ساعدنیوز: بینما یُصرّ رئیس الوزراء الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو على جهوده لنقل الفلسطینیین من غزه، یسعى المسؤولون المصریون لتحقیق هدنه مؤقته مدتها 60 یومًا لمنع تفاقم الأزمه الإنسانیه فی المنطقه.
وفقًا لموقع ساعد نیوز، نقلاً عن فرانس 24، شهدت الأسابیع الأخیره تصاعدًا حادًا فی التوترات بین إسرائیل والجماعات الفلسطینیه فی قطاع غزه، مما دفع الأزمه الإنسانیه فی المنطقه إلى نقطه حرجه. وقد شدد رئیس الوزراء الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو على ضروره دفع الفلسطینیین للخروج من المناطق المکتظه بالسکان فی غزه، مُصعّدًا سیاساته العدوانیه. ویؤکد أن هذه الخطوه ضروریه لأمن إسرائیل وقد تمنع الهجمات الصاروخیه على المدن الجنوبیه للبلاد. وقد تم تبنی هذا الموقف رغم التحذیرات من المجتمع الدولی ومنظمات حقوق الإنسان بشأن العواقب الإنسانیه لمثل هذا القرار.
وفی المقابل، تعمل مصر، بصفتها وسیطًا تقلیدیًا فی الصراع الإسرائیلی الفلسطینی، من خلال المفاوضات الدبلوماسیه لتأمین هدنه مؤقته مدتها 60 یومًا. وتهدف هذه المقترحات إلى خفض العنف فورًا، وتسهیل تقدیم المساعدات الإنسانیه، وخلق فرصه لمفاوضات أطول مدى. ویعتقد المسؤولون المصریون أن التوقف المؤقت عن القتال یمکن أن ینقذ آلاف الأرواح المدنیه ویوفر فرصه لإعاده بناء البنیه التحتیه المتضرره.
على الرغم من الضغوط الدولیه من أجل هدنه، فقد جعلت الانقسامات السیاسیه والعسکریه العمیقه بین إسرائیل وحماس من الصعب التوصل إلى اتفاق دائم. وأسفرت الاشتباکات الأخیره عن دمار واسع للمنازل والبنیه التحتیه فی غزه، مما زاد من أعداد النازحین داخلیًا والمحتاجین إلى المساعدات العاجله. وقد دعت المنظمات الدولیه، بما فی ذلک الأمم المتحده واللجنه الدولیه للصلیب الأحمر، مرارًا إلى الوصول الفوری إلى المناطق المتضرره لتقدیم المساعدات الطبیه والغذائیه للمدنیین.
وفی الوقت نفسه، أفادت وسائل الإعلام أن إسرائیل تواصل غاراتها الجویه على أهداف تابعه لحماس، بینما تستمر الجماعات الفلسطینیه فی شن هجمات صاروخیه على المدن الجنوبیه الإسرائیلیه. وقد أدى هذا النمط من العنف إلى زیاده الضغوط على الدبلوماسیین لإیجاد حل عاجل وفعال.
ویقول المحللون إن مقترح مصر لهدنه مدتها 60 یومًا یمکن أن یلعب دورًا حاسمًا فی تخفیف التوترات، لکن نجاحه یعتمد على قبول الطرفین للشروط وعلى الرقابه الدولیه الصارمه. وإذا مضى نتنیاهو فی سیاساته المتعلقه بنقل الفلسطینیین، فإن احتمال زیاده الاشتباکات وتفاقم الوضع الإنسانی فی غزه سیکون مرتفعًا جدًا.
وتتزامن هذه التطورات مع زیاره حدیثه لزعیم حماس إلى القاهره لإجراء محادثات حول الهدنه. وسترکز المفاوضات المحتمله بین حماس والمسؤولین المصریین على خفض العنف، وضمان تقدیم المساعدات الإنسانیه، ومنع توسع الصراع فی المنطقه.
وفی نهایه المطاف، سیعتمد مستقبل قطاع غزه وأمن إسرائیل على الإراده السیاسیه للطرفین، والضغوط الدولیه، ونجاح الجهود الدبلوماسیه. ولا تزال المجتمع الدولی یرکز على مبادرات مصر ومبادرات المنظمات الدولیه لإیجاد حل مؤقت وفعال لهذه الأزمه المعقده.