ساعدنیوز: بینما یستعد دونالد ترامب لإجراء محادثات مع فلادیمیر بوتین، دعا عدد من الشخصیات البارزه فی حزب الجمهوریین فی الکونغرس بشکل غیر مباشر وبأسلوب حذر إلى عدم التهاون أمام الرئیس الروسی. هذه الرسائل المستتره تُعد فی الواقع تحذیرًا للحفاظ على الضغط على موسکو وتجنب أی اتفاق قد یصب فی صالح الکرملین.
ووفقًا لموقع ساعدنیوز نقلاً عن سی إن إن، أظهرت الأیام الأخیره علامه واضحه على وجود انقسام خفی داخل الحزب الجمهوری، حیث فضل قاده الحزب عدم المواجهه العلنیه مع ترامب واستخدموا لغه ناعمه لکنها تحذیریه لدفعه للحفاظ على موقف حازم تجاه موسکو. وقال السیناتور جون ثون، أحد قاده الجمهوریین فی مجلس الشیوخ، مؤکدًا ضروره استمرار الضغط الاقتصادی على روسیا: «نحن مستعدون لتمریر عقوبات تجبر الکرملین على الجلوس على طاوله المفاوضات». وکان هذا الموقف فی الواقع رساله واضحه لترامب بعدم تخفیف العقوبات.
وبالمثل، حذر السیناتور المؤثر لیindزی غراهام من أنه إذا رفض بوتین إجراء مفاوضات مباشره مع زیلینسکی، یجب على الرئیس الأمریکی فرض أقسى العقوبات الممکنه على روسیا لإلحاق ضرر شدید باقتصادها. وتشیر هذه التصریحات إلى أن جزءًا من الجناح الجمهوری یشعر بقلق شدید من أن یُفسر النهج الشخصی لترامب تجاه بوتین على أنه نوع من التساهل.
یمکن اعتبار هذه المواقف الحذره نوعًا من «التوسل الدقیق»، حیث لا یرغب الجمهوریون فی المعارضه العلنیه لقائدهم السیاسی، ومع ذلک یخشون أن أی تراجع تجاه روسیا قد یضع الولایات المتحده فی موقف ضعف. وفی المناخ السیاسی الحالی، تُعد هذه الرسائل أکثر محاوله لتوجیه ترامب نحو تبنی سیاسه أکثر صرامه تجاه الکرملین منها معارضه مباشره.
وفی الختام، یجد الجمهوریون أنفسهم فی حاله ازدواجیه: من جهه، یحتاجون إلى الحفاظ على الوحده الداخلیه للحزب، ومن جهه أخرى لا یریدون إرسال رساله للعالم تشیر إلى تساهل الولایات المتحده تجاه روسیا. وقد أدى هذا التناقض إلى صیاغه تصریحاتهم على شکل تحذیرات مستتره وطلبات دبلوماسیه، رساله تقول عملیًا: «السید الرئیس، یرجى عدم التراجع أمام بوتین.»