الحاله الغامضه لجنین وُلِد فی قبر

Friday, December 19, 2025

ساعدنیوز: اکتشف علماء الآثار فی 2010 قبر امرأه عمره 1300 عام وضعت بعد وفاتها مولودها فی قبره

الحاله الغامضه لجنین وُلِد فی قبر

فی القرن السابع أو الثامن المیلادی، خلال العصور الوسطى، توفیت امرأه حامل ودُفنت فی مدینه إیمولا الإیطالیه. فی ذلک الوقت، لم یکن هناک ما یثیر الدهشه بشأن وفاتها. إلا أنه عند اکتشاف قبرها فی عام 2010، لاحظ الباحثون میزتین غیر عادیتین للغایه. أولاً، وُجدت مجموعه من العظام الصغیره بین ساقی المرأه، وهی بقایا جنین وُلد على ما یبدو بعد وفاه الأم. ثانیاً، أضاف ثقب صغیر فی جمجمه الأم لغزاً آخر حول سبب وفاتها.

وفقًا للباحثین، تتناول دراسه نشرت فی مجله World Neurosurgery الأحداث التی سبقت وفاه المرأه وما بعدها. تم العثور على الرفات فی قبر حجری ذا هیکل مقوس، ما یشیر إلى دفن متعمد. وأظهرت التحلیلات التی أجراها علماء من جامعه فیرارا وجامعه بولونیا أن عمر المرأه عند الوفاه کان بین 25 و35 عامًا. أما الجنین، الذی لم یُحدد جنسه، فکان على ما یبدو فی الأسبوع 38 من الحمل، أی قبل أسبوعین فقط من اکتمال المده الطبیعیه.

بینما بقیت ساقا الطفل داخل جسد الأم، کان الرأس والجزء العلوی من الجنین قد خرج بعد الوفاه. یقترح مؤلفو الدراسه أن هذا مثال نادر على ظاهره "الولاده بعد الموت"، التی تحدث عندما تتجمع الغازات فی جسد المرأه الحامل المتوفاه، مما یدفع الجنین للخروج عبر قناه الولاده. وتعد مثل هذه الحالات نادره جدًا فی السجلات الأثریه.

کما أثار الباحثون فضولهم الثقب غیر المعتاد فی جمجمه المرأه، الذی بلغ قطره 4.6 ملم، وکان ناعمًا ونظیفًا، مما یشیر إلى أنه لم یکن نتیجه هجوم عنیف. ومن المرجح أن الثقب نتج عن إجراء جراحی یُعرف باسم "الثقبه الجمجمیه" أو trepanation. تعود هذه الممارسه على الأرجح إلى العصر النیولیتی، وکان یُعتقد أنها تعالج مجموعه من الحالات، من الحمى الشدیده إلى النوبات والضغط داخل الجمجمه. کما أظهرت الجمجمه علامات شقوق دقیقه، تشیر إلى إزاله دقیقه لأنسجه فروه الرأس للتحضیر للثقبه الجمجمیه.

لکن لماذا کان الأطباء فی العصور الوسطى یجریون مثل هذا الإجراء الخطیر على امرأه حامل؟ الباحثون لیسوا متأکدین، لکنهم یفترضون أن الأم ربما کانت تعانی من ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل أو تسمم الحمل. تشمل العلامات الشائعه لهذه الحالات زیاده الضغط داخل الجمجمه والنزیف الدماغی، التی کان یُعالج تاریخیًا بالثقبه الجمجمیه قبل ظهور الطب الحدیث.

تشیر علامات الشفاء فی الجمجمه إلى أن المرأه نجت نحو أسبوع بعد العملیه. ولا یزال من غیر الواضح ما إذا کانت وفاتها نتیجه لمضاعفات الحمل، أو بسبب الجراحه نفسها، أو مرض آخر کامن. وعلى الرغم من اکتشاف آثار الثقبه الجمجمیه فی العدید من الرفات الأثریه، فإن علامات هذا الإجراء نادره فی جماجم العصور الوسطى.