اکتشاف مذهل لغابه غامضه متحجره/مفقوده اختفت منذ 22 ملیون سنه! +صور

Monday, October 27, 2025

ساعدنیوز: قد تجد أنه من المثیر للاهتمام أن العلماء اکتشفوا بقایا أحفوریه لغابه من المانغروف.

اکتشاف مذهل لغابه غامضه متحجره/مفقوده اختفت منذ 22 ملیون سنه! +صور

بالاستناد إلى تغطیه وسائل التواصل الاجتماعی لوکاله «ساعد نیوز» ونقلًا عن «خبر أونلاین»، أعید اکتشاف عالم غامض ضائع اختفى قبل 22 ملیون سنه إثر ثوران برکانی کارثی. وقد دفعت هذه الاکتشافات العلماء إلى الاستنتاج بأن انقراضات محلیه حدثت على نطاق عالمی.

أعاد الباحثون تحدید موقع هذا الغابه المفقوده فی منطقه قناه بنما، واکتشفوا أنها ملیئه بأنواع لم تعد موجوده على الأرض الیوم. وقد أجرى فریق من «معهد سمیثسونیان للأبحاث الاستوائیه» هذا الاکتشاف الاستثنائی لغابه المانغروف فی جزیره بارو کولورادو.

قبل نحو 23 ملیون سنه، خلال حقبه المیوسین، اصطدمت الصفائح الأمریکیه الجنوبیه والکاریبیه، مکونه بنما وأمریکا الوسطى. وقد أدى هذا التصادم إلى نشوء جزیره جبلیه ارتفعت من المحیط.

کانت جزیره بارو کولورادو تحیط بها غابات شاهقه، حیث بلغ ارتفاع بعض الأشجار نحو 40 مترًا. وساعدت العینات الأحفوریه من الجزیره العلماء على تحدید أن المنطقه وفرت ظروفًا مثالیه لأنواع المانغروف القدیمه، لا سیما لأن الغابه نمت فی مناطق تلتقی فیها میاه الأنهار العذبه بمیاه البحر.

وکانت مستویات ثانی أکسید الکربون فی الغلاف الجوی خلال المیوسین أعلى بکثیر مما هی علیه الیوم، مما سمح لهذه الأشجار بالنمو لتصبح أطول بکثیر من أشجار المانغروف الحدیثه.

ونظرًا لاعتماد المانغروف الکبیر على ثانی أکسید الکربون فی نموه، خلص فریق البحث إلى أن هذا النوع القدیم کان فریدًا من نوعه على الأرض. واکتشف العلماء 121 قطعه خشب محفوظه فی نهر على جزیره بارو کولورادو، وأطلقوا على النوع اسم Sonneratioxylon barrocoloradoensis.

یشیر اسم الجنس Sonneratioxylon إلى المجموعه التی ینتمی إلیها النوع والتی لا تزال موجوده حتى الیوم، بینما یکرم الجزء الأخیر من الاسم الجزیره التی نشأ فیها. وعلى الرغم من أن هذا النوع من المانغروف له أقارب فی عالمنا الیوم، إلا أن أقرب أنواعه موجوده الآن فقط فی جنوب شرق آسیا.

ویشیر غیاب الأحافیر الأخرى للأشجار فی المنطقه إلى أن الأنواع الأخرى واجهت صعوبه فی البقاء على قید الحیاه بالقرب من الغابه. کما تشیر الأدله الأحفوریه إلى أن غابه المانغروف دُمّرت إثر ثوران برکانی هائل.

وقد أدى هذا الثوران إلى تکوّن لاهار، وهو مصطلح إندونیسی یشیر إلى خلیط سریع الحرکه من الماء والطین والرماد والصخور. تتدفق اللاهارات مثل الخرسانه المبتله، مغطیه مساحات واسعه بسرعه. وبفضل غناها بالسیلیکا، ساهمت هذه المیاه أیضًا فی الحفاظ على الأحافیر بشکل مذهل، إذ تتغلغل المیاه فی أنسجه الکائنات الحیه بینما تمنع طبقه الحطام الخرسانیه تحللها.

وجد فریق البحث أدله قویه على أن هذا الثوران دمر الغابه القدیمه. ویعتقد العلماء کذلک أن هذه الغابه لم تکن وحیده—فالانقراضات المحلیه ربما وقعت على نطاق عالمی.