ساعدنیوز: فی أعقاب انخفاض حدّه التوتّر بین إسرائیل وسوریا بعد أسابیع من الاشتباکات المحدوده على حدود الجولان، أعلنت الولایات المتحده أنّ وقف إطلاق النار جاء نتیجه وساطتها و"دورها الدبلوماسی الفعّال". وقد أثار هذا الادّعاء، تزامناً مع احتدام التنافس الجیوسیاسی فی الشرق الأوسط، ردود فعل متباینه فی الأوساط الدولیه.
نقلاً عن موقع "ساعد نیوز" نقلًا عن "روسیا الیوم"، أعلنت وزاره الخارجیه الأمریکیه فی بیان لها أنّ "مشاورات مکثفه" أجرتها مع مسؤولین إسرائیلیین، ودول عربیه، وأطراف إقلیمیه أخرى، أدّت إلى التوصّل إلى "تفاهم ضمنی" لوقف إطلاق النار بین سوریا وإسرائیل. وقد اندلعت هذه الاشتباکات خلال الأسابیع الأخیره بشکل رئیسی فی منطقه الجولان ومحیطها، مما أثار مخاوف جدیه من تصعید الصراع إلى مستوى یتجاوز الحروب بالوکاله.
من جهه أخرى، أکدت وسائل إعلام إسرائیلیه انخفاض حده التوتر وأشارت إلى دور الولایات المتحده، غیر أنّ المصادر الرسمیه فی دمشق لم تصدر حتى الآن أی رد مباشر على هذا الادعاء. ویرى بعض المحللین أنّ وقف إطلاق النار جاء نتیجه الردع المتبادل ورغبه الجانبین فی تجنب حرب استنزاف جدیده، أکثر منه ثمره لجهود دبلوماسیه فعلیه.
وتأتی مزاعم واشنطن بلعب دور مباشر فی التهدئه بالتزامن مع مساعی روسیا وإیران، وحتى الصین، لتعزیز نفوذها فی المنطقه. وتسعى الإداره الأمریکیه إلى ترمیم صورتها کوسیط فی أزمات الشرق الأوسط، وهی الصوره التی تضررت بشده فی السنوات الأخیره بفعل الانسحاب من أفغانستان، وارتباکها فی الملف السوری، ودعمها غیر المشروط لإسرائیل.
وقد یُنظر إلى هذا التحرک أیضاً کجزء من استراتیجیه إداره بایدن لإبراز کفاءه سیاستها الخارجیه قُبیل انتخابات 2024، إذ تحتاج الإداره بشده إلى أن تُقدّم نفسها للناخب الأمریکی بوصفها "صاحبه حلول للأزمات" ولیس "مُسبّبه لها".
النتائج المحتمله:
تعزیز مزاعم واشنطن الدبلوماسیه فی المنطقه، فی مواجهه قوى کروسیا وإیران.
زیاده الضغوط على سوریا، التی قد تُضطر بموجب تفاهم غیر رسمی إلى تقدیم تنازلات أمنیه أو جیوسیاسیه.
تهدئه مؤقته للتوتر، مع بقاء احتمال تجدد الاشتباکات فی حال اختلال توازن الردع.
وعلى الرغم من محاوله واشنطن تصویر هذا الاتفاق کنجاح دبلوماسی، إلا أنّ الواقع المیدانی یؤکّد أنّ اتفاقات وقف إطلاق النار فی الشرق الأوسط غالبًا ما تکون هشّه، وتعتمد بشکل أساسی على توازن القوى. وما هو أهم من الخطابات الدبلوماسیه، هو التزام الأطراف فعلیًا بمنع تجدد الصراع – وهو أمر لا یمکن ضمانه فی منطقه تزدحم بالأطراف المتضاده.