الأوروبیون هم مشاه ترامب: ربما یریدون الصواریخ!

Wednesday, June 25, 2025  Read time3 min

ساعدنیوز: لم یکشف البیان الأخیر الصادر عن ثلاث دول أوروبیه، دعمًا للهجمات الأمریکیه على إیران، عن تبعیه أوروبا لسیاسات واشنطن فحسب، بل أظهر أیضًا استعداد أوروبا للتضحیه بالقانون الدولی ومصالحها الاستراتیجیه فی سبیل طاعه الولایات المتحده. وقد أضعف هذا النفاق مکانه أوروبا فی النظام العالمی، وترک حلفاءها عرضه لانتهاک القانون.

الأوروبیون هم مشاه ترامب: ربما یریدون الصواریخ!

وفقًا لوکاله ساعد نیوز، لم یکن رد الاتحاد الأوروبی على الهجمات الأمریکیه الأخیره على إیران یوم السبت مجرد ستار من النفاق، بل أظهر أیضًا بوضوح مدى تضحیه العواصم الأوروبیه الیوم طواعیه بالقانون الدولی ومصالحها الاستراتیجیه مقابل طاعتها المطلقه لواشنطن. إن بیان الدول الأوروبیه الثلاث، الذی وقعه المستشار الألمانی فریدریش میرتس، ورئیس الوزراء البریطانی کیر ستارمر، والرئیس الفرنسی إیمانویل ماکرون، والذی أصدره سابقًا رؤساء المفوضیه الأوروبیه (أورسولا فون دیر لاین) ومسؤوله السیاسه الخارجیه بالاتحاد (کایا کالاس)، هو الرمز المثالی لهذا الاستسلام والطاعه غیر المشروطین.

أعلنت الدول الأوروبیه الثلاث مره أخرى دعمها لأمن إسرائیل؛ کما لو أن الدول الأخرى فی الشرق الأوسط تستحق الأمن باستثناء إسرائیل. وکرروا نفس الشعار القدیم بأن إیران "یجب ألا تحصل أبدًا على سلاح نووی". ورغم التأکیدات المتکرره من الوکاله الدولیه للطاقه الذریه ووکالات الاستخبارات الأمریکیه بأن إیران لم تُحاول عسکره برنامجها النووی، إلا أنها دعمت الهجمات الأمریکیه على المنشآت النوویه الإیرانیه.

فی خطوه تُذکر بروایات أورویل، دعت ثلاث دول أوروبیه إیران إلى الجلوس إلى طاوله المفاوضات لتسویه جمیع المخاوف بشأن برنامج طهران النووی. هذا على الرغم من أن إیران کانت تُجری محادثات مع وزراء خارجیه هذه الحکومات نفسها قبل یوم واحد فقط من الضربه العسکریه الأمریکیه، وکان من المقرر أن تستمر المحادثات مع واشنطن فی عُمان، إلا أن الهجوم الإسرائیلی عرقل هذا المسار. والحقیقه أن خطوه إسرائیل المُدبّره لتخریب العملیه الدبلوماسیه بین الولایات المتحده وإیران، على عکس ما یدّعیه القاده الأوروبیون الیوم، أظهرت أن طهران لدیها الإراده للمضی قدمًا فی المفاوضات وأن احتمال التوصل إلى اتفاق جدید أصبح فی المتناول تمامًا.

أوروبا، جندی واشنطن؛ هل تحکم فقط لأعداء الغرب؟

إن توقیت الضربات الأمریکیه، التی جاءت مباشرهً بعد مشاورات دبلوماسیه بین إیران والدول الأوروبیه الثلاث، یُکذب ادعاء القوى الثلاث بأن الکره الآن فی ملعب طهران، وأن من مسؤولیه إیران العوده إلى طاوله المفاوضات. هذا التناقض هو ما دفع وزیر الخارجیه الإیرانی عباس عراقجی إلى التساؤل: "کیف لإیران أن تعود إلى ما لم تترکه قط ولم تُدمره تدمیراً جذریاً؟"

وما یزید الوضع فظاعهً هو رفض الاتحاد الأوروبی الاعتراف بحقیقه أشار إلیها رئیس الوزراء السویدی السابق کارل بیلت بصراحه: الهجوم الأمریکی انتهاکٌ واضحٌ للقانون الدولی. لا یسمح میثاق الأمم المتحده باستخدام القوه إلا للدفاع عن النفس ضد هجوم وشیک أو بتفویض من مجلس الأمن؛ ولا ینطبق أیٌّ من هذه الأحکام على الهجوم الأمریکی على إیران. ومع ذلک، فإن القاده الأوروبیین الحالیین، الذین یُطلقون هتافات احتجاجیه ضد عدوان روسیا على السیاده الأوکرانیه، یلتزمون الصمت المدروس والمدروس فی مواجهه إجراءات مماثله من واشنطن أو تل أبیب.

