ساعدنیوز: یؤکد المحلل السیاسی علی رضا علویتبار أن إیران بحاجه إلى إصلاحات استراتیجیه ونهج دبلوماسی حذر بعد الصراع الذی دام 12 یوماً، فی وقت یسعى فیه الشعب إلى تغییرات ذات مغزى دون تکالیف باهظه.
تحدث علی رضا علویتبار لصحیفه اعتماد حول الحاجه الملحه لإحداث تغییرات فی نظام الحکم الإیرانی وتحدید موقف القوى السیاسیه.
وبحسب ساعد نیوز، هذه بعض مقتطفات من المقابله:
على مستوى الحکومه، کان المخرج الأول للصراع الذی دام 12 یوماً هو تغیّر دور إیران الإقلیمی. فقد تغیرت مکانه إیران فی دول مثل سوریا والعراق ولبنان، وفقدت جزءاً من الفرص والقدرات التی کانت تمتلکها فی هذه الدول. کان یُتصوَّر أن لدى الحکومه حلفاء یمکن الاعتماد علیهم فی اللحظات الحاسمه، لکن هذا التصور تضرر وتغیر. علاوه على ذلک، تم التشکیک فی شرعیه ومصداقیه الشعارات الرادیکالیه على المستوى الإقلیمی والعالمی، وأصبح تحقیقها محل تساؤل.
تحتاج إیران إلى مسؤولین شجعان لإصلاح السیاسات والاستراتیجیات. بشکل عام، ظهرت ثلاث مطالب رئیسیه: أولاً، السعی للتوصل إلى اتفاق مع العالم واتباع سیاسه خارجیه غیر تصادمیه؛ ثانیاً، الحفاظ على السلطه المرکزیه أثناء الأزمات لمنع التفکک؛ ثالثاً، تغییرات جوهریه تتجاوز تغییر الأشخاص، أی تغییرات على مستوى السیاسات والاستراتیجیات.
السبب فی عدم خروج الشعب الإیرانی إلى الشوارع أثناء الصراع الذی دام 12 یوماً یکمن فی مکان آخر. یعتقد علویتبار أن الحکومه الإیرانیه تصرفت بشکل مناسب فیما یتعلق بالدعوه الأمریکیه للحوار. أی شخص نظر بإنصاف إلى هذه المداولات کان سیرى أن إیران قبلت منطق التفاوض وشارکت فیه بنشاط. لذلک، لم یحمل الجمهور الحکومه المسؤولیه ولم یحتج.
کل احتجاج یحتاج إلى مبرر عقلانی. لا یؤدی الشعور بالاستیاء تلقائیاً إلى نزول الأفراد إلى الشوارع. الشعب الإیرانی یرید التغییر، لکنه لا یطلب التغییر بأی ثمن، على عکس المعارضه الخارجیه التی تطالب بالتغییر بغض النظر عن العواقب. یرید الجمهور تغییراً یقلل من التکالیف البشریه والمادیه. التغییر الناتج عن حرب مفروضه یحمل تکالیف باهظه ولم یطلبه الشعب الإیرانی أبداً.
یجب على الحکومه السعی للتوصل إلى اتفاق مع القوى العالمیه ویجب ألا تسمح بخلق انطباع بأنها غیر راغبه فی التفاوض. الحوار والتفاوض والمساومه من أجل التوصل إلى اتفاق والتقدم إلى ما بعد حاله لا حرب ولا سلام هی الخطوه الأولى التی یجب أن تتخذها الحکومه لکسب ثقه الجمهور.