ساعدنیوز: فی اعتراف غیر مسبوق، کشف تقریر داخلی للأمم المتحده أن جزءاً کبیراً من الوثائق التی تنتجها المنظمه لا یُقرأ، لیس فقط من قبل الحکومات ووسائل الإعلام، بل وحتى من قبل موظفی الأمم المتحده أنفسهم.
وفقاً لـ ساعد نیوز، نقلاً عن روسیا الیوم، فی عالم تجاوز فیه إنتاج المحتوى معدلات الاستهلاک، لم تعد حتى أکبر المنظمات الدولیه بمنأى عن أزمه «التقاریر غیر المقروءه». کشف تقریر رقابی داخلی حدیث للأمم المتحده یبحث فی فعالیه منشورات المنظمه أن جزءاً کبیراً من وثائقها وتقاریرها البحثیه لا یطلع علیها صناع القرار أو وسائل الإعلام أو حتى موظفو الأمم المتحده المعنیون.
قد یبدو هذا الاکتشاف مفارقه للوهله الأولى، لکنه یعکس فی الواقع مشکله أکثر خطوره: تزاید الانفصال بین المؤسسات العالمیه وواقع الإعلام والسیاسه الحالی. تنشر الأمم المتحده آلاف الصفحات سنویاً حول حقوق الإنسان والبیئه والتنمیه المستدامه والأزمات العالمیه، ومع ذلک، فی عصر تهیمن علیه دورات الأخبار السریعه ووسائل التواصل الاجتماعی، غالباً ما تُؤرشف هذه الوثائق رقمیاً دون أن تؤثر مباشره على صنع السیاسات.
یرى المحللون أن هذه الحاله لا تبرز فقط أزمه فی التواصل داخل الأمم المتحده، بل تشیر أیضاً إلى درجه من عدم الثقه أو اللامبالاه من جانب الحکومات تجاه توصیات المنظمه وتحذیراتها. وإذا فشلت الأمم المتحده فی تبسیط سردها وجعله متاحاً وسهل التناول إعلامیاً، فإن مصداقیتها فی معالجه الأزمات العالمیه ستتآکل بشکل متزاید.