هذا النفاق لا یفضح فقط الموقف الأخلاقی لأوروبا؛ بل إنه یهدم عملیًا أرکان القانون الدولی وما یُسمى "النظام القائم على القواعد". بإضفاء الشرعیه على "حق القوه" فی اللجوء إلى الحرب الوقائیه، لا یُضعف الاتحاد الأوروبی موقف القضیه الأوکرانیه فحسب، بل یُقدم أیضًا نموذجًا یُستغل من قِبل منافسیه. إذا کانت الضربات الاستباقیه مُباحه للولایات المتحده وإسرائیل، فلماذا لا تُقدم علیها روسیا أو الصین أو أی دوله أخرى تدّعی أنها تُشکل تهدیدًا؟ لماذا تُستجیب دول الجنوب العالمی لدعوه أوکرانیا لدعم میثاق الأمم المتحده، فی حین تُبرر أوروبا نفسها انتهاک الغرب الصارخ للقواعد؟

والأسوأ من ذلک، أن هذا التبعیه الأوروبیه المُطلقه لا تُحقق أدنى فائده استراتیجیه للقاره. لا یوجد ما یُشیر إلى أن إداره ترامب کلفت نفسها بإبلاغ حلفائها الأوروبیین قبل مهاجمه إیران؛ إذا کان هذا صحیحًا، فإن النتیجه لیست سوى إذلال لأهم شرکاء الناتو، الذین یدعمون، عن غیر قصد ودون علم، انتهاکات صارخه للقانون الدولی.

صدمه الطاقه، موجه الهجره، الإرهاب؛ ثمن الطاعه العمیاء لواشنطن

وقعت هذه الحادثه قبیل قمه حاسمه لحلف الناتو، وأوضحت مجددًا للمحللین الواقعیین أن مجرد طاعه أوروبا لا تکسبهم احترامًا أو احترامًا متبادلًا. حتى فی الوقت الذی کانت فیه أوروبا منشغله بمشاوراتها الدبلوماسیه مع إیران، لم تُجرِ إداره ترامب حتى مشاورات مع الدول الأوروبیه الثلاث، فی إشاره واضحه إلى أن الولایات المتحده لا تنظر إلى الأوروبیین کشرکاء، بل کرعایا یسهل استبعادهم متى شاءت. والنتیجه هی أجواء ملوثه لقمه الناتو القادمه، حیث سیتوسل القاده الأوروبیون مجددًا حتمًا من أجل "الوحده عبر الأطلسی" مع قبولهم دور التابعین لواشنطن.

لکن المأساه الحقیقیه تکمن فی أن القاده الأوروبیین قد قبلوا تمامًا هذا الوضع المتدنی وجعلوه جزءًا من عقلیتهم. إنهم ینتهکون القانون الدولی لیس بدافع المصلحه الحقیقیه، بل ببساطه من باب العاده والطاعه المطلقه؛ وهو اتجاه یُضعف مکانه أوروبا فی النظام العالمی ویُشجع واشنطن وتل أبیب على اتخاذ إجراءات متهور.

ینبغی أن یکون انتشار الحرب فی الشرق الأوسط بمثابه جرس إنذار جدی لأوروبا: فالقرب الجغرافی، وأزمه الهجره، والتهدیدات الإرهابیه، وصدمات الطاقه، کلٌّ منها بمفرده قد یُزعزع استقرار القاره بشکل خطیر. فإذا لم تتحرک أوروبا الآن للدفاع عن مصالحها، فمتى ستفعل ذلک؟ هل تنتظر حتى تجرّها واشنطن وتل أبیب إلى حرب أخرى لا نهایه لها فی الشرق الأوسط؟ أم عندما یستهدف الهجوم غیر القانونی التالی دوله أخرى؟ إن الطاعه العمیاء والتبعیه لا تفید أوروبا، بل تُشوّه سمعتها وکرامتها.



Comments
آخر الأخبار   
بندقیه کلاشینکوف تُسقط طائره تجسس: عناصر مرکز شرطه جاجرود یتدخلون بحزم + فیدیو نظره على قبر عائلی بسیط یجمع القائد الشهید محمد باقری بزوجته وابنته+صوره موجات من التعبیر عن الولاء للقیاده الإیرانیه بعد الحرب: "کم نحن محظوظون لأننا ولدنا فی عهدک ورأیناک عن قرب"+صوره من کیم کارداشیان وجیجی حدید إلى جستن بیبر وأنجلینا جولی: 52 نجمًا عالمیًا یدعمون إیران فی مواجهه إسرائیل روایه مؤثره عن الأبوه: المرشد الأعلى یروی تفاصیل یوم خاص مع ابنته الصغیره حضور واسع لرموز السیاسه والعسکر فی مراسم تأبین والده القائد العام للحرس الثوری الإیرانی + صور وداعٌ مفجع: جنازه الطفله زهرا ووالدتها تُلهب مشاعر الغاضبین فی گرگان + فیدیو لحظه لافته فی صلاه الجمعه: أبناء القاده الإیرانیین یشارکون فی المناسبه التاریخیه + صور ترامب یُقسم بکل شیء لیُقنع العالم بتدمیر منشآت إیران النوویه! + صوره "أیهما الأهم، الإسلام أم إیران؟"… شاهد کیف أجاب المرشد الأعلى فی جبهات الحرب+فیدیو تقریر صادم من مراسله "بی بی سی" فی زینبیه سوریا: کلاب ضاله التهمت جثث الشیعه دعوه نائب إیرانی لعقد مؤتمر صحفی بجوار أنقاض مبانٍ مدمّره فی غزه تثیر تفاعلًا واسعًا هجوم إسرائیلی لإحباط القیاده الإیرانیه: «کانوا یطمحون إلى ما هو أبعد من القصف» خبیر إیرانی یحذّر عبر التلفزیون الرسمی: «هجوم إسرائیلی جدید على إیران خلال أسبوع» عندما یکرّر ترامب تصریحاته بشأن إیران عده مرات خلال أسبوع: سأرفع العقوبات إذا قامت إیران بـ... +فیدیو