ساعدنیوز: على الرغم من التصریحات التی تفید بانتهاء الحرب، لم یخرج میناء إیلات فی الأراضی الفلسطینیه المحتله بعد مما یصفه المراقبون بحاله الشلل التی سبّبها الحصار الیمنی.
بعد انهیار الإیرادات بنسبه 80٪، تستمر الجهود لإنقاذ میناء إیلات من آثار الحصار المفروض من قبل الیمن، دون وجود أفق واضح للتعافی.
نشرت صحیفه الاقتصاد الإسرائیلیه «کالکالست» تقریراً بعنوان: «هل سیتمکن میناء إیلات من استئناف عملیاته فی المستقبل القریب؟»
وأشار التقریر إلى أن مالکی المیناء یسعون لإحیاء النشاط من خلال شراء أو استئجار عده سفن لإنشاء خط بحری خاص إلى إیلات، على أمل استیراد عده آلاف من المرکبات عبر المیناء.
ولفت التقریر إلى أن حاملی الامتیاز الذین یدیرون المیناء یسعون الآن إلى اتخاذ ما وصفوه بـ «خطوه استراتیجیه استثنائیه» من خلال تأسیس شرکه شحن بحریه، بهدف إعاده الحیویه إلى میناء کان نشاطه الأساسی یتمثل فی استیراد السیارات.
بعد أن استمرت شرکات الشحن التجاری فی رفض الإبحار إلى إیلات، أعلن حاملو الامتیاز عن نیتهم شراء أو استئجار سفینتین لنقل المرکبات مباشره من الشرق الأقصى إلى المیناء.
ویعتقدون أن هذه الخطوه قد تسهم جزئیاً فی إحیاء النشاط فی المیناء وربما تشجع شرکات شحن أخرى على استئناف الخدمه على هذا الخط.
وأوضح المشغلون أنهم مستعدون لدفع ما بین 35 ألفًا و50 ألف دولار یومیًا لاستئجار کل سفینه خلال رحله تستغرق بین 35 و50 یومًا من الشرق الأقصى إلى إیلات، فی محاوله لإعاده إرساء الخط البحری.
وفی الوقت نفسه، یبقى موضوع تأمین هذه السفن تحدیًا رئیسیًا، رغم أن مؤیدی الخطه یرون أن إطلاق الخط قد یفتح الباب أمام سفن أخرى للانضمام.
وتؤکد هیئه میناء إیلات أن الإغلاق لیس مجرد مشکله لمستوردی السیارات، بل یشکل أزمه وطنیه شامله للنظام الإسرائیلی تؤثر على کل مواطن إسرائیلی.
وتشیر إلى أن تحویل المرکبات إلى موانئ أشدود وحیفا یقلل من القدره التخزینیه، ویؤخر تفریغ البضائع الأساسیه الأخرى، ویرفع التکالیف على المستهلکین.
وحذرت إداره المیناء من أن ترکیز جمیع الواردات على جبهه واحده—البحر المتوسط—یضعف مرونه النظام الإسرائیلی أمام الأزمات المستقبلیه.
وتؤکد هیئه میناء إیلات أن المیناء هو شریان الحیاه الاقتصادی للمدینه، وأن إغلاقه یلحق الضرر مباشره بمئات العائلات والاقتصاد الإقلیمی ککل.
وسعى المیناء سابقاً إلى عده مسارات لإعاده التشغیل، بما فی ذلک مخاطبه الولایات المتحده مباشره لمصادره أصول الحوثیین کتعویض، والتواصل مع مصر لطلب المساعده فی ضمان مرور السفن عبر قناه السویس، وإعداد خطه أولیه لتقاسم المؤسسات الإسرائیلیه تکالیف العبور الأعلى للسفن التی تضطر لاستخدام مسارات أطول وأکثر تکلفه.
وکان من المتوقع أن تصدر وزاره الاقتصاد بموجب تلک الخطه قرارًا یلزم مستوردی السیارات بإدخال المرکبات المصنعه فی الشرق الأقصى حصریًا عبر إیلات، على غرار الترتیب الذی منح للمیناء خلال السنوات الثلاث الأولى من الامتیاز.
ومن منظور التکلفه، کان إلغاء هذا القرار سیرفع أسعار المرکبات بمقدار 300 إلى 400 دولار.
واقترح المیناء اتفاقیه لتقاسم التکالیف مع وزاره المالیه، بحیث تتحمل الحکومه 50٪، والمیناء 25٪، والمستوردون 25٪ المتبقیه من التکالیف الإضافیه.
ووفقًا لمصادر المیناء، وافق المستوردون على الخطه، لکن النقاشات فی لجنه المالیه کشفت عن عدم وجود مصدر تمویلی لتنفیذها.
وفی سیاق منفصل، ذکرت قناه 14 الإسرائیلیه أن حاملی الامتیاز، بعد أن فقدوا الأمل فی اتخاذ المؤسسات الرسمیه خطوات فعلیه لإنقاذ المیناء، اتخذوا الأمور بأیدیهم.
وأشار التقریر إلى أن محاولتهم الأخیره تکمن فی تأسیس شرکه نقل بحری خاصه، على أمل أن توفر مخرجًا من الأزمه وتجنب الانهیار الکامل لمیناء إیلات.