ساعدنیوز: یمکن للجن أن یسببوا الضرر لنا، لکن لیس بالطرق التی قد تتخیلها—مثل إخافتنا، أو سرقه ممتلکاتنا، أو جعلنا نمرض. لم یمنح الله الجن مثل هذه القدرات. لو کانت لدیهم مثل هذه الإمکانیات، لکان العیش للبشر مستحیلاً، ولما شعرنا بأی شعور بالأمان.
وفقًا لخدمه الشؤون الاجتماعیه فی وکاله ساعد نیوز، طرحت صحیفه کیهان سؤالًا: هل یمکن للجن أن یؤذی البشر؟
للإجابه، یجب أولاً فهم الجن من منظور القرآن الکریم:
للجن، مثل البشر، رجال ونساء. لدیهم أبناء، یعیشون حیاتهم، ویتفاعلون مع البشر. یقول الله عن الجن:
"وَأَنَّ ٱلۡبَشَرَ ٱسۡتَعۡوَذُوا بِبَشَرٍۢ مِّنۡهُمۡ وَزَادَهُمۡ شَیۡطَـٰنُهُمۡ ضَلَـٰلٗا بَعِیدًا" (الأنعام: 6)
مثل البشر، یمکن أن یکون الجن مؤمنًا أو کافرًا، صالحًا أو فاسقًا.
"قُلۡ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّ فِرۡقَهًۭ مِّنَ ٱلۡجِنِّ ٱسۡتَمَعُوا۟ ٱلۡقُرۡءَانَ فَقَالُوا۟ سَمِعۡنَا قُرۡءَانٗا عَجَبٗا یَهۡدِیٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـٰمَن یُؤۡمِن بِهِۦ فَقَدۡ ٱسۡتَمۡلَکَ ٱلۡهُدَىٰ وَمَن کَفَرَ بِهِۦ فَإِنَّهُۥ خَطَـٰءٌۭ" (الجن: 1)
"وَظَنَّ ٱلۡإِنسَـٰنُ کَمَا ظَنَّ ٱلۡجِنُّ أَلَّن یُبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدٗا رَسُولٗا" … "مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا غَیۡرُ ذَٰلِکَ" (الجن: 7، 11)

خُلقوا من نار، على عکس البشر الذین خُلقوا من طین. (الرحمن: 15)
یمتلکون العلم والتمییز والقدره على معرفه الخیر والشر.
یتحملون المسؤولیه والمحاسبه.
بعضهم مؤمنون صالحون، والبعض الآخر کافرون.
سیواجهون البعث والحساب.
لبعضهم قدرات خارقه، مثل بعض البشر. (النمل: 39)
یمکنهم أداء بعض الأعمال التی یحتاجها البشر. (سبأ: 12–13)
کانوا موجودین على الأرض قبل البشر. (الحجر: 27)
وبالتالی، فالجن مخلوقات لها ذکور وإناث، بعضهم یؤمن بالرسل وآخرون یکفرون، وأولئک الذین یضلون قد یتفاعلون مع البشر.

هل یمکن للجن أن یؤذی البشر؟ إذا کان الجواب نعم، فما نوع الضرر؟
الإجابه: نعم، لکن لیس بالطریقه التی قد یتصورها البعض. فهم لا یستطیعون إخافتنا أو سرقه ممتلکاتنا أو التسبب فی المرض، لأن الله لم یمنحهم هذه القدره. لو کانت لدیهم مثل هذه القوى، لکانت حیاه البشر غیر آمنه، ملیئه بالخوف وفقدان الضروریات.
الله قید قدراتهم عمدًا لحمایه سلامه البشر، تمامًا کما لا یستطیع البشر إیذاء الجن. لذلک، لا یمکن للجن أن یعطل حیاتنا بشکل مباشر.
فکیف یؤذوننا إذًا؟ یوضح القرآن:
"قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ ٱلَّذِی یُوَسۡوِسُ فِی صُدُورِ ٱلنَّاسِ مِنَ ٱلۡجِنَّهِ وَٱلنَّاسِ" (الناس: 1–6)
تمامًا کما یحرض البشر الفاسقون الآخرین على المعصیه، یغری الجن الشریر والکافر البشر بالخطأ. على سبیل المثال، إذا نوى الإنسان القیام بعمل صالح—مثل الدفاع عن حق—قد یوسوس له الجن الشریر: "لماذا تخاطر براحتک وعائلتک؟ ابقَ فی المنزل." لکن اتباع الهدایه الإلهیه یمنع الضرر، ویقهر الظلم، ویمنح أجرًا عظیمًا فی الآخره.
باختصار، الطریقه الوحیده التی یمکن للجن الضار من خلالها إیذاء البشر هی بالوسوسه والخداع. ولهذا یُنصح البشر بالاستعاذه بالله من وساوسهم واتباع هدایه القاده الروحیین للعیش بأمان ونجاح فی الدنیا والآخره.