ساعدنیوز: جره فخاریه تم اکتشافها فی موقع تل حجیرات الغزلان الأثری فی الأردن تحتوی على آلاف الخرز المصنوع من الطین والعظام والمحار. ویعود تاریخ هذا الاکتشاف إلى نحو 3600 سنه قبل المیلاد.
وفقًا لتقریر الشؤون الاجتماعیه لوکاله “ساعد نیوز”، تم اکتشاف هذه الجرّه فی الأصل عام 2010، لکن فحص محتویاتها بعنایه وتنظیفها استغرق وقتًا طویلًا. فی ذلک العام، کان علماء آثار من المعهد الألمانی للآثار یقومون بالتنقیب فی أعمق طبقات المبانی فی مستوطنه “حجیرات الغزلان” القدیمه. وفی إحدى الغرف فی أدنى مستوى من منزل ما، عثروا على جرّه صغیره مستدیره من الطین لم یُلمس أحدها بعد، وما زالت مختومه بغطاء من الطین. وعندما رفع عالم الآثار ینس نوتروف الجرّه، سُمع صوت اهتزاز الأشیاء بداخلها.
بعد تنظیف الجرّه ورفع الغطاء بعنایه، اتضح أن الوعاء ملیء بأشیاء صغیره—کل واحده منها کان یجب استخراجها وتنظیفها بشکل منفصل.
یونس نوتروف، عالم الآثار، أثناء نقل الجرّه؛ فی الصوره تظهر جرّه أخرى تحتوی على الرمل فقط.

فی النهایه، تبین أن محتویات الجرّه کانت کنزًا من الخرز المصنوع من العظام والمحار. کان هناک آلاف من الخرز الصغیر المثقوب والمصقول بداخلها، بعضه لا یتعدى حجم الملیمترات. ویشیر نوتروف إلى أن بعض القطع کانت أکبر وأطول من غیرها. کان تنظیف وفصل الخرز مهمه استغرقت وقتًا طویلاً.
ما کان یُستخدم هذا الخرز لا یزال لغزًا یحیر علماء الآثار. عادهً ما یُعرف هذا النوع من الخرز بأنه یُستعمل فی الزینه أو کإکسسوارات للملابس، لکن العدد الهائل وسیاق هذا الاکتشاف فرید من نوعه. ویقترح نوتروف: «ربما کان مخزونًا لأغراض تجاریه. دقه وصقل الخرز تشیر إلى أنه کان ذا قیمه عالیه».
تحتوی الجرّه المکتشفه على آلاف من الخرز المصقول من العظام والمحار بأحجام مختلفه.
تشیر الاکتشافات فی الغرفه المجاوره إلى أن هذا المبنى ربما کان له وظیفه خاصه. فقد تم العثور على صور للحیوانات على الجدار الخلفی، مضغوطه فی الطین الرطب بأصابع الید، ومن بین هذه الرسومات: الماعز الجبلی والحیوانات المفترسه. کما اکتشف علماء الآثار عده قرون للماعز وطبقات کبیره من الرماد، مما یشیر إلى أن المبنى ربما دُمر بواسطه حریق.

تقع حجیرات الغزلان على بعد 2.5 میل شمال العقبه، وکانت مستوطنه محصنه مأهوله بین 4000 و3500 قبل المیلاد. وقد عُثر هناک على هیاکل تضم جدرانًا من الحجر والطین، بعضها تم تدعیمه بعد أضرار ناتجه عن زلزال. إلا أن زلزالًا آخر یبدو أنه أدى إلى هجر الموقع. ومع ذلک، لا تزال بقایا متاهه هذه المستوطنه قائمه—جدران یصل ارتفاعها إلى خمسه أمتار، وجص أصلی، ونوافذ، وأبواب، وأعمده تدعم الأسقف.
توفر الحفظ الاستثنائی للموقع وفتره الاحتلال القصیره نسبیًا فرصه نادره لعلماء الآثار لدراسه مستوطنه من العصر النحاسی بشکل کامل—الفتره التی یظهر فیها صهر النحاس لأول مره فی السجل الأثری.
لا یزال لغز جرّه الخرز بدون حل، ویواصل العلماء تقییم موقع اکتشافها.