ساعدنیوز: اکد وزیر الخارجیه الایرانی عباس عراقجی بان ایران تقرر التعاون مع الوکاله الدولیه للطاقه الذریه بناءً على دور المجلس الأعلى للأمن القومی وقانون البرلمان والواقع المیدانی.
وفی تصریح للتلفزیون الایرانی مساء الخمیس، تحدث عراقجی عن العلاقات بین إیران والوکاله الدولیه للطاقه الذریه بعد قصف المنشآت النوویه الإیرانیه وقال فی الاشاره إلى حدوث بعض التغییرات بعد هذا الهجوم: تعرّضت منشآتنا النوویه لهجوم، ولحق بها بعض الاضرار. ینبغی على الوکاله أن تأتی أولًا وتُطلعنا على بروتوکول التفتیش الخاص بالمنشأه النوویه التی تعرضت للقصف. لا یوجد لدیها أی بروتوکول من هذا القبیل، لأنه لا توجد سابقه. فعندما ترید الذهاب إلى مکان تعرض للقصف والتفتیش، علیک أن تُحدد من یقوم بإزاله الأنقاض، وکیفیه الاقتراب، وما هی التهدیدات. هناک خطر الذخائر غیر المنفجره وخطر الإشعاع، ویجب أن یکون لدى الوکاله بروتوکول.
وتابع عراقجی: لقد أقرّ برلماننا قانونًا یُمثّل التطور التالی، ورهن أنشطتنا وتعاوننا مع الوکاله بموافقه المجلس الأعلى للأمن القومی. أی، قبل أن نسمح بالوصول وإعاده التفتیش، یجب توضیح الإطار الجدید لتعاوننا مع الوکاله. أولاً، یجب أن نتفاوض ونصمم إطارًا جدیدًا. سیستند هذا الإطار إلى قانون البرلمان والحقائق المیدانیه. إذا توصلنا إلى تفاهم، فسیبدأ التعاون أیضًا على نفس الأساس. سیأخذ هذا التفاهم فی الاعتبار بالتأکید قانون البرلمان وقضایا الأمن القومی ومنح الإذن من قبل المجلس الأعلى للأمن القومی.
وأشار إلى زیاره وفد من الوکاله إلى البلاد، وقال: "استغرق الأمر یومًا کاملاً من المفاوضات المشترکه وتبادل الأفکار الأولیه مع وزاره الخارجیه ومنظمه الطاقه الذریه، کما نقل أبارو (نائب المدیر العام للوکاله الذریه) الأفکار إلى الوکاله لمراجعتها، ونحن أیضًا نتفاوض. برأیی، لم تکن بدایه سیئه، لکن الأمر سیستغرق بعض الوقت للتوصل إلى تفاهم".
وتابع رئیس السلک الدبلوماسی: "فی غضون شهر تقریبًا، سیحین وقت استبدال الوقود فی محطه بوشهر للطاقه. یجب أن یتم هذا العمل بحضور مفتشی الوکاله الدولیه للطاقه الذریه. کما أبلغنا الروس أنه إذا کان لا بد من القیام بذلک بحضور المفتشین، فهذه إحدى المسائل التی یجب إحالتها إلى المجلس الأعلى للأمن القومی. سیوافقون على ذلک أم لا. ومن المرجح أن یُسمح بذلک لأن المنشأه سلیمه ونقوم بتولید الکهرباء. لهذه القضایا تفاصیلها الخاصه، وسیبتّ فیها المجلس الأعلى للأمن القومی. وسیستند إطار تعاوننا الجدید على هذه العوامل الثلاثه تحدیدًا: دور المجلس الأعلى، وقانون المجلس، والواقع على الأرض.
*إذا لم یُنتج المیدان القوه، فلیس بامکان الدبلوماسیه التحرک
وصرح رئیس السلک الدبلوماسی أیضًا عن زیاره أمین المجلس الأعلى للأمن القومی علی لاریجانی إلى العراق: "کانت رحلته إلى العراق منسقه مسبقًا. کان من المفترض أن یزور أمین المجلس الأعلى للأمن القومی، الدکتور أحمدیان، العراق. وُضعت هذه الخطه حتى قبل حرب الأیام الاثنی عشر. والآن، ومع التطورات التی جرت، قام الدکتور لاریجانی، بهذه الزیاره. برأینا، کانت رحله موفقه للغایه".
*زیاره لاریجانی الى لبنان
وأشار عراقجی إلى أن زیاره لاریجانی إلى بیروت جاءت فی وقتها وضروریه فی ظل الظروف الحساسه التی یمر بها لبنان حالیًا، وقال: "لقد أجرى مناقشات جیده للغایه هناک؛ شرح مواقفنا جیدًا وأجرى محادثات مفیده. ومن الطبیعی أن یکون لمسؤولی الحکومه اللبنانیه الحالیه وجهات نظرهم الخاصه، وکانت المناقشات جاده".
