ساعدنیوز: یشدد الدبلوماسیون الأوروبیون على أن تفعیل آلیه الاسترجاع لا یعنی نهایه الدبلوماسیه، بینما تحذر إیران من أن أی إعاده فرض للعقوبات ستواجه برد صارم. المحادثات مستمره مع التأکید على مواقف الطرفین.
صرح دبلوماسی أوروبی بأن “تفعیل آلیه الاسترجاع لا یعنی نهایه الدبلوماسیه”، مضیفاً أن الدول الأوروبیه الثلاث لا تزال جاهزه للتفاعل مع إیران فی الأسابیع التی تسبق التطبیق المحتمل لعقوبات الأمم المتحده.
ووفقاً لما نقلته ساعد نیوز، أجرت البعثه الدبلوماسیه الإیرانیه یوم الثلاثاء محادثات فی جنیف مع ألمانیا وفرنسا والمملکه المتحده حول تفعیل “آلیه الاسترجاع”. وتعمل هذه الآلیه تلقائیاً على إعاده فرض جمیع عقوبات مجلس الأمن التی تم رفعها بموجب الاتفاق النووی لعام 2015 مع إیران.
أکد کاظم غریبآبادی، نائب وزیر الخارجیه الإیرانی، مشیراً إلى الاجتماع الذی عقد یوم الأربعاء مع مجید تختروانچی، نائب وزیر الخارجیه السیاسی، قائلاً: “الأوروبیون لیسوا فی موقع قانونی لتفعیل آلیه الاسترجاع، ولا یوجد أساس قانونی لمثل هذا الإجراء.”
فی وقت سابق، وضعت الدول الأوروبیه الثلاث شروطاً لتمدید المهله لتفعیل الآلیه، بما فی ذلک استئناف عملیات تفتیش الوکاله الدولیه للطاقه الذریه فی إیران، والتعامل مع مخزونات إیران الکبیره من الیورانیوم المخصب، واستئناف الدبلوماسیه بما فی ذلک مع الولایات المتحده. وکان إشراف الوکاله فی إیران جزءاً أساسیاً من هذه المفاوضات، وقد عُقدت الجلسه السابقه فی یولیو فی إسطنبول.
وأکد المسؤولون الإیرانیون مراراً أن أوروبا، بسبب عدم التزامها بتعهداتها بموجب الاتفاق النووی، تفتقر إلى الأساس القانونی والأخلاقی لتفعیل هذه الآلیه ضد إیران. وقد أعلنت إیران أن ردها على إعاده فرض العقوبات سیکون “صارماً”.
ووفقاً لموقع أکسیوس، فإن عملیه تفعیل آلیه الاسترجاع تستغرق 30 یوماً، وتسعى الدول الأوروبیه لإکمال هذه العملیه قبل أن تتولى روسیا رئاسه مجلس الأمن فی أکتوبر.
وفی هذا السیاق، قال دبلوماسی أوروبی مطلع: “تفعیل عملیه الاسترجاع لا یعنی نهایه الدبلوماسیه. الدول الأوروبیه الثلاث لا تزال جاهزه للتفاعل مع إیران فی الأسابیع التی تسبق تنفیذ عقوبات الأمم المتحده.”
کما شدد کاظم غریبآبادی مساء الأربعاء قائلاً: “إیران لا تزال مستعده للتفاعل واستمرار الاتصالات الدبلوماسیه. الخیار متروک لأوروبا: إما المواجهه أو التعاون. إذا اختاروا طریق الاستغلال القانونی والسیاسی، فإن إیران سترد بالمستوى المناسب. نأمل أن یکون النهج الأوروبی حکیماً ومبنیًا على الدبلوماسیه.”
وقال دبلوماسی أوروبی آخر لأکسیوس بشأن التفعیل المحتمل لآلیه الاسترجاع: “یعتقد قاده الدول الأوروبیه الثلاث أن إیران انتهکت التزاماتها بوضوح بموجب الاتفاق النووی لعام 2015 منذ سنوات ولم تتخذ أی خطوات ملموسه لتصحیح الوضع.”
وأشار نائب وزیر الخارجیه الإیرانی إلى أداء الأوروبیین فی السنوات الماضیه قائلاً: “الواقع هو أن الأوروبیین لم ینفذوا الاتفاق النووی خلال سبع سنوات. ومع ذلک، یزعمون بجرأه أنهم وفوا بالتزاماتهم. أخبرناهم أنه إذا نفذتم الاتفاق حقاً، قدموا تقریراً یوضح ما تم إنجازه. المؤشرات والبیانات المتوفره تظهر أن أوروبا لم تلتزم بالاتفاق فی السنوات السبع الماضیه، بل فرضت حتى عقوبات جدیده، آخرها قبل عده أشهر ضد قطاعی الشحن والطیران الإیرانیین.”
وادعى مصدر آخر، دون تقدیم مستندات، أن الوفد الإیرانی فی جنیف “لم یضع أی إنجاز ملموس ودقیق على الطاوله.”
وفی الوقت نفسه، أفاد ثلاثه مصادر لأکسیوس أن وزراء خارجیه فرنسا وألمانیا وبریطانیا، ومسؤول السیاسه الخارجیه فی الاتحاد الأوروبی، أخبروا وزیر الخارجیه الأمریکی مارکو روبیو بأن “یوم الخمیس سیفعلون آلیه الاسترجاع ضد إیران.”
وفی الوقت الذی یهدد فیه الثلاثی الأوروبی بالتحرک ضد إیران، قال نائب وزیر الخارجیه الإیرانی مساء الأربعاء أیضاً: “طرحت أوروبا فکره التمدید منذ شهر، لکننا ذکرناهم بأن صلاحیه هذا الأمر تقع ضمن مجلس الأمن، ویجب أن یُتخذ أی قرار ضمن هذا الإطار.”
وأشار إلى الموقف المشترک لروسیا والصین فی مجلس الأمن قائلاً: “وضحنا للأوروبیین أنه إذا أرادوا استغلال هذا المسار وتجاهل حسن نیه وجهود إیران الدبلوماسیه، فإن الجمهوریه الإسلامیه الإیرانیه سترد بالمستوى المناسب. وإذا أرسلوا رساله، ستقدم إیران تحذیراتها وإجراءاتها المضاده لمجلس الأمن.”
وحذر غریبآبادی أیضاً: “إذا حدث مثل هذا الإجراء، فستتوقف تعاون إیران الحالی مع الوکاله الدولیه للطاقه الذریه، ولن یکون لمواصله التفاعل أی معنى. فی هذه الحاله، ستنسحب أوروبا من الحوار مع إیران، ویجب أن تتفاوض فقط مع أعضاء مجلس الأمن.”