ساعدنیوز: حذّر السفیر الإیرانی السابق فی لبنان أحمد دستمالچیان من أن الجهود المدعومه من الولایات المتحده لنزع سلاح حزب الله ستؤدی إلى زعزعه استقرار لبنان، وتهدد باندلاع صراع داخلی، وتشجّع العدوان الإسرائیلی. وأکد أن أسلحه حزب الله تمثل ضروره دفاعیه ورمزًا للوحده الوطنیه.
ووفقًا لموقع «ساعد نیوز»، قال أحمد دستمالچیان، السفیر السابق للجمهوریه الإسلامیه الإیرانیه فی لبنان، فی مقابله مع «اعتماد أونلاین» ردًا على سؤال حول العواقب المحتمله لمشروع أمریکی مدعوم لنزع سلاح حزب الله:
"إن قضیه أسلحه حزب الله کانت منذ البدایه أداه فی خدمه الدفاع عن السیاده الوطنیه ووحده الأراضی اللبنانیه ضد اعتداءات الکیان الصهیونی. ففی عام 1982، بینما کان لدى لبنان جیش نظامی، تقدّم جیش الکیان الصهیونی حتى العاصمه بیروت، وشکّل حکومه عمیله، واحتل البلاد. فی ذلک الوقت لم تکن أسلحه حزب الله قد وُجدت بعد، ولذلک حدثت تلک الاعتداءات دون أی مقاومه."
وأضاف:
"منذ تلک الفتره، بدأت خلایا المقاومه فی الظهور تلقائیًا بین أبناء الشعب اللبنانی، وشنّت کفاحًا متواصلًا ضد الاحتلال الصهیونی والقوى التدخلیه الأخرى. هذا الحراک الشعبی أسس للمقاومه الحالیه فی لبنان، بحیث ولأول مره، تلقّى الکیان الصهیونی هزیمه مذلّه على ید قوات المقاومه، واضطر إلى الانسحاب من الأراضی اللبنانیه."
وشدّد دستمالچیان على أن أسلحه حزب الله ذات طبیعه دفاعیه، قائلًا:
"هذه الأسلحه هی فی الحقیقه أداه للحفاظ على الأمن القومی اللبنانی، والیوم أصبحت المقاومه فی لبنان رمزًا وطنیًا یحظى باحترام مختلف شرائح المجتمع، والجماعات، والطوائف، والعدید من الشخصیات السیاسیه والحزبیه. ففی عام 2008، حاولت بعض الفصائل المعارضه للمقاومه انتزاع هذه الأسلحه من قواتها، لکنها فشلت، لأن مثل هذا العمل لم یکن یتماشى مع إراده الشعب اللبنانی ولا مع عزیمته."
وتابع:
"الیوم أیضًا، وتحت ضغط کبیر من الولایات المتحده والکیان الصهیونی، اتخذت الحکومه اللبنانیه قرارًا خطیرًا وسارت فی طریق نزع سلاح المقاومه—وهو قرار قد یؤدی، کخطأ استراتیجی، إلى إدخال البلاد فی أزمات خطیره. لقد کان حزب الله دائمًا منسجمًا ومتعاونًا مع الجیش اللبنانی، ولیس فی مواجهته. فی الواقع، یُعتبر الطرفان ذراعین دفاعیتین تکمیلیتین للأمه."
وحذّر السفیر الإیرانی السابق فی لبنان:
"إذا تم تنفیذ مثل هذا الإجراء، سیدخل لبنان فی مرحله من الاضطرابات وانعدام الأمن وعدم الاستقرار، ولن یستفید أحد من ذلک. قضیه نزع سلاح المقاومه هی إحدى الساحات الحساسه والحاسمه فی مستقبل لبنان، ومن الضروری أن تدیر الحکومه هذا الأمر بشکل حکیم وصحیح."
وأضاف دستمالچیان:
"لقد حذّر حزب الله مرارًا من أنه إذا سعت الحکومه إلى إضعاف المقاومه، فقد یُجرّ البلد إلى حرب أهلیه. إن لبنان، بسبب ترکیبه الطائفی وتنوعه الدینی والعرقی، لا یمکن أن یحقق الاستقرار إلا فی ظل توازن دائم. وإذا اختل هذا التوازن وتدخلت القوى الأجنبیه بشکل مباشر، فسوف تمیل الکفّه بشکل أحادی إلى درجه أن غالبیه الشعب اللبنانی، بمن فیهم المسیحیون، لن یلتزموا الصمت—لأنهم هم أیضًا یرغبون فی الحفاظ على وحده بلدهم وسیادته الوطنیه."
وأضاف قائلًا:
"إن أسلحه المقاومه هی أسلحه للدفاع عن الوطن، والشعب، وکرامتهم. لا یمکن للحکومه اللبنانیه أن تُصر على نزعها دون مبرر، لأنها بذلک ستواجه مشاکل ومعارضه جدیه. کما أن هذا النهج قد یزید من التدخل الأجنبی فی لبنان ویجر البلاد إلى أزمات جدیده. وهذا لا یخدم لا مصلحه الحکومه، ولا الشعب، ولا حتى قوات المقاومه نفسها."
وفی الختام، شدّد دستمالچیان على ضروره اتخاذ قرارات حکیمه من قبل الحکومه اللبنانیه، قائلاً:
"یجب على الحکومه أن تنأى بنفسها عن فخ التدخل الأجنبی. لا ثقه بوعود أمریکا الخادعه. فالدوله التی تمنح فی أثناء المفاوضات مع إیران الضوء الأخضر للکیان الصهیونی لشن هجمات، لا یمکن الوثوق بها. لقد انتهکت الولایات المتحده التزاماتها مرارًا، ولا یمکن مقایضه أسلحه الشعب اللبنانی بوعودها. لولا أسلحه المقاومه، لواجه لبنان الیوم مصیرًا مشابهًا لغزه. فهذه الأسلحه هی رادع ضد الکیان الصهیونی وضمانه لأمن لبنان."