ساعدنیوز: أکد آیه الله السید یاسین الموسوی، إمام جمعه بغداد، فی خطبه الجمعه أنّ أولویه العراق منذ عام 2003 وحتى الیوم هی بناء الدوله، مشدداً على أنّ غیاب الدوله یعنی الفوضى والضعف وفقدان السیاده وعدم القدره على تحصیل الحقوق لجمیع مکوّنات الشعب من عرب وکرد وترکمان ومسلمین وغیر مسلمین.
وأفادت وکاله ساعدنیوز أوضح سماحته أنّ بناء الدوله لیس مجرد وجود مناصب ورؤساء، بل هو منظومه حقوقیه ومؤسسات دستوریه تحترم القوانین وتبتعد عن المصالح الشخصیه، محذّراً من أنّ استغلال المسؤولین لمواقعهم أو تجاوزهم على صلاحیاتهم القانونیه یعدّ هدماً للدوله.
وانتقد السید الموسوی استمرار العراق بعد أکثر من 22 عاماً فی دائره التخبط دون تأسیس دوله حقیقیه، رغم تأکیدات المرجعیه العلیا منذ البدایه على ضروره ذلک، معتبراً أنّ التعدیات المتکرره من بعض السیاسیین على القوانین والدستور عطّلت هذا المشروع.
کما تطرق إلى السیاسات الخارجیه الأمریکیه، وخصوصاً نهج الرئیس الأمریکی دونالد ترامب، واصفاً إیاها بالدیکتاتوریه التی تسعى لإبقاء العراق فی حاله فوضى خدمهً لمشاریع إقلیمیه ودولیه، على رأسها مشروع "إسرائیل الکبرى".
وأشار الموسوی إلى أنّ العراق بلد نفطی یحقق عوائد مالیه ضخمه تصل إلى أکثر من 160 ملیار دولار سنویاً، لکن هذه الثروات ما زالت تحت سلطه القرار الأمریکی ولیست بید العراقیین. وأضاف أنّ غیاب الدوله سمح للبعض بتقدیم مصالح دول الجوار على مصلحه العراق، الأمر الذی یهدد سیاده البلد وحقوق شعبه.
وانتقد إمام جمعه بغداد بشده سوء إداره المشاریع الخدمیه داخل العراق، ومنها بناء الجسور التی فاقمت الازدحام المروری بدلاً من حلّه، وکذلک مشاریع الإسکان العشوائیه التی تضاعف الأزمات السکانیه دون توفیر بنى تحتیه أساسیه.
وفی جانب آخر، أشار سماحته إلى ضعف تسلیح الجیش العراقی، مبیناً أنّ الاعتماد على أسلحه محدوده ومنع أمریکا للعراق من تطویر صناعاته العسکریه، حتى فی مجال تصنیع القذائف، کشف عن إراده خارجیه لإبقاء البلد ضعیفاً.
وختم آیه الله الموسوی بالدعوه إلى الانتخابات المقبله بوعی ومسؤولیه، مؤکداً ضروره انتخاب نواب یؤمنون ببناء الدوله ویعملون لمصلحه العراق فقط، بعیداً عن التبعیه للخارج أو المصالح الشخصیه، مستشهداً بقول المرجعیه العلیا: "المجرّب لا یُجرّب".