ساعدنیوز: فی تصریح مفاجئ خلال قمه الناتو فی هولندا، أعلن الرئیس الأمیرکی دونالد ترامب عن لقاء مرتقب بین مسؤولین أمیرکیین وإیرانیین لمتابعه المحادثات المتوقفه، مشیرًا فی الوقت نفسه إلى أن التوصّل إلى اتفاق نووی جدید «لیس أمرًا ملحًا» بحسب تعبیره.
وفقًا لوکاله ساعد نیوز، أعلن الرئیس الأمیرکی دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفی على هامش قمه حلف شمال الأطلسی فی لاهای، أن الولایات المتحده وإیران ستستأنفان المحادثات الأسبوع المقبل بعد توقفها بسبب المواجهات الأخیره بین إسرائیل وطهران. ورغم هذا الإعلان، خفّف ترامب من أهمیه التوصل إلى اتفاق جدید، معتبرًا أن "الضرر قد تم" فی إشاره إلى ما وصفه بتدمیر المنشآت النوویه الإیرانیه.
وأشار ترامب إلى أن بلاده ستواصل التفاوض وفق نفس الشروط السابقه، وأضاف: «لا أعتقد أن الاتفاق ضروری جدًا. لقد خاضوا حربًا، والآن یعودون إلى عالمهم. بالنسبه لی، لا یهم إن توصّلنا إلى اتفاق أم لا».
وفیما أکّد أن إیران "لن تمتلک سلاحًا نوویًا أبدًا"، ادعى أن الضربات الأمیرکیه الأخیره "دمرت بالکامل" قدرات إیران النوویه، رغم أن التقاریر الاستخباراتیه الأولیه الأمیرکیه، التی کشفت عنها شبکه "سیانان"، تفید بأن المواقع النوویه الإیرانیه لم تُدمَّر تمامًا بل تأخّر برنامجها لبضعه أشهر فقط.
وأکّد ترامب أن وزیر الخارجیه مارکو روبیو، الذی یشغل أیضًا منصب مستشار الأمن القومی، یتولّى الإشراف على إمکانیه التوصل إلى اتفاق، مشیرًا إلى أن النجاح فی ذلک یعتمد على قبول إیران التفاوض المباشر.
وحول استمرار التوتر مع إسرائیل، قال ترامب: «کلا الطرفین مرهق، لکن قد یُستأنف القتال فی أی لحظه». وأضاف أن الضربات التی وصفها بـ«الموجّهه والدقیقه» ضد منشآت إیران النوویه کانت «بالغه النجاح»، موضحًا أن هذا الاستعراض للقوه هو ما فتح الباب لاحتمال التوصل إلى هدنه.
لکن تصریحات ترامب بدت متناقضه، إذ أقرّ لاحقًا بأن تقییمات استخباراتیه أمیرکیه تشیر إلى أن الأضرار قد تکون "محدوده" أو "شدیده"، قبل أن یکرّر أن «الموقع دُمِّر بالکامل، ونحن نعتقد أن کل المواد النوویه کانت هناک».
ترامب لمّح کذلک إلى احتمال تخفیف الضغط على صادرات النفط الإیرانیه، خاصه فی تعاملاتها مع الصین، ما اعتُبر مؤشّرًا على مرونه ضمنیه تجاه العقوبات، إذ قال: «إذا أرادت الصین شراء نفطهم، لن نمنعهم. هم بحاجه إلى المال لإعاده بناء بلدهم».
وفیما یتعلق بقمه الناتو، عبّر ترامب عن رضاه عن النتائج، مشیرًا إلى أنه یغادر القمه بـ"ذهنیه مختلفه"، بعدما نال التزامًا أوسع من الدول الأعضاء بزیاده الإنفاق الدفاعی. وقال: «من دون أمیرکا، الأمور لن تسیر کما ینبغی. هم بحاجه إلینا».
ورغم الجدل حول مصداقیه تصریحاته بشأن الضربات النوویه لإیران، أصرّ ترامب فی أکثر من موضع على أن «الهجمات أنهت البرنامج النووی الإیرانی»، مقارنًا إیاها بتأثیر قصف هیروشیما وناکازاکی فی إنهاء الحرب العالمیه الثانیه.
وفی الوقت الذی تسعى فیه وسائل الإعلام الأمیرکیه والدولیه لتقییم دقیق لما جرى، بدا ترامب متمسکًا بسردیته الخاصه التی تقوم على القوه والحسم، حتى لو ناقضتها الحقائق الاستخباراتیه.