ساعدنیوز: قال عضو لجنه الأمن القومی فی البرلمان: إن شبکات النفوذ الداخلیه للنظام الصهیونی التی نشأت منذ 20 عاماً وکانت تعمل على التخطیط، تلقت ضربات قویه بمساعده الشعب.
ذکرت وکاله ساعدنیوز نقلاً عن وکاله مهر للأنباء، أن علی خضریان، عضو لجنه الأمن القومی والسیاسه الخارجیه فی البرلمان الإیرانی، قال: رغم أننا الیوم فی حاله وقف لإطلاق النار فی الحرب الشرسه مع النظام الصهیونی المعتدی، فإن العدو لم یوقف حربه الناعمه ضد عقول الشعب الإیرانی. وأضاف: یسعى العدو فی حرب السردیات إلى تمهید الطریق لقلب الوجود المعنوی لإیران الإسلامیه عبر تقلیل القوه الاجتماعیه للشعب الإیرانی.
ویجب تعزیز روح الثقه بالنفس والمقاومه فی المجتمع.
وأوضح خضریان أن ما هو ضروری فی الظروف الراهنه هو توضیح الدفاع المقدس الجدید لشعب إیران کجزء مهم من التاریخ المعاصر لهذه الأرض. دفاع مقدس تشکل فی مواجهه اعتداء قوتین نوویتین، وأصبح رمزاً للوحده والتماسک الوطنی لمقاومه وصمود الشعب الإیرانی أمام العدوان، وأظهر أن الشعب الإیرانی قادر على الصمود والانتصار أمام أعدائه. إن شرح هذه التجربه یعزز روح الثقه بالنفس والمقاومه فی المجتمع.
وأردف ممثل شعب طهران، ری، شمیرانات، إسلام شهر وباردیس فی مجلس الشورى الإسلامی قائلاً إن مقاومه الشعب الإیرانی قلبت تصورات العدو الصهیونی وأمریکا. وأضاف: العدو ظن أن الشعب الإیرانی ضعیف، فبدأ عدوانه على هذه الأرض، وکلما تقدم أکثر، أدرک أخطاء حساباته بشأن إیران.
وأشار إلى بعض الأخطاء الحسابیه للعدو الصهیونی، وقال: کان النظام الصهیونی یظن فی حساباته الخاطئه أن إیران الإسلامیه بعد أحداث غرب آسیا والأحداث التی حصلت خلال العام الماضی لحماس، حزب الله اللبنانی، الحشد الشعبی العراقی واستشهاد قاده جبهه المقاومه، لا یمکنها مواجهه مباشره معهم. إضافه إلى ذلک، سقطت حکومه سوریا الحلیفه لإیران.
وتابع عضو لجنه الأمن القومی والسیاسه الخارجیه فی البرلمان: من الأخطاء الأخرى للعدو الصهیونی الاعتداء الذی نفذه عام 1403 هـ ش (2024 م) على إیران والذی ألحق أضراراً ببعض أنظمه الدفاع الإیرانیه، فظنوا أن النظام الصهیونی یمکنه بسهوله غزو أراضی إیران وتحقیق أهدافه.
وتطرق خضریان إلى الدور السیاسی لوکاله الطاقه الذریه الدولیه ومدیرها فی تمهید الطریق لإصدار قرارات ضد الأنشطه النوویه السلمیه لإیران، وقال: العدو اعتمد على زیاده الضغط السیاسی عبر مجلس المحافظین وبعض المشاکل الاقتصادیه والمعیشیه، وکذلک الاختلالات فی توفیر الکهرباء والغاز، وکان یحسب حساباً خاصاً لتعاون الشعب الإیرانی مع الأعداء الخارجیین.
وذکر ممثل طهران فی البرلمان مذکره ترامب ضد إیران فی 16 بهمن 1403 هـ ش، وقال: فی هذه المذکره طرح ترامب مطالب واسعه ضد مصالح الشعب الإیرانی، وأعلن أن مدى الصواریخ الإیرانیه یجب ألا یتجاوز 300 کیلومتر، وأن إیران یجب أن تزیل منشآتها النوویه وتوقف التخصیب، کما یجب أن تُلغى برامج تطویر الصواریخ، ویجب التصدی لجماعات المقاومه فی المنطقه الداعمه لإیران.
وأشار خضریان إلى نقاط أخرى فی مذکره ترامب، وقال: فی تلک المذکره التی کانت بعد 16 یوماً فقط من تولیه رئاسه البیت الأبیض، أعلن ترامب أن سفن النفط الإیرانیه یجب أن تُصادر، وأصول إیران فی الخارج یجب أن تُجمد، ویجب سحب إعفاءات العقوبات عن الدول، لیظن أنه بذلک سیضع إیران فی أزمه من خلال أقصى ضغط ممکن.
