ساعدنیوز: فی 20 أغسطس 2025، شنت إسرائیل المرحله الأولى من عملیتها العسکریه على غزه، مع تعبئه 60 ألف من قوات الاحتیاط والسیطره على أجزاء من الأطراف، مما أثار مخاوف عالمیه بشأن التداعیات الإنسانیه وخطر الحلول السیاسیه.
ووفقًا لموقع ساعدنیوز نقلاً عن سی إن إن، منذ اندلاع الحرب فی أکتوبر 2023، أصبحت غزه محور الصراع بین إسرائیل وحماس. على مدى العامین الماضیین، نفذت الجیش الإسرائیلی سلسله من العملیات التی وضعت أجزاء واسعه من غزه تحت سیطرته، إلا أن مدینه غزه، باعتبارها المرکز السیاسی والعسکری لحماس، ظلت خارج متناول الید. ومع الإعلان عن "المراحل الابتدائیه للهجوم" على المدینه، دخل الجیش الإسرائیلی عملیًا واحده من أکثر مراحل الحرب حساسیه.
وأعلن المتحدث باسم الجیش الإسرائیلی، العمید أفی دفری، فی 20 أغسطس أن القوات الإسرائیلیه، من خلال حصار الأطراف، أطلقت عملیه جدیده باسم "مرکبات جدعون B". وتشمل الخطه التعبئه الکبیره لـ 60 ألف من قوات الاحتیاط، والتی إلى جانب 70 ألف جندی نشط، ستزید القدره الهجومیه لإسرائیل إلى أکثر من 130 ألف فرد. ویذکر هذا التشکیل بعملیات کبیره کلاسیکیه فی الحروب الحضریه، ویشیر إلى أن إسرائیل تعتزم السیطره الکامله على مدینه غزه.
وعسکریًا، الهدف الرئیسی لإسرائیل هو إضعاف کامل للبنیه التحتیه لحماس فی مدینه غزه، بما فی ذلک تدمیر الأنفاق ومراکز القیاده ومستودعات الأسلحه. ومع ذلک، أظهرت التجارب السابقه فی المعارک الحضریه فی غزه أن مثل هذه الإجراءات یمکن أن تکلف ثمنًا بشریًا فادحًا للمدنیین، مما أثار قلق المجتمع الدولی. فقد حذر الأمین العام للأمم المتحده، أنطونیو غوتیریش، بعد ساعات من الإعلان عن العملیه، من "خسائر مدنیه واسعه النطاق ودمار کامل للمدینه"، ودعا مره أخرى إلى وقف فوری لإطلاق النار.
الأبعاد الإنسانیه لهذه العملیه خطیره للغایه. یعیش ملایین المواطنین فی غزه فی ظروف محدوده للغایه للوصول إلى الغذاء والماء والدواء. وتخشى منظمات الإغاثه أن یؤدی الهجوم المباشر على مدینه غزه إلى موجه جدیده من النزوح والجوع وموت المدنیین. کما أکدت بعض منظمات حقوق الإنسان أن هذه الإجراءات قد تُعد انتهاکًا للقوانین الدولیه والقوانین الإنسانیه.
من الناحیه السیاسیه، یمثل بدء هذه العملیه نقطه تحول. داخل إسرائیل، ازدادت المخاوف بین عائلات الرهائن، إذ یمکن للهجوم واسع النطاق أن یزید من تهدید حیاه الأسرى الإسرائیلیین لدى حماس. وعلى المستوى الدولی، ترى العدید من الدول أن استمرار الحرب یقلل من فرص العوده إلى طاوله المفاوضات وتحقیق حل الدولتین. ویزداد الضغط الدبلوماسی على الحکومه الإسرائیلیه، خاصه من الأمم المتحده وبعض الحلفاء الغربیین، لوقف العملیه قبل الوصول إلى نقطه اللاعوده.
وفی النهایه، یتأرجح المستقبل بین مسارین متعارضین: إما تشکیل وقف إطلاق نار والعوده إلى المسار الدبلوماسی، أو استمرار حرب استنزافیه تهدد لیس فقط المستقبل السیاسی لفلسطین وإسرائیل، بل استقرار المنطقه بأکملها. وما هو مؤکد أن بدء العملیه ضد مدینه غزه لیس مجرد إجراء عسکری، بل نقطه حاسمه فی واحده من أطول وأکثر الأزمات تعقیدًا فی العالم المعاصر.