ساعدنیوز: أکد خبیر شؤون غرب آسیا أنه فی الظروف الحالیه، من جهه لا یوجد موضوع واضح للتفاوض، ومن جهه أخرى، أظهر الأمریکیون من خلال اعتدائهم الأخیر أنهم غیر جدیرین بالثقه ولا یصلحون للتفاوض. وأی تفاوض فی هذه الظروف قد یکون خطه خداع أخرى لهجوم متجدد على إیران.
وفقًا لتقریر الخدمه السیاسیه لوکاله ساعد نیوز التحلیلیه نقلاً عن فارس، قال حمد زارعان، خبیر شؤون غرب آسیا، ردًا على سؤال حول ما إذا کان من الصواب طرح موضوع التفاوض مع أمریکا نظرًا لهجمات أمریکا وإسرائیل الأخیره على إیران:
إنّ أحدَ سُبل تحقیق مصالح وحقوق الشعوب فی النظام الدولی هو التفاوض والحوار. ومن خلال هذا المسار، یمکن للدول تقلیل الخلافات أو حتى سوء التفاهمات وسوء الانطباعات المتبادله، والوصول إلى إطار للتعاون أو المشارکه.
ومع ذلک، هناک عده اعتبارات مهمه بشأن التفاوض مجددًا مع الأمریکیین.
وواصل قائلاً: موضوع التفاوض غیر واضح. إذا کان من المقرر إعاده التفاوض حول القضیه النوویه، وبالنظر إلى أن الأمریکیین فی منتصف المفاوضات السابقه اختاروا خیار الحرب والاعتداء العسکری وهاجموا قلب البرنامج النووی الإیرانی، فلا یبقى موضوع للتفاوض.
وأضاف زارعان: علاوه على ذلک، وبالنظر إلى تصریحات ترامب الصریحه بشأن "القضاء الکامل على البرنامج النووی الإیرانی"، عندما یُقضى على هذا البرنامج بالکامل، فإن موضوع التفاوض یصبح أساسًا لاغیًا. أما إذا کان من المقرر طرح مواضیع أخرى مثل القوه الصاروخیه على طاوله التفاوض، وبالنظر إلى ارتباطها بالأمن الوطنی للدوله، فهذا الأمر غیر قابل للتفاوض أساسًا.
وأکد خبیر شؤون غرب آسیا: لقد أدرک شعبنا الیوم أنه لو لم تمتلک إیران القدره الصاروخیه، لتحول العدو الصهیونی وحلفاؤه البلاد إلى "غزه ثانیه"، ولم یکونوا فقط یطالبون بوقف إطلاق النار، بل کانوا سیواصلون هجماتهم. کانت هذه القوه الصاروخیه الإیرانیه التی أجبرت العدو على قبول الهزیمه والاستسلام لوقف إطلاق النار.
وأشار زارعان إلى أن تجربه المفاوضات السابقه مع الأمریکیین أظهرت أن الأمریکیین، ولا سیما ترامب، لا ینظرون إلى التفاوض کأداه لحل المشکلات والقضایا القائمه فی النظام الدولی، بل کأداه لفرض إرادتهم على الطرف المقابل، موضحًا: من وجهه نظرهم، التفاوض هو أقل الطرق تکلفه للهیمنه. ولهذا السبب، یحاولون أولاً من خلال التفاوض إجبار الدول على الاستسلام، وإذا لم تُسفر عن نتائج، یلجأون إلى الخیارات الأخرى.
وأضاف: الأمریکیون فی کل تفاوض مع إیران یسعون لفرض نوع من السلام المفروض؛ سلام یجب فیه على إیران التنازل عن مصادر قوتها وتصبح لقمه سائغه تُبتلع من قبل أمریکا والکیان الصهیونی.
وأکمل زارعان: هناک مخاوف من أن یحاول الأمریکیون ببدء جوله جدیده من المفاوضات تمهید الطریق لاعتداء آخر. والیوم، یتفق جمیع الخبراء على أن المفاوضات غیر المباشره الأخیره کانت فی الواقع خطه خداع من قبل أمریکا للهجوم على إیران.
وختم خبیر شؤون غرب آسیا بالإشاره إلى أنه یجب دعم مسار الدبلوماسیه من قبل الرأی العام، وأضاف: بالنظر إلى الاعتداء الأخیر من قبل الکیان الصهیونی وأمریکا على إیران والذی أدى إلى استشهاد حوالی ألف من أبناء الوطن، وقاده رفیعی المستوى، وعلماء نوویین، بالإضافه إلى أضرار جسیمه للبنى التحتیه الدفاعیه والعلمیه ـ التقنیه، فإن الناس فی الظروف الحالیه یعارضون بدء التفاوض مع الأمریکیین. وهو ما أشار إلیه السید تخت روانجی بوضوح.
وفی النهایه أضاف: لذلک، فی الظروف الراهنه، من جهه لا یوجد موضوع واضح للتفاوض، ومن جهه أخرى، أظهر الأمریکیون من خلال اعتدائهم الأخیر أنهم غیر جدیرین بالثقه ولا یصلحون للتفاوض. وأی تفاوض فی هذه الظروف قد یکون خطه خداع أخرى لهجوم متجدد على إیران. إضافه إلى ذلک، الرأی العام یعارض استئناف المفاوضات مع أمریکا.