وأضاف: أدرک العدو الصهیونی ومحور الشر العالمی المتمثل فی النظام الأمریکی أن بعد الثوره الإسلامیه الإیرانیه، لم یکن الشعب الإیرانی والنظام الجمهوری بهذا الضعف قط، وأن عام 1404 هـ ش (2025 م) هو الوقت الحاسم لضرب الشعب الإیرانی ضربه قاضیه. لذلک، قرر محور الشر العالمی، أی النظام الأمریکی، أن یکلف کلبه الهائج فی المنطقه بشن هذا الهجوم والاعتداء على الشعب الإیرانی.
وأشار خضریان إلى الاعتداء الصهیونی فجر یوم الجمعه 23 خرداد 1404 هـ ش (13 یونیو 2025 م) على الأراضی الإیرانیه الذی استمر حتى 3 تیر 1404 هـ ش (24 یونیو 2025 م) لمده 12 یوماً، وقال: فی الخطوه الأولى، استشهد أهم قاده الشعب الإیرانی العسکریین، ظناً منهم أن الشعب لن یتمکن من الرد، وأن العدو سیحقق أهدافه بالکامل فی الخطوات التالیه. کما حاول العدو استهداف العلماء النوویین والفاعلین فی تقدم الصناعه النوویه لشل حقوق الشعب الإیرانی النوویه.
وتحدث عضو لجنه الأمن القومی والسیاسه الخارجیه عن محاوله العدو لإشراک المجتمع لصالح اعتداءاته، وقال: بعد اغتیال القاده والعلماء واستهداف الدفاعات الإیرانیه، خرج العدو على الکامیرا وقال للشعب الإیرانی: «لقد قمنا بعملنا، الآن دورکم أن تخرجوا وتطیحوا بالنظام».
وأوضح ممثل طهران فی البرلمان أن نتنیاهو أعلن ثلاثه أهداف للاعتداء الصهیونی على إیران: أولاً: تدمیر الصناعه النوویه الإیرانیه، ثانیاً: تدمیر صناعه الصواریخ، وثالثاً: إسقاط النظام من خلال عملاءه ونشر الاحتجاجات والإضرابات الاجتماعیه. وشارکت فی هذا العدوان دول عده بینها أمریکا، بریطانیا، ألمانیا، فرنسا، وحلف الناتو وقوات سنتکوم بکل إمکانیاتها العسکریه والاستخباراتیه والاقتصادیه. کما قامت أمریکا فی منتصف الحرب بشن اعتداء مباشر على الأراضی الإیرانیه وقصفت منشآت نوویه فی فردو، نطنز وأصفهان فی 1 تیر 1404 هـ ش.
واستعرض خضریان سؤالاً عن تحقیق أهداف الأعداء، فأجاب بالنفی القاطع لأن الصناعه النوویه الإیرانیه لا تزال صامده وقویه، قائلاً: القوه النوویه الإیرانیه محلیه بالکامل، وبفضل العلم والعلماء والإراده القویه للشعب الإیرانی فی استمرار الصناعه النوویه، فإنها لا تُهدم. کما أثبتت القدره الصاروخیه الإیرانیه خلال الحرب أنها قویه وحیه وأذهلت العالم.
وأشار إلى أن الاعتداء على الأراضی الإیرانیه أدى إلى وحده وتماسک وطنی، وقال: خلافاً لتوقعات الأعداء، لم تحدث احتجاجات أو فوضى فی إیران ولم یُسقط النظام، بل أدى العدوان الأمریکی والصهیونی إلى تعزیز الوحده الوطنیه وزیاده رأس المال الاجتماعی للنظام. رغم تهدیدات ترامب بالرد الشدید، إلا أن أبناء الشعب الإیرانی ردوا فی 2 تیر 1404 هـ ش (23 یونیو 2025 م) بقصف قاعده العُدید الأمریکیه فی قطر بـ14 صاروخاً، وبدلاً من الرد العسکری على هذا الهجوم، طلب ترامب وقف إطلاق النار بطریقه متوسله.
وأشار خضریان إلى الضربات الصاروخیه الإیرانیه الواسعه فی الأراضی المحتله من الشمال إلى الجنوب، وقال إن دوجلاس ماکغریغور، المستشار السابق لوزاره الدفاع الأمریکیه، أکد أن الوضع فی إسرائیل أسوأ مما یعتقد الناس، وأن نحو ثلث تل أبیب تضرر أو دُمر، وأن العدید من الطائرات الإسرائیلیه نُقلت إلى قبرص لحمایتها.
