ساعدنیوز: أکد المسؤولون الإیرانیون أن أی قرار بالتفاوض مع الولایات المتحده یتبع عملیه منظمه متعدده المراحل، مع استقرار الموافقه النهائیه لدى المرشد الأعلى، مما یبرز التنسیق الداخلی للدوله والاتساق الاستراتیجی.
أکد السید مهدی طباطبائی، نائب الاتصالات والمعلومات فی مکتب الرئاسه، فی مقابله صحفیه أن قرار التفاوض هو مبدأ عام یُعلن رسمیًا بعد عملیه شامله فی ظل الحکومه الرابعه عشره. وأوضح أن أی تفاوض مع الولایات المتحده سیکون غیر مباشر، مع احترام کامل لمبادئ وحقوق البلاد.
وشدد طباطبائی على أن اعتبارات المجلس الأعلى للأمن القومی الإیرانی – باعتباره الجهه المسؤوله عن اتخاذ القرار فی الشؤون الأمنیه والسیاسیه والاستراتیجیه – تُؤخذ دائمًا فی الاعتبار. ورئیس المجلس هو الرئیس، ولا تکتسب قراراته أی سلطه عملیه إلا بعد موافقه المرشد الأعلى. وقال: "جمیع القرارات الوطنیه الکبرى تمر بهذه المراحل".
وأشار طباطبائی إلى أن عملیه التفاوض مع الولایات المتحده لا تزال قید المراجعه، بما فی ذلک شکلها ومضمونها. وأضاف: "حتى قبل النزاع الأخیر، تم قبول مبدأ التفاوض، رغم أن هذا القرار لم یُتخذ فقط من قبل الحکومه أو الرئیس. جمیع المراحل التی ذکرتها قد اکتملت. الیوم، سواء تفاوضنا أم لا، تُتبع نفس الإجراءات. الموافقه أو الرفض للتفاوض لیس قرارًا حکومیًا منفردًا، ولا یوجد أی ضغط من الحکومه فی هذا الصدد".
وأوضح أیضًا أنه فی مرحله سابقه قبل المفاوضات المخطط لها، کان الرئیس مؤیدًا للمحادثات، بینما لم یکن المرشد الأعلى کذلک. وقال: "أوضح الرئیس أن رأی المرشد الأعلى له الأسبقیه، حتى لو اختلف عن رأیه الشخصی. ومع مرور الوقت، تغیرت الظروف، وتغیر القرار بشأن التفاوض، وهو ما نفذه الرئیس والحکومه وفقًا لذلک. نفس العملیه تنطبق على أی مفاوضات مستقبلیه".
ونفى طباطبائی التکهنات الإعلامیه، مؤکدًا: "لا أهتم بالضجیج والجدل الذی یثیره الخارجون عن السلطات الرئیسیه لصنع القرار. التنسیق الموجود حالیًا داخل النظام، بین فروع الحکومه ومع المرشد الأعلى، استثنائی. کان هذا الاتحاد عاملاً رئیسیًا فی مواجهه العدوان الأخیر من الولایات المتحده وإسرائیل".
کما ذکر طباطبائی أن زیاره الرئیس للأمم المتحده مقرره فی أوائل أکتوبر، أی بعد حوالی 40 یومًا. وقال: "نظرًا للتطورات السریعه على الصعیدین الداخلی والدبلوماسی، أی توقعات حالیه ستکون غیر دقیقه. قد تتغیر الظروف فی الأربعین یومًا القادمه، مما قد یؤثر على إمکانیه عقد الاجتماعات أو المفاوضات. نحن فی حاله من عدم الیقین، ولا یمکن الإدلاء بأی تصریح نهائی حول عقد جلسه مضمونه".
وعند الحدیث عن النشاط الدبلوماسی الماضی، أشار طباطبائی إلى أنه فی العام الماضی، عقد الرئیس عددًا غیر مسبوق من الاجتماعات مع رؤساء الدول والوفود الأجنبیه خلال زیارته للولایات المتحده، متجاوزًا ما کان علیه فی الأعوام الأربعه عشر إلى الخمسه عشر الماضیه. وشملت هذه الاجتماعات دولًا أوروبیه وآسیویه وجارات، بالإضافه إلى المنظمات الدولیه، وکان من الممکن أن تحقق إنجازات کبیره لو لم تتدخل الأحداث التالیه – بما فی ذلک ما حدث مباشره بعد نیویورک وعملیه "وعد الصادق".