.
دفعت هذه الإشارات الإیجابیه حزب الله وحرکه أمل لحضور الجلسه، إلا أن نواف سلام أبلغ عون بتعرضه لضغوط خارجیه، مُصرًا على الموافقه على اقتراح المبعوث الأمریکی توماس باراک ضمن جدول زمنی محدد.
دفع هذا رئیس مجلس النواب نبیه بری إلى اقتراح امتناع وزراء حزب الله وحرکه أمل الشیعیتین عن التصویت على أی قرار من هذا القبیل.
إلا أن حزب الله فضّل الانسحاب من الجلسه، مُهددًا بالانسحاب الکامل من الحکومه. وهکذا، تم الاتفاق على خیار الانسحاب.
قبل الجلسه، أشارت التقاریر إلى إمکانیه التوصل إلى تسویه. لکن التوتر السیاسی کان جلیًا، لا سیما بعد إصرار وزراء القوات اللبنانیه وحزب الکتائب على تصعید التوتر.
وکان وزراء الجانب "المحاید" حذرین من الانجرار إلى التصویت لتجنب تعریض لبنان لاضطرابات سیاسیه وطائفیه، کما حدث عام 2005. إلا أن عون رضخ للضغوط، مع أنه کان بإمکانه رفع الجلسه وتأجیل مناقشه البند إلى جلسه الخمیس، لکنه لم یفعل.
وبررت مصادر مقربه من الرئیس عون عدم رفع الجلسه بأنه لا یرید الدخول فی صدام مع رئیس الوزراء.
والحقیقه أن عون لا یُولی أهمیه کبیره لرأی سلام، ولکنه غیر مستعد لمعارضه واشنطن والریاض.
خلال الجلسه، تساءل وزیر حزب الله، راکان ناصر الدین، عن سبب التسرع فی اتخاذ القرار، قائلاً: "ما الذی نناقشه الآن؟ هل هو مشروع اتفاق، أم أن هناک موافقه إسرائیلیه على هذه الورقه؟ هل هناک قرار أمریکی لضمان تطبیقه من الجانب الإسرائیلی؟". من سیتحمل وطأه الاعتداءات الإسرائیلیه، وانکشاف لبنان أمام العدو الإسرائیلی، واحتلاله للأراضی اللبنانیه؟ قررت الحکومه تحدید مهله لمصادره الأسلحه دون تحدید مهله لإنهاء احتلال الأراضی الجنوبیه، ووقف الهجمات الإسرائیلیه، وإطلاق سراح الأسرى، وبدء عملیه إعاده الإعمار.
فی حین روّج وزراء القوات اللبنانیه وحرکه الکتائب لنصرٍ کبیر فی الحکومه، بدأت المشاورات بین الثنائی الشیعی لتحدید جلسه الخمیس وکیفیه الرد على هذا القرار.
فی غضون ذلک، أکد الأمین العام لحزب الله، الشیخ نعیم قاسم، فی کلمه ألقاها بالتزامن مع جلسه الحکومه، رفضه الالتزام بأی جدول زمنی طالما استمر العدوان الإسرائیلی، ودون مناقشه استراتیجیه دفاعیه وطنیه.
"لا یمکننا الموافقه على أی جدول زمنی مقترح للتنفیذ فی ظل...