ساعدنیوز: فی خطبه صلاه الجمعه فی مشهد، اتهم رجل الدین الإیرانی البارز آیه الله أحمد علمالهدى الولایات المتحده بارتکاب عقود من الجرائم ضد إیران، بدءاً من انقلاب 1953 ضد رئیس الوزراء محمد مصدق. وأکد أن إیران، رغم العقوبات والحروب والهجمات الثقافیه، قد تقدمت وأصبحت أقوى.
آیه الله السید أحمد علمالهدى، فی الخطبه السیاسیه لصلاه الجمعه هذا الأسبوع التی أقیمت فی الحرم الرضوی الشریف بمشهد، وصف الأیام الحالیه بأنها تتزامن مع ذکرى انقلاب 19 أغسطس/آب 1953. وقال: "ما قامت به الولایات المتحده قبل نحو 60 عاماً کان بدایه جرائمها فی إیران. هذا الانقلاب کان موجهاً ضد حکومه الدکتور محمد مصدق الشعبیه، وفی الحقیقه ضد الأمه الإیرانیه، وأسفر عن 25 عاماً من الهیمنه المباشره لأمیرکا على البلاد."
وأضاف إمام جمعه مشهد: "خلال تلک الفتره ارتُکبت جرائم متنوعه بحق الشعب الإیرانی إلى أن، وبعزم الأمه وقیاده الإمام الخمینی، طُردت الولایات المتحده من البلاد. ومع ذلک، ومنذ الیوم الأول لانتصار الثوره الإسلامیه، بدأت أمیرکا فتنًا ومؤامرات غیر مسبوقه."
وأشار إلى دعم واشنطن الصریح لمجازر نظام بهلوی بحق المتظاهرین قائلاً: "فی 8 سبتمبر/أیلول 1978 (17 شهریور)، عندما قُتل الناس فی طهران، اتصل الرئیس الأمیرکی آنذاک بمحمد رضا شاه لیعلن دعمه له. وبالمثل، فی 4 نوفمبر/تشرین الثانی من نفس العام، خلال قتل الطلاب، وقفت أمیرکا مره أخرى خلف الشاه."
وتابع علمالهدى: "بعد انتصار الثوره، لعبت أمیرکا دوراً فی تحریض الجماعات العرقیه على الانفصال. الوثائق التی تم الحصول علیها من السفاره الأمیرکیه فی أغسطس/آب 1979 کشفت أن العملاء الأمیرکیین نصحوا الجماعات الانفصالیه بین البلوش والأکراد والترکمان والعرب بالاتحاد من أجل إضعاف إیران."
وأضاف: "کما أن بدایه الحرب المفروضه (الحرب الإیرانیه–العراقیه) تبلورت من خلال التنسیق بین صدام حسین ومستشار الأمن القومی الأمیرکی. وقد روى طارق عزیز، وزیر الخارجیه العراقی آنذاک، أن صدام توصل إلى اتفاق مع الأمیرکیین لمهاجمه إیران، وأنهم وعدوه بالدعم."
الجرائم الأمیرکیه المباشره خلال الحرب
ذکّر إمام جمعه مشهد قائلاً: "خلال الحرب، دخلت الولایات المتحده ساحه المعرکه بشکل مباشر: استهدفت الفرقاطه سهند، وأغرقت سفینه أرجمد، وفی الأیام الأخیره من الحرب، أسقطت طائره إیرباص مدنیه إیرانیه فوق الخلیج الفارسی — ومنحت لاحقاً وسام الشجاعه للقائد المسؤول عن هذه الجریمه. هذه الأعمال تظهر أن أمیرکا لم تدخر جهداً فی ارتکاب الجرائم بحق أمتنا."
فتن ما بعد الحرب وموازنات بملیارات الدولارات ضد إیران
وأشار علمالهدى إلى التحرکات الأمیرکیه بعد الحرب قائلاً: "اضطرابات الطلبه عام 1999 فی طهران وأحداث الشغب عام 2009 وقعتا کلتاهما بتدخل أمیرکی مباشر. حتى الرئیس باراک أوباما أعلن رسمیاً صلته بالمشاغبین."
وأضاف: "فی عام 2007، خصص الکونغرس الأمیرکی 66 ملیار دولار، وفی عام 2009، 55 ملیار دولار، من أجل إسقاط الجمهوریه الإسلامیه فی إیران. هذا یعنی أن أموال دافعی الضرائب الأمیرکیین أنفقت على تدمیر ثوره شعبیه — وهو عار یبقى فی تاریخهم."
الغزو الثقافی والحرب النفسیه
کما تطرق رجل الدین إلى الهجوم الثقافی الأمیرکی قائلاً: "فی خطه إدوارد شولتز، تم التصریح بوضوح أن معتقدات وأسس الشعب الإیرانی الدینیه — التی تضمن ولاءهم للثوره — یجب تدمیرها. الهدف الأساسی من هذه الخطه کان القضاء على الأسس الشیعیه والثوریه للمجتمع."
وتابع: "آخر مؤامرات أمیرکا تمثلت فی زیاده حضورها النشط حول حدود إیران لخلق ظل حرب وتعطیل اقتصاد البلاد. لکن التجربه أثبتت أن الإیرانیین لا یتراجعون تحت مثل هذه التهدیدات — بل یصبحون أکثر صلابه."
العقوبات لم توقف تقدم إیران
ذکّر علمالهدى قائلاً: "منذ 14 نوفمبر/تشرین الثانی 1979، عقب الاستیلاء على السفاره الأمیرکیه، قام الرئیس جیمی کارتر بتجمید الأصول الإیرانیه وبدأ بفرض العقوبات. لکن هذه الضغوط لم تعرقل تقدم أمتنا، وخلال هذه الفتره حققت إیران التکنولوجیا الصاروخیه والنوویه."
نموذج تاریخی للمقاومه
وأخیراً، شبّه إمام جمعه مشهد ذلک بالتاریخ الإسلامی المبکر قائلاً: "النبی محمد (صلى الله علیه وآله) خلال 10 سنوات فی المدینه واجه 80 ساحه قتال — أی بمعدل معرکه کل شهر ونصف تقریباً. ومع ذلک، لم تتوقف الزراعه والتجاره والازدهار الاقتصادی، وبحلول وفاه النبی، تضاعفت ثروات أهل المدینه عده مرات."
وختم بالقول: "تماماً کما لم یمنع ظل الحرب تقدم المسلمین الأوائل، لا یمکن لتهدیدات أمیرکا أن توقف تقدم الشعب الإیرانی. أمتنا الیوم تقف أکثر صلابه من أی وقت مضى فی مواجهه عدوها."