*المیدان والدبلوماسیه
وشرح أیضًا مسأله الخلاف بین المیدان والدبلوماسیه وقال: "هذا الخلاف غیر ضروری على الإطلاق، ویجب ألا یکون موجودًا على الإطلاق. المیدان والدبلوماسیه متکاملان. تتحرک الدبلوماسیه بناءً على القوه التی یولدها المیدان. أدوات الدبلوماسیه لیست سوى الحوار وممارسه الضغط، وأن القوه تُنتج فی المیدان، والدبلوماسیه تتحرک بناءً على المیدان.
وأشار وزیر الخارجیه إلى أنه إذا أنتج المیدان قوه ولم تتمکن الدبلوماسیه من تحویل تلک القوه إلى مصالح وطنیه وأمن، فإننا نکون قد خسرنا؛ وتابع: إذا لم ینتج المیدان قوه، فلن تتمکن الدبلوماسیه من التحرک وسنخسر مره أخرى. یجب أن یتحرک هذان الاثنان معًا. لقد قلت مرارًا أن هناک جانبًا ثالثًا، وهو الإعلام. هذه الجوانب الثلاثه تکمل بعضها البعض. حتى لو نجح المیدان والدبلوماسیه ولکن لم یتمکن الإعلام من نقل الروایه الصحیحه، فربما یتحول النصر إلى هزیمه أو العکس.
وأضاف عراقجی: خلال فتره ولایتی، لم أسمح بأی اختلاف بین الاثنین (المیدان والدبلوماسیه). إذا کان هناک اختلاف فی الرأی، فمن الطبیعی أن أنظر إلیه من وجهه نظری وهم من وجهه نظرهم. کان علینا أن نجلس ونتوصل إلى تفاهم، وقد فعلنا ذلک. أعتقد أنه من غیر المرجح أن یواجه أصدقاؤنا فی القوات المسلحه، سواءً کانوا من الإخوه الشهداء أو من یخدمون حالیًا، أی مشکله. کانت علاقتنا جیده جدًا ولم تکن لدیهم أی مشکله فی هذا الشأن.
وأشار إلى أنه وفقًا للدستور، یحق للمجلس الأعلى للأمن القومی أن یضم مجالس فرعیه، وقال: "حتى الآن، لم یکن لدینا سوى مجلس فرعی واحد، وهو مجلس الأمن القومی، المعروف باسم "شاک"، ویرأسه وزیر الداخلیه. أما الآن، ونظرًا لظروف ما بعد الحرب ، فقد قُدِّم اقتراح لتشکیل مجلس یُرکِّز على قضایا الدفاع فی البلاد. وقد قُدِّم هذا الاقتراح وأُقِرَّ لإنشاء مجلس دفاع، برئاسه رئیس الجمهوریه، وبحضور رؤساء السلطات الثلاث، مع حضور أبرز للمسؤولین العسکریین. کما یحضر بعض الوزراء، بمن فیهم وزیر الخارجیه. ویتناول هذا المجلس قضایا الدفاع، وسبل تعزیز القدرات الدفاعیه للبلاد، وسبل مواجهه أی عدوان محتمل.
*السلام فی المنطقه سیکون أکثر اضطرابًا بدون سلاح المقاومه
وقال وزیر الخارجیه، متحدثًا عن مستقبل المقاومه، فی ظل الضغوط الحالیه لنزع سلاح حزب الله فی لبنان: "إن تعلیقنا على الوضع فی لبنان أو المقاومه لا یعنی التدخل فی الوضع اللبنانی، وقد سبق أن قلت ذلک. کما أشار الدکتور لاریجانی، محقًا، فی بیروت إلى أننا لا ننوی التدخل فی الشأن اللبنانی. حزب الله أیضًا جماعه مستقله تمامًا، تتخذ قراراتها بنفسها، ویجب حل قضایا لبنان بالحوار بین مختلف الفصائل والطوائف اللبنانیه".
