ساعدنیوز: لم تشترِ لنفسها قطّ مجوهرات. کانت تملک بعض المجوهرات التی أحضرتها من بیت والدها أو کانت هدایا من بعض الأقارب، فباعت جمیعها وأنفقتها فی سبیل الله.
بِحَسَبِ تَقْرِیرِ خِدْمَهِ السِّیَاسَهِ فِی مَوقِعِ سَاعِدْنْیُوزْ، أَشَارَ القِیَادَهُ الثَّوْرِیُّ إِلَى جُزْءٍ مِنْ کِتَابِ "خُونِ دِلِی کِی لَعْلِ شُدَّ" الَّذِی یَتَضَمَّنُ سِیرَتَهُ الذَّاتِیَّهَ، وَفِیهِ ذَکَرَ بَعْضَ مَزَایَا زَوْجَتِهِ، وَنُقَدِّمُهَا هُنَا:
یَجِبُ أَنْ أُشِیرَ إِلَى صَبْرِهَا وَاحْتِمَالِهَا لِلصِّعَابِ وَالمَشَقَّاتِ فِی حَیَاهِ مَا قَبْلَ الثَّوْرَهِ، وَإِلَى إِصْرَارِهَا عَلَى الزُّهْدِ وَالبَسَاطَهِ فِی حَیَاهِ مَا بَعْدَ الثَّوْرَهِ.
وَالحَمْدُ لِلَّهِ، بَیْتُنَا لِلسَّاعَهِ یَبْقَى بَعِیدًا عَنْ مَظَاهِرِ الحَیَاهِ الزَّائِدَهِ وَبَرِیقِ الدُّنْیَا الَّذِی یُوجَدُ حَتَّى فِی بُیُوتِ النَّاسِ العَادِیَّهِ، وَزَوْجَتِی لَهَا أَعْظَمُ الدَّوْرِ وَأَهَمُّهُ فِی هَذَا الأَمْرِ.
صَحِیحٌ أَنِّی بَدَأْتُ حَیَاتِی بِهَذَا النَّهْجِ وَقُدْتُ زَوْجَتِی فِی ذَلِکَ الطَّرِیقِ وَأَشْعَلْتُ فِیهِ الرُّوحَ، وَلَکِنِّی أَقُولُ بِصِدْقٍ إِنَّهَا تَفَوَّقَتْ عَلَیَّ فِی هَذَا المَجَالِ کَثِیرًا.
عِنْدِی صُوَرٌ کَثِیرَهٌ فِی ذِهْنِی عَنِ الزُّهْدِ وَالتَّقْوَى لِهَذِهِ السَّیِّدَهِ الصَّالِحَهِ، وَبَعْضُهَا لَیْسَ مِنَ الجَیِّدِ بَیَانُهُ، وَمِنْ ذَلِکَ مَا أَسْتَطِیعُ ذِکْرَهُ:
فَلَمْ تَطْلُبْ مِنِّی قَطُّ شِرَاءَ مَلابِسَ، بَلْ کَانَتْ تُذَکِّرُنِی بِحَاجَهِ العَائِلَهِ الشَّدِیدَهِ إِلَى مَلابِسَ، وَتَذْهَبُ هِیَ لِتَشْتَرِیَ نَفْسَهَا.
وَلَمْ تَشْتَرِ لِنَفْسِهَا أَبَدًا مَجْوَهَرَاتٍ، کَانَتْ تَمْلِکُ بَعْضَ المَجْوَهَرَاتِ الَّتِی أَحْضَرَتْهَا مِنْ بَیْتِ وَالِدِهَا أَوْ هَدَایَا مِنْ بَعْضِ الأَقَارِبِ، فَبَاعَتْهَا جَمِیعًا وَأَنْفَقَتْ مَالَهَا فِی سَبِیلِ اللَّهِ.
وَالآنَ لَا تَمْلِکُ حَتَّى قِطْعَهً وَاحِدَهً مِنَ الذَّهَبِ أَوِ المَجْوَهَرَاتِ وَلاَ حَتَّى خَاتَمًا عَادِیًّا.
المَصْدَر: کِتَابُ "خُونِ دِلِی کِی لَعْلِ شُدَّ"، الفَصْلُ العَاشِرُ، صَفْحَهُ 159.