ساعدنیوز: صرّح نائب وزیر الخارجیه الإیرانی سعید خطیب زاده لقناه "A Haber" الترکیه أن طهران ملتزمه بمواصله المحادثات النوویه مع الترویکا الأوروبیه (E3) فی إسطنبول، محذراً من أن الهجمات الإسرائیلیه–الأمیرکیه المنسقه على المواقع النوویه الإیرانیه وقاده عسکریین تشکّل انتهاکاً جسیماً للقانون الدولی.
سعید خطیب زاده، نائب وزیر الخارجیه ورئیس مرکز الدراسات السیاسیه والدولیه بوزاره الخارجیه الإیرانیه، أجرى مقابله مع قناه "A Haber" الترکیه. النص الکامل کما یلی:
وبحسب "ساعد نیوز" نقلاً عن "إیسنا":
سؤال: اجتمعت إیران والترویکا الأوروبیه (ألمانیا، فرنسا، والمملکه المتحده) مؤخراً للمره الثانیه فی إسطنبول. وقد اتفق الطرفان على مواصله المفاوضات الهادفه إلى کسر الجمود بشأن البرنامج النووی الإیرانی. هل تم تحدید جوله جدیده من المحادثات فی المستقبل القریب؟ وکیف تنظر إیران إلى هذه المفاوضات؟
خطیب زاده: أنا سعید جداً بحصولی على فرصه أخرى لأکون هنا وأتحدث إلیکم وإلى جمهورکم. نعم، کنا فی إسطنبول، وأعتقد أننا أجرینا مناقشات صادقه وودیه. وفی الوقت نفسه، یمکننی القول إننا أجرینا محادثات مباشره للغایه حول قضایا ذات اهتمام وقلق مشترک.
أود أن أشکر حکومه ترکیا، الرئیس أردوغان، وزیر الخارجیه، وکل من ساهم فی تنظیم هذا الاجتماع، الذی یُظهر الأهمیه التی نولیها لعلاقاتنا الثنائیه. کما یوضح إلى أی مدى نرى ترکیا مکاناً مناسباً لمثل هذه المناقشات المهمه.
بالطبع، قررنا الاستمرار. کما تعلمون على الأرجح، فإن خطه العمل الشامله المشترکه (JCPOA)، المعروفه بالاتفاق النووی الإیرانی، کانت تحت الضغط لسنوات منذ انسحاب الولایات المتحده. وکما تعلمون، مارست إیران صبراً استراتیجیاً لمده عام واحد مقابل التعویض المحتمل الذی وعد به الأوروبیون، شریطه أن لا تنسحب إیران من الاتفاق النووی.
لقد قررنا تطبیق هذا الصبر الاستراتیجی. للأسف، لم یتمکن الأوروبیون من القیام بأی شیء ذی مغزى. فی الواقع، افتقروا إلى الإراده لتعویض الانسحاب الأمیرکی الأحادی وغیر القانونی من الاتفاق. ثم قررت إیران بطبیعه الحال إعاده التوازن عبر تقلیص التزاماتها بموجب الاتفاق النووی.
الآن، ستستمر هذه المفاوضات. لقد قررنا المضی قدماً، وسنفعل. لکن یجب أن نظل حذرین ویقظین لضمان ألا یستغل أحد هذه القضیه کأداه فی صندوق سیاساته الخارجیه. نأمل أن یفهم الأوروبیون أنه إذا کان الهدف هو التوصل إلى تفاهم ذی معنى بین الطرفین، فإن کل شیء ممکن.
سؤال: کیف تقیّمون دور ترکیا فی هذه المفاوضات؟
خطیب زاده: کما ذکرت، فإن مجرد حقیقه أننا قررنا عقد هذه الجوله من المفاوضات فی ترکیا تظهر مدى الثقه التی نضعها فی ترکیا وکیف أن صدیقتنا ترکیا وحکومتها قادرتان على تنظیم واستضافه هذه المحادثات المهمه. نحن نعتقد أنه، إذا لزم الأمر فی المستقبل، یمکننا الاستمرار فی الاعتماد على ترکیا لاستضافه مثل هذه الاجتماعات الحاسمه.
سؤال: إسرائیل هاجمت أراضیکم وبناکم التحتیه العسکریه. کما شارکت الولایات المتحده فی هذه الضربات، مستهدفه منشآت إیران النوویه. ما هو الوضع الحالی للمنشآت النوویه الإیرانیه؟
خطیب زاده: نعم، شنت إسرائیل هجوماً على بلادنا. لقد تعرضت إیران لهجوم ــ ولم یکن من إسرائیل فقط. کان هذا عدواناً منسقاً للغایه نفذه الإسرائیلیون والأمیرکیون معاً. فی الواقع، عندما بدأت إسرائیل باغتیال إیرانیین، کنا فی خضم المفاوضات، وقد اغتالوا قادتنا ــ لیس أثناء أدائهم مهامهم، بل فی منتصف اللیل، عندما کانوا مع عائلاتهم.
لقد استهدفوا حتى جیران هؤلاء القاده والمناطق السکنیه المحیطه بهم.
لذلک، لم یکن هدفهم الحقیقی فقط المنشآت النوویه التی أشرتم إلیها. لقد سعوا أیضاً إلى اغتیال قادتنا الکبار. وبالطبع، فإن مهاجمه المنشآت النوویه یُشکل انتهاکاً صارخاً للقانون الدولی، وربما الأسوأ على الإطلاق، لأن جمیع منشآتنا النوویه کانت تحت ضمانات الأمم المتحده والرقابه المستمره من الوکاله الدولیه للطاقه الذریه (IAEA). جمیعها کانت منشآت مُعلنه، ومُرکبه، وتعمل بالکامل تحت إشراف دولی.
ما فعله الأمیرکیون والإسرائیلیون هو خرق فاضح للقانون الدولی ویجب أن یُقیّم من قبل السلطات الدولیه المسؤوله.
ستتابع إیران هذا الأمر بالتأکید. لکن المهم هو أن إیران مستعده تماماً للدفاع عن حقوقها النوویه السلمیه. لقد خصصت إیران جزءاً کبیراً من مواردها وطاقتها لهذا البرنامج السلمی، ولا أحد یمکنه حرمان إیران منه."