ساعدنیوز: یمکن للتواصل المستمر مع أعضاء مجلس الأمن غیر الدائمین، إلى جانب فریق دبلوماسی قوی، أن یساعد إیران فی مواجهه جهود أمریکا وإسرائیل وتغییر الظروف لصالحها.
نصرت الله تاجیک، دبلوماسی متقاعد وخبیر فی الشؤون الدولیه، فی مقابله مع “اعتماد أونلاین”، على أعتاب تفعیل آلیه “العوده التلقائیه” ومع وجود تکهنات حول احتمال تعلیق التخصیب، قام بتحلیل الوضع الحالی واستراتیجیات إیران لإداره هذا التحدی ومنع تصاعد التوترات، وقال:
"بالتأکید، تنفیذ آلیه العوده التلقائیه سیکون له تبعات کبیره على البلاد. قد یرکز العدید من المحللین أکثر على التبعات الاقتصادیه والعقوبات ومسائل مشابهه، وهذا صحیح جزئیًا، لأن العوده إلى قرارات مجلس الأمن الدولی وإمکانیه إعاده إیران تحت الفصل السابع من میثاق الأمم المتحده سیکون مشکله کبیره وخطیره للبلاد. لکن هذه مجرد بعد واحد من المشکله. والأهم من ذلک، أنه فی حال عوده هذه القرارات، ستُعرض إیران مره أخرى کتهدید للأمن العالمی. خصوصًا مع الجهود المستمره من الولایات المتحده وإسرائیل، إذا أعیدت هذه القرارات، سیتمکنان من متابعه مشروع إیران-فوبیا وعزله إیران بقوه أکبر. هذا الأمر لا یمکن إنکاره، وأی شخص مطلع على الاتجاهات الدولیه والشؤون العالمیه سیؤکد ذلک."
وأضاف: "ومع ذلک، تعتقد إیران أنه لأسباب مختلفه، بما فی ذلک عدم التزام أوروبا بتعهداتها ضمن الاتفاق النووی، وخاصه بعد انسحاب الولایات المتحده، لم تتمکن من الاستفاده من المزایا الاقتصادیه للاتفاق النووی. إیران ترى أن انسحاب الولایات المتحده لم یکن السبب الوحید لهذا الوضع؛ فإوروبا أیضًا، من خلال التقاعس وتحت تأثیر سیاسات الولایات المتحده، فشلت فی تنفیذ التزاماتها بشکل صحیح ضمن الاتفاق النووی. وقد تم ذکر هذا کواحد من ثلاثه أسباب رئیسیه لموقف إیران بشأن مشارکه أوروبا فی هذه العملیه."
وأضاف السفیر الإیرانی السابق: "کما تعتقد إیران أن الدول الوحیده التی هی أعضاء فی الاتفاق النووی وشارکت فی تنفیذه لها الحق فی التدخل لتفعیل آلیه العوده التلقائیه. لذلک، تؤمن إیران بشده أن الدول الأوروبیه الثلاث – بریطانیا وفرنسا وألمانیا – لأسباب مختلفه، بما فی ذلک عدم إدانتهم للإجراءات الأمریکیه والإسرائیلیه فی الهجمات على المنشآت النوویه الإیرانیه القانونیه وتحت إشراف الوکاله الدولیه للطاقه الذریه، وتوافقهم مع سیاسات الولایات المتحده المتعلقه بالتخصیب صفر بالمئه، لا یمکن اعتبارهم مشارکین فی الاتفاق النووی. کما تؤکد إیران أنه عندما یُنتهک أحد البنود الرئیسیه للاتفاق، لا یمکن اعتبار تلک الدوله أو الدول أعضاء أو مشارکین. وبشکل خاص، تنص القرار 2231، الذی یُستشهد به کدعم قانونی للاتفاق النووی، بوضوح على أن آلیه العوده التلقائیه یجب أن یتم تفعیلها من قبل الدول الأعضاء فی الاتفاق النووی."
واستمر تاجیک قائلاً: "فی هذا الصدد، تقوم إیران بنشاط بإجراء مفاوضات قانونیه ودبلوماسیه مع الدول المعنیه بهذه العملیه، خصوصًا فی مجلس الأمن. کما رأینا سابقًا، أرسلت الدول الأوروبیه، بما فی ذلک بریطانیا وفرنسا وألمانیا، رساله إلى الأمین العام للأمم المتحده ورئیس مجلس الأمن. ومن جهه أخرى، إیران على اتصال وممارسه ضغط دبلوماسی مع روسیا والصین، وهاتان الدولتان أرسلتا أیضًا رسائل إلى مجلس الأمن تعارض تفعیل آلیه العوده التلقائیه. الهدف من هذه الجهود الإیرانیه هو تحدی عملیه تفعیل آلیه العوده التلقائیه ومنع الضغوط الدولیه."
وقال: فی هذا الصدد، یجب على إیران اتخاذ المزید من الإجراءات الدبلوماسیه والقانونیه، ویجب على وسائل الإعلام أن تکون نشطه أیضًا فی هذا المجال للمطالبه من وزاره الخارجیه والمؤسسات المسؤوله الأخرى بمتابعه هذه العملیه بجدیه. هل خصصت وزاره الخارجیه الموارد والاعتمادات اللازمه للإجراءات القانونیه؟ هل تم الاستفاده بشکل کافٍ من المحامین الدولیین المتخصصین فی قانون العقود والقضایا العالمیه؟ یجب أن تُطرح هذه الأسئله وتُتابع من قبل وسائل الإعلام حتى یکون الجمهور على علم بتقدم هذه الإجراءات.
وأضاف تاجیک: یجب تنفیذ هذه الإجراءات بشکل منسق وبدقه عالیه، ویجب على وزاره الخارجیه أیضًا استخدام القدرات القانونیه داخل الاتحاد وداخل المملکه المتحده. هذه الدول لا تمتلک مجالاً واسعًا للأعمال غیر القانونیه، ویمکن لوسائل الإعلام والمحامین المحلیین، إذا تبین لهم أنهم لا یستطیعون تفعیل آلیه “الرد التلقائی”، رفع دعوى قضائیه ضد الحکومه! یجب على إیران الحصول على رأی قانونی من محامی الاتحاد والمملکه المتحده فی هذا الصدد. أی یجب تقدیم جمیع حججها وأدلتها التی تفید بأن أوروبا لا تعتبر مشارکه فی خطه العمل الشامله لهم والحصول على رأی قانونی. وهذا یصبح أساسًا لتحدٍ للحکومات الأوروبیه. یجب أن تصبح هذه القضیه مسأله رئیسیه لوزاره الخارجیه.
وختم بالتأکید: لمتابعه هذه المسأله، یجب على إیران أیضًا الحفاظ على تواصل مستمر وفعال مع أعضاء مجلس الأمن غیر الدائمین. یعتبر الضغط السیاسی فی بلدانهم وکذلک فی نیویورک مع ممثلی هذه الدول أمرًا ضروریًا.
تتولى روسیا رئاسه مجلس الأمن فی أکتوبر، وتسبقها باکستان، ویمکن لهذه الدول، إلى جانب أعضاء مجلس الأمن غیر الدائمین الآخرین، المساعده فی هذه العملیه. فی رأیی، تمتلک إیران القدرات المناسبه فی هذا الصدد ویجب أن تتناول هذه القضیه بفریق دبلوماسی قوی ونشط وذو خبره فی نیویورک لتغییر الظروف لصالحها.