وذکر خضریان تصریح ترامب فی 4 تیر 1404 هـ ش (25 یونیو 2025 م) بعد وقف الحرب فی قمه الناتو، قائلاً: کانت الحرب بین إیران وإسرائیل انتصاراً کبیراً لإیران، فهدف إسرائیل کان إسقاط النظام لکنها فشلت، وصواریخ إیران البالیستیه قویه جداً، ونتنیاهو یجب أن یفخر بأنه لا یزال صامداً. کما قال سفیر أمریکا فی فلسطین المحتله إن الناس ناموا بسلام لأول مره منذ أسابیع.
وشدد عضو لجنه الأمن القومی والسیاسه الخارجیه على ضروره مراجعه إنجازات الشعب الإیرانی فی الدفاع والمقاومه ضد اعتداءات العدو الصهیونی والأمریکی وحلفائهم، وقال: الشعب الإیرانی العظیم والمقاوم کسر أعداءه وأعاد تصحیح حساباتهم بشأن ضعفه.
وأضاف: الشعب الإیرانی رغم عدم امتلاکه لسلاح نووی، رد بقوه على اعتداء دولتین نوویتین هما أمریکا وإسرائیل، وأصبح بعد هذه الحرب 12 یوماً قوه دولیه إلى جانب کونه قوه إقلیمیه، مع اختلاف واضح فی الجوانب العسکریه وقاعده الدعم الداخلی والدولی.
وقارن خضریان إیران بدول المنطقه التی لا تملک إراده مستقله تجاه أمریکا وإسرائیل، وبعضها مجرد بقر حلوب لهما، وأوضح أن مقارنه الملوک البهلویه الذین حکموا بمساعده الأجانب، وترکو إیران بناءً على أوامرهم، تظهر عظمه الشعب الإیرانی بعد الثوره الإسلامیه. لذلک، إیران الیوم لیست قابله للمقارنه مع ماضیها أو دول المنطقه من حیث القوه والهیبه، رغم العقوبات الشدیده المفروضه علیها منذ عقود.
وأکد أن العدو الصهیونی وأمریکا حاولوا الترویج لفکره ضعف المقاومه فی المنطقه، لکن خلال العدوان الـ12 یوماً، شهدنا دعماً شعبیاً واسعاً من العراق، ومسیره مئه ألف فی فنزویلا، ودعماً کبیراً من شعوب أوروبا وإندونیسیا ومالیزیا وباکستان، ما یدل على ازدهار المقاومه بین الشعوب.
وأضاف خضریان: خلال هذه الحرب، حفظت إیران صناعتها النوویه وبرنامج التخصیب، وستتقدم فی برنامج الصواریخ بناءً على الخبرات المکتسبه. الأهم هو التلاحم الکامل للشعب الإیرانی ضد العدو الصهیونی والأمریکی، الذی فاجأ أعداءه، فلم تحدث احتجاجات حقیقیه کما کان یحلم العدو، بل کان هناک وحده قویه واستنفار شامل فی المجتمع.
وقال خضریان: ما حصل یؤکد أن الجمهوریه الإسلامیه لن تتراجع خطوه واحده عن حقوقها وصلاحیاتها النوویه والصاروخیه.
الکثیر من سکان الأراضی المحتله فروا من مناطقهم
صرّح خضریان بأن حجم الدمار الذی سببته صواریخ إیران فی الأراضی المحتله کان کبیراً لدرجه أن سکان الأراضی المحتله لأول مره شعروا بطعم «غزه»، وقال: «الکثیر من سکان الأراضی المحتله فروا، وبسبب استهداف المطارات التابعه للنظام الصهیونی من قبل إیران بالصواریخ، أُرسلت سفن عدیده من دول أوروبیه مختلفه لنقل هؤلاء الفارین».
وأکد خضریان أن هیبه أمریکا والنظام الصهیونی وحلف الناتو والدول الأوروبیه الأخرى التی دعمت النظام الصهیونی عسکریاً واستخباراتیاً واقتصادیاً قد تحطمت، وقال: «کان العدو یظن أن الشعب الإیرانی غیر مستعد للقتال ولا یمتلک الإراده لذلک، لذا فوجئ تماماً. بالإضافه إلى ذلک، تعرضت شبکات النفوذ الداخلیه للنظام الصهیونی فی إیران لضربات قاسیه من قبل الشعب العزیز، وهی شبکات ظهرت منذ عشرین عاماً وکانت تخطط منذ فتره طویله، ومن ضمنها بعض العملاء الذین کان من المقرر أن یدخلوا فی حرب مسلحه، لکنهم تعرضوا لضربه استخباراتیه من قبل الشعب الإیرانی».
