بدأ العد التنازلی لکارثه وطنیه… هل ستُنقذ طهران؟

وفقًا لمکتب الأخبار السیاسیه لوکاله ساعد نیوز، نقلت صحیفه «اطلاعات» ما یلی:

بعد مرور 47 یومًا على بدایه العام المائی الجدید، لم تشهد أکبر مدن إیران أی أمطار، ویهدد جفاف غیر مسبوق الحیاه الیومیه.

ویعتبر شده الجفاف الحالی غیر مسبوقه خلال الـ 57 عامًا الماضیه، وقد استُنزفت معظم احتیاطیات المیاه السطحیه فی البلاد. کما أن المیاه الجوفیه معرضه لخطر الجفاف التام نتیجه الإفراط فی السحب، حیث یواجه 70% من إیران أزمه میاه حاده.

وتتوقع الهیئه الوطنیه للأرصاد الجویه استمرار الطقس المستقر فی معظم المناطق خلال الأسبوعین المقبلین، ما یعنی استمرار السماء الجافه وتفاقم ندره المیاه فی المدن الکبرى. ومن المتوقع أن تؤدی انخفاضات درجات الحراره القادمه إلى زیاده تلوث الهواء فی المناطق الصناعیه، مما یفاقم الأزمه البیئیه.

وبحسب أحدث تقریر لوزاره الطاقه، فإن 33% فقط من خزانات السدود الإیرانیه ممتلئه حالیًا، بینما وصلت مستویات المیاه فی 11 سدًا رئیسیًا على الأقل إلى أدنى مستویاتها. ومن المتوقع أن تجف عده سدود أخرى تمامًا خلال أسبوعین.

وقد أدت ست فترات جفاف متتالیه إلى خفض معدل هطول الأمطار فی إیران إلى أدنى مستوى خلال 57 عامًا، بینما أسهم الاستهلاک المفرط للمیاه فی المدن فی خلق أسوأ أزمه بیئیه فی القرن الماضی. وقد أقر الرئیس مؤخرًا بأن إخلاء طهران قد یصبح ضروریًا قریبًا.

وأشار التقریر إلى أن الکمیه المتبقیه فی السدود تبلغ 17.21 ملیار متر مکعب فقط، بانخفاض 25% مقارنه بـ 22.92 ملیار متر مکعب فی نفس الفتره من العام الماضی، ما یعنی أن أکثر من ثلثی سعه السدود فارغه.

وسجلت کمیه المیاه الوافده إلى السدود خلال الـ 47 یومًا الماضیه 1.35 ملیار متر مکعب فقط، بانخفاض 39% مقارنه بـ 2.19 ملیار متر مکعب العام الماضی. کما انخفضت کمیات التصریف بنسبه 26% إلى 2.79 ملیار متر مکعب، مما یبرز نقص الإمدادات اللازمه للزراعه والصناعه والاستخدام المنزلی.

وتشیر الإحصاءات إلى أن 28 من أصل 31 محافظه تواجه مستویات أمطار حرجه. فقد شهدت 20 محافظه شبه انعدام فی الهطول، فیما تلقت المحافظات الثمانیه الأخرى کمیات قلیله جدًا غیر کافیه لتجدید المخزونات المائیه. وحتى المناطق الساحلیه الشمالیه المعتاده على الأمطار شهدت انخفاضًا ملحوظًا هذا العام.

ووفقًا لشرکه إداره الموارد المائیه الإیرانیه، بلغ متوسط هطول الأمطار منذ بدایه العام المائی الجدید (1 أکتوبر) 3.4 ملم فقط، مقارنه بمتوسط طویل الأمد یبلغ 14.8 ملم و14.5 ملم خلال نفس الفتره من العام الماضی.

وتشیر التقاریر الرسمیه وصور الأقمار الصناعیه إلى أن السدود الکبرى فی طهران وأصفهان وقم وکرمان ورضوی خراسان وزنجان تقترب من مرحله “التخزین المیت”، حیث تصبح مستویات المیاه منخفضه جدًا بحیث لا یمکن استخدامها طبیعیًا أو تشغیلیًا.

وشهدت إیران الأسبوع الماضی أکثر فصول الخریف جفافًا منذ 57 عامًا. ومن المتوقع أن تستمر هذه الأزمه على الأقل لمده أسبوعین إضافیین، مما یزید تعقید إداره الموارد.

الجفاف یضرب مراکز السکان الکبرى فی إیران

فی محافظتی طهران والبرز، اللتین یقطنهما أکثر من ربع سکان إیران، تعد إمدادات المیاه حرجه للغایه. حذر محسن أردکانی، المدیر التنفیذی لشرکه میاه وصرف صحی طهران، من أن الموارد المائیه المحلیه وصلت إلى مستویات الإنذار الأحمر، حیث وصلت احتیاطیات السدود إلى أدنى مستوى لها منذ 60 عامًا.

وأوضح أن طهران لم تشهد أی أمطار منذ بدایه العام المائی، مقارنه بـ 20 ملم العام الماضی ومتوسط طویل الأمد یبلغ 30 ملم. وأکد أردکانی أنه رغم جهود السلطات لتجنب أزمه کامله، إلا أن الوضع الحالی مثیر للقلق.

وتشمل الإجراءات زیاده الاستفاده من خط نقل المیاه الثانوی من سد طالقان، بمعدل 5 متر مکعب فی الثانیه، إلى جانب 16 متر مکعب فی الثانیه من المیاه الجوفیه، بینما یبلغ الطلب فی طهران 40 متر مکعب فی الثانیه، ما یترک عجزًا قدره 4–5 متر مکعب فی الثانیه. ویتم التخطیط لزیاده النقل من سد لار، لکن هذه الإجراءات توفر راحه مؤقته فقط.

وتحث السلطات المواطنین على خفض استهلاک المیاه بنسبه 10% إضافیه على التخفیض السابق البالغ 25% لمواجهه خریف جاف.

خراسان رضوی على شفا الجفاف التام

أفاد محمد علی نعمت نژاد، المدیر التنفیذی لشرکه میاه خراسان رضوی، بانخفاض الهطول بنسبه 99.7% منذ أکتوبر، ما جعل المحافظه تشهد خریفًا بلا أمطار عملیًا. وتبلغ السعه الحالیه للسدود 5% فقط، بینما الموارد الجوفیه منخفضه للغایه.

حظر زراعه المحاصیل الخریفیه فی أصفهان

وفی أصفهان، تشیر التقاریر الحکومیه إلى أن الموارد المائیه على وشک النفاد التام، مما أدى إلى حظر زراعه المحاصیل الخریفیه. وتعد أکثر من 90% من سعه السدود فارغه، بینما انخفض الهطول فی المناطق الوسطى والشرقیه بنسبه تقارب 100% مقارنه بالعام الماضی.