ساعدنیوز: حسب وکاله أنباء حوزه، أطفالنا ومراهقونا، مثل المستکشفین المتجولین، یبحثون فی عوالم أحلامهم عن شیء مفقود، على أمل کشف السر الخفی لدمیه لابوبو. لکن، هل فقدوا شیئًا حقًا؟ بلا شک، الجواب نعم.
وفقًا لوکاله أنباء "حوزه"، دمى لابوبو أکثر من مجرد ألعاب—إنها عملیه ثقافیه فرویه. وبینما تتجه أنظار مراهقینا نحو النظره الغامضه لهذه الدمیه، من المسؤول عن الهویه الضائعه التی کان ینبغی أن تُقدَّم لهم عبر أبطالهم الوطنیین، مثل حسین فهمیده؟
لا یُعرف متى بدأ هذا الاتجاه نحو الدمى المحرجه. فکلما نظرت حولک، تجد لابوبو تحدق بک بنظره غامضه وابتسامه مقلقه.
أطفالنا ومراهقونا، مثل المستکشفین الضائعین، یتجولون فی أرض أحلامهم بحثًا عن شیء مفقود، محاولین کشف سر هذه الدمیه المخفیه. لکن هل فقدوا حقًا شیئًا؟ بلا شک، الإجابه نعم. ما هو مفقود لیس مجرد لعبه ملونه؛ بل ما یبحثون عنه هو هویتهم.

تتجسد هویه شباب الیوم فی قدوه خالده مثل حسین فهمیده—البطل الصغیر الذی خلق بتضحیته الفریده حاجزًا ثابتًا أمام العدوان على الوطن، شاهداً على بطوله تتجاوز حدود الزمان والمکان، سواء فی الماضی أو المستقبل.
هذه الملحمه لیست مجرد تشکیل للهویه لدى المراهقین الإیرانیین، بل یمکن أن تلهم کل الأحرار حول العالم—هویه قویه وعظیمه تقف شامخه بالشرف والکرامه، لا تضاهیها أی منافسه، سواء کانت دمیه فرویه أو أبطال سینمائیین خیالیین.
یقدم ذکرى استشهاد حسین فهمیده فرصه للتفکیر فی سبب تقویض المکانه الراسخه والعالیه لقدوات الشباب الإیرانیین بواسطه الألعاب والمحتوى بلا هدف من الشرق أو الغرب، دون أی مقاومه.
للأسف، یبقى نخبه البلد والمخططون الثقافیون ومنتجو الإعلام، بدل الاستفاده من أرقى القدرات الثقافیه وصناعه الهویه الإیرانیه—التی یمکنها خلق آلاف الحزم الثقافیه المؤثره ومواجهه أی فراغ ثقافی من الشرق أو الغرب—غارقین فی سبات عمیق ملیء بالخوف. وإذا استمر هذا الإهمال، فقد تنقطع الخیوط الأخیره لهویه وحضاره شباب هذا الوطن، وتُفقد الأجیال اتصالها بجذورها إلى الأبد.

یجب على المسؤولین والمجتمع المدنی انتهاز هذه الفرصه القصیره، وبدل الانغماس فی النقاشات النظریه، اتخاذ إجراءات عملیه سریعه. ولحسن الحظ، بفضل التطور العلمی والفنی للبلاد وظهور قوى شابه مبدعه ومفکره، یمتلک الشباب القدره على تحمل هذه المسؤولیه وقیاده مبادرات ثقافیه کبرى تتناسب مع المجتمع وذوق جیل الیوم.
کما قال قائد الثوره: "الثقافه کالهواء الذی نتنفسه". والیوم، هذا الهواء الثقافی مُلوث، ما یؤثر على "رئات" الهویه المجتمعیه. إن تنفیذ أعمال ثقافیه وفنیه شامله ومرکزه وفعاله على أرض الواقع أصبح ضروره لا مفر منها. کما یقال: "وقایه أوقیه خیر من علاج رطل".