وأوضح ممثل طهران فی مجلس الشورى الإسلامی: «مع تغییر میزان الحرب لصالح الشعب الإیرانی بعد الأیام الأولى من القتال، طلبت أمریکا والنظام الصهیونی یومیاً عبر رسائل مختلفه ومن خلال دول متعدده من الشعب الإیرانی وقف إطلاق النار، وتم التوصل إلى وقف القتال بعد توسلات متکرره من أمریکا والنظام الصهیونی».
وأضاف خضریان: «لقد ثبت للعالم منطق الجمهوریه الإسلامیه الإیرانیه التی تمیل إلى التفاوض، والتی تعرضت خلال المفاوضات للاعتداء من قبل أمریکا والنظام الصهیونی. بمعنى آخر، أصبح واضحاً للعالم أن الشعب الإیرانی منطقی ومفاوض، بینما أمریکا والنظام الصهیونی وحلفاؤهم هم من أهل الجریمه والقتل والاغتیال. ولهذا السبب، أصبح واضحاً تماماً فی هذه الظروف أن التفاوض مع أمریکا والدول الأوروبیه الثلاث (بریطانیا وألمانیا وفرنسا) التی دعمت الاعتداء الأمریکی على إیران وقدمت الدعم العسکری والاستخباراتی والاقتصادی للنظام الصهیونی هو أمر عدیم الجدوى».
وأشار إلى أن من نتائج «الدفاع المقدس الجدید» للشعب الإیرانی هو إظهار السلمیه التی تنطوی علیها الأنشطه النوویه الإیرانیه للعالم، وقال: «الشعب الإیرانی العظیم لم یقبل السلام المفروض علیه بصبره فی هذه الحرب، لأن الأعداء کانوا یسعون لفرض مطلبهم المتمثل فی تفکیک الصناعه النوویه وبرنامج الصواریخ الإیرانی، لکن الشعب الإیرانی رفض ذلک وهزمهم».
بفضل التدابیر الحکیمه للقیاده تمکنا من هزیمه العدو
وتطرق خضریان إلى الدور المهم للقیاده العلیا فی تعیین القاده العسکریین وتجاوز الأزمات، فقال: «من النعم التی یجب أن نشکر الله علیها جمیعاً هی نعمه القیاده التی بفضل تدابیرها الحکیمه تمکنت من هزیمه العدو. کما أن التماسک الوطنی للشعب الإیرانی هو نعمه أخرى باتت واضحه للجمیع، ونشکر الله على هذه القیاده وهذا الشعب».
وأشار عضو لجنه الأمن القومی والسیاسه الخارجیه فی البرلمان إلى أنه أصبح واضحاً الیوم أن الأولویه الأولى للبلاد هی الأمن والحفاظ علیه، ویجب الاستثمار فیه بشکل واسع، وقال: «من برکات الدفاع المقدس الجدید أن أهمیه الحفاظ على برنامج الصواریخ وتعزیزه، وکذلک فضح جهل أو خیانه من قالوا إن الصواریخ غیر ضروریه، باتت واضحه للجمیع، ووضحت حکمه الوجود المظلوم للقائد الشهید الحاج قاسم سلیمانی وقاده آخرین ومدافعی الحرم فی سوریا ولبنان والعراق للشعب الإیرانی، لأن سلیمانی وقواته کانوا یحاربون الأعداء هناک من أجل أمن الشعب الإیرانی، وکما رأینا، إذا لم نحارب أعداء الشعب الإیرانی فی سوریا ولبنان، فسنضطر للقتال معهم فی طهران ومشهد وقم ومازندران وجیلان وخوزستان وجمیع أنحاء إیران».
واختتم خضریان بالتأکید على ضروره الحفاظ على الوحده والتماسک بین الشعب والمسؤولین، وقال: «بهذا الوحده یمکننا الانتصار على أعدائنا». وأضاف: «فی الظروف الراهنه، یجب الانتباه إلى نقطتین مهمتین: الأولى أن کل هذه الانتصارات تحققت فقط بنصره الله، فلا یجب أن نغرّ بالأدوات، والطریق الوحید للانتصار هو التوکل على الله والتوسل بالأئمه الأطهار علیهم السلام. والثانیه أن العدو الصهیونی وأمریکا لن یوفوا بعهودهم أبداً، لذا یجب أن نکون دائماً مستعدین، وبمعرفتنا لنقاط ضعفنا التی اکتشفناها فی هذه الحرب، إن شاء الله، فی أی اعتداء جدید سیواجهون برد حازم من الشعب الإیرانی».