ساعدنیوز: مقطع أرشیفی نادر من زمن الحرب العراقیه الإیرانیه یُظهر موقف المرشد الأعلى حول أولویه الإسلام مقارنهً بالهویه الوطنیه الإیرانیه.
وفقًا لوکاله ساعد نیوز، أشاد المرشد الأعلى للجمهوریه الإسلامیه الإیرانیه، فی خطابٍ متلفز ألقاه الیوم، بتصرّف الشعب الإیرانی "الشجاع والواعی" إزاء ما وصفه بـ"الهجوم الأحمق والحاقد" من قِبل العدو الصهیونی، معتبرًا هذا الردّ الشعبی مؤشراً على نضج المجتمع وتعاظم الروح العقلانیه والروحیه فی البلاد. وشدّد على أن الأمه الإیرانیه واجهت الحرب المفروضه بثبات، وأنها ستقاوم أی سلام مفروض کما فعلت مع الحرب، مؤکداً أن إیران لا تخضع لأی إملاء.
وأشار سماحه آیه الله العظمى علی خامنئی إلى ما اعتبره تهدیدات "سخیفه" صادره عن الرئیس الأمیرکی، مشدداً على أن "أصحاب البصیره الذین یعرفون إیران وتاریخها لا یتحدثون معها بلغه التهدید"، وأن أی تدخل عسکری أمیرکی سیکون مکلفًا للغایه وغیر قابل للتعویض.
وفی مستهل خطابه، أثنى المرشد الأعلى على مسیرات یوم الغدیر، والتجمّعات الحاشده التی شهدتها البلاد، لا سیّما بعد صلاه الجمعه، وأشاد بما وصفه بـ"الموقف الرمزی الجریء" لإحدى المذیعات الإیرانیات فی مواجهه الهجمه الإعلامیه المعادیه، معتبراً تکبیرها على الهواء مباشره بمثابه إعلان رمزی لقوه الشعب الإیرانی.
وحول توقیت العدوان الإسرائیلی، أوضح المرشد أنه جاء بینما کانت الحکومه الإیرانیه منخرطه فی مفاوضات غیر مباشره مع واشنطن، دون أی مؤشر على تحرّک هجومی من الجانب الإیرانی، ما یُرجّح -برأیه- ضلوع الولایات المتحده فی الهجوم، وهو استنتاج قال إنه بات یتعزز یومًا بعد یوم من خلال التصریحات الأمیرکیه.
وکرّر التأکید على أن الشعب الإیرانی سیصمد فی وجه أی فرض، سواء أکان عسکریاً أم دبلوماسیاً، داعیًا المفکرین والإعلامیین والمخاطبین للرأی العام العالمی إلى "کشف الحقیقه" ومواجهه "التحریف الإعلامی المضلّل" الذی تمارسه الجهات المعادیه.
کما وصف الاعتداء الإسرائیلی بـ"الخطأ الفادح والجریمه الکبرى"، مؤکدًا أن هذا الکیان "سیتعرض للعقوبه التی بدأ تنفیذها بالفعل"، مشیراً إلى أن القوات المسلحه الإیرانیه لن تکتفی بالرد الحالی، بل لدیها خطط متواصله لما وصفه بـ"العقاب الصارم".
وفسّر تدخل الحلفاء الأمیرکیین فی هذا النزاع کعلامه على "ضعف الکیان الصهیونی"، مشیراً إلى أن لجوء تل أبیب لواشنطن یعکس عجزها عن المواجهه المباشره.
وردًا على تصریحات الرئیس الأمیرکی التی طالب فیها الإیرانیین بالاستسلام، قال المرشد الأعلى إن "الشعب الذی یؤمن بقوله تعالى: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، لا تهزّه التهدیدات، ولا یُخضعه الترویع"، مضیفًا أن دعوه هذا الشعب إلى الاستسلام "لیست عقلانیه" ولا تصدر عن من یفهمون طبیعه وتاریخ الأمه الإیرانیه.
وأکد أن أی تدخل أمیرکی فی هذا الصراع سیکون "ضارًا للغایه" للولایات المتحده، موضحًا أن الضرر الذی سیلحق بها سیکون "أشد بکثیر" من الخسائر التی قد تتعرض لها إیران.
واختتم سماحته بدعوه الإیرانیین إلى مواصله حیاتهم "بقوه وعزیمه"، خاصه من یعملون فی الخدمات العامه والإعلام والتوعیه، موصیاً بالتوکل على الله، مستشهداً بقوله تعالى: وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَکِیمِ، ومؤکدًا أن النصر فی نهایه المطاف سیکون "حتمیًا للحق والشعب الإیرانی".