وأشار عراقجی إلى أن هذه قضیه لبنانیه داخلیه، وقال: "هذا لا یمنعنا من التعبیر عن آرائنا بشأن السلام فی المنطقه، بل وحتى فی دولها. أعتقد أن السلام فی المنطقه سیکون أکثر اضطرابًا بدون سلاح المقاومه. إذا لم تکن هناک أسلحه مقاومه، فلن تتمکن أی قوه أخرى من إیقاف هیمنه إسرائیل فی المنطقه. ونحن نشهد بالفعل بوادر ذلک. فی سوریا، رأینا أنه حتى بعد کل التطورات، لم یتسامحوا مع وجود دبابه صغیره أو ورشه عسکریه، وقصفت کل شیء. إسرائیل لا ترید لأی دوله فی المنطقه، سواءً کانت صدیقه أم عدوه، أن تکون قویه؛ بل ترید أن تکون المنطقه ضعیفه وصغیره. وقد أثبتت تجربه السنوات الأخیره أن المقاومه هی العامل الوحید القادر على الصمود فی وجه الکیان الصهیونی وتشکیل الردع.
وأوضح: جمیع الأسالیب الأخرى جُربت من قبل الدول العربیه والإسلامیه لم تُجدِ نفعًا. نعم، تضررت المقاومه، لکنها عادت إلى الحیاه. هذه لیست المره الأولى التی یُستشهد فیها امین عام حزب الله. کان لدینا أیضًا السید عباس موسوی، الذی اغتالته إسرائیل، لکن حزب الله تطور من عصره إلى السید حسن نصر الله. وربما سنرى نفس التوجه من السید حسن نصر الله إلى قاده المستقبل.
وأکد وزیر الخارجیه أن المقاومه مدرسه فکریه، وقال: إنها لا تتقلص باستشهاد القاده أو الضربات التی تتلقاها؛ بل قد تکبر. کشجره تزداد قوهً عند سقیها، حتى لو قُطعت بعض أغصانها. المقاومه أیضًا... تُروى بالدم وتزداد قوه. وهذا یُعیدنا إلى فلسفه الأربعین وعاشوراء. ما یُقوی الشیعه هو الدم. الدرس الذی تعلمناه من الإمام الحسین (ع) هو أن "الدم ینتصر على السیف". هذه حقیقه ولیست شعارًا، وقد أثبتها التاریخ الشیعی. أعتقد أن المقاومه فی المنطقه ستسیر على نفس النهج.
*بناء على خبرتی فی العلاقات الدولیه لا أعتقد أن الحرب وشیکه
وردًا على سؤال حول احتمال وقوع الحرب وتوقیتها، أکد عراقجی على ضروره تقدیم الإجابه الصحیحه للشعب، والتی لا تثیر الخوف والقلق، ولا اللامبالاه والإهمال؛ وقال: "احتمال الحرب قائم دائمًا فی کل دوله، لکن أعداءنا یحاولون إبقاءنا فی خوف من الحرب من خلال خلق أجواء نفسیه تمکنهم من فرض آثارها النفسیه دون قتال. یجب أن نکون حذرین من هذه الأجواء، وألا نسمح لهم بإثاره الشک والریبه والانزعاج والقلق الدائم لدى الرأی العام. هذا جزء من الحرب النفسیه ویجب مواجهته".
وتابع: قبل حرب الاثنی عشر یومًا، واستنادًا إلى الظروف الإقلیمیه والدولیه، کان لدیّ شعورٌ بأن الحرب قد تکون وشیکه؛ حتى فی الأیام الأخیره من المفاوضات. لکن الیوم، لیس لدیّ هذا الشعور. بناءً على ملاحظاتی للوضع الإقلیمی والدولی والوضع الداخلی وجاهزیه القوات المسلحه، لیس لدیّ مثل هذا الانطباع. بالطبع، قد أکون مخطئًا، وفی النهایه هذا هو القرار الرئیسی للبلاد. بصفتی شخصًا یعمل فی مجال العلاقات الدولیه منذ ما یقرب من 40 عامًا، لا أعتقد أن الحرب وشیکه. ومع ذلک، هذا لا یعنی إنکار ضروره الاستعداد. یجب أن تکون القوات المسلحه دائمًا على أهبه الاستعداد، ویجب أن تکون الحکومه أیضًا على أهبه الاستعداد التام لأی موقف محتمل. الاستعداد هو أفضل عامل فی منع الحرب.
وأشار رئیس السلک الدبلوماسی إلى أن الاستعداد لا یعنی الرغبه فی الحرب؛ وقال: الاستعداد للحرب رادع ویثنی العدو عن الحرب. کیفیه الحرب من المواضیع التی یجب مناقشتها فی البیئات العسکریه، ولکن یجب الحذر من الحیل الجدیده، وهناک مثل عسکری یقول: "لا یُستَعِدّ المرء للحرب القادمه بناءً على دروس الحرب السابقه فقط". لکل حرب دروسها التی یجب استخلاصها، ولکن لیس بالضروره أن تکون الحرب القادمه هی نفسها. یجب الحذر من الحیل الجدیده، سواءً کانت عسکریه أو نفسیه أو اقتصادیه أو سیاسیه.