ساعدنیوز: نشر المکتب الإعلامی الحکومی فی قطاع غزه، مساء الأحد، بیاناً مفصّلاً ردّ فیه على الادّعاءات التی أدلى بها رئیس حکومه الاحتلال الإسرائیلی، بنیامین نتنیاهو، فی المؤتمر الصحافی الذی عقده.
"نتنیاهو ووزارؤه یخططون لاحتلال قطاع غزه کله"
وافادت "المیادین" انه فیما یتعلق بما زعمه نتنیاهو بشأن "الحفاظ على مدى زمنی سریع للعملیات"، أکد المکتب أنّ تنیاهو ووزراؤه ومسؤولون آخرون یواصلون تردید مزاعم عن قرب انتهاء الحرب وتحقیق أهدافها، منذ مطلع عام 2024.
وأوضح المکتب أنّ الوقائع المیدانیه تکشف بوضوح نیه سلطات الاحتلال فرض سیطره کامله على قطاع غزه وإطاله أمد الإباده الجماعیه واستمرار سیاسات القتل والتهجیر والتجویع، وأنّ حدیث نتنیاهو عن "عدم رغبته فی إطاله الحرب" هو کذب وتضلیل للرأی العام.
وفی تصریحات "تتوافق مع هذه الوقائع المیدانیه"، أعلن وزراء فی حکومه الاحتلال صراحهً خططهم لاحتلال کامل القطاع، بل وإعاده الاستیطان فیه من جدید، على نحو یکذّب قول نتنیاهو إنّ "الهدف لیس احتلال غزه بل تحریرها".
"الشعب الفلسطینی یرفض الوصایه ویؤکد حقه بالمقاومه"
أما بشأن طرح نتنیاهو "سلطهً انتقالیهً بدیله"، فأکد المکتب الإعلامی الحکومی أنّ الشعب الفلسطینی یرفض بصوره قاطعه أی شکل من أشکال الوصایه الأجنبیه، ویتمسک بحقه الأصیل، المکفول بالقانون الدولی، فی اختیار قیادته بإرادته الحره.
وأضاف المکتب أنّ الشعب الفلسطینی یؤکد أنّ المقاومه، بکل أشکالها "التی یجیزها القانون الدولی"، حق مشروع للشعوب الواقعه تحت الاحتلال، وهو الحق الذی یمارسه أبناء فلسطین فی مواجهه الاحتلال الإسرائیلی.
وبینما تحدّث نتنیاهو عن "نزع سلاح حماس وإنشاء إداره مدنیه غیر إسرائیلیه"، أوضح المکتب أنّ أهداف سلطات الاحتلال الفعلیه 3، وهی: الإباده الجماعیه والقتل الممنهج، التدمیر الشامل، والتهجیر القسری، فالأرقام وحدها "تکشف حجم المجزره المتحققه"، حیث وصل إلى المستشفیات 61,430 شهیداً 153,213 مصاباً حتى الآن.
کذلک، تجاوزت نسبه الدمار الشامل فی قطاع غزه أکثر من 88% من جمیع القطاعات الحیویه، بما یشمل المستشفیات، المدارس، الجامعات، المساجد، الکنائس، المنازل والأحیاء والعمارات السکنیه والأبراج، وکل المرافق الحیویه المختلفه، والتهجیر القسری لأکثر من 1.9 ملیون إنسان.
وعن زعم نتنیاهو السعی لإنشاء "إداره مدنیه مسالمه" فی القطاع، شدد المکتب على أنّ ما تسعى إلیه سلطات الاحتلال هو "إقامه نظام عمیل یخدمها ویتماهى معها ویشرعن وجودها، فی تناقض صارخ مع أبسط مبادئ تقریر المصیر".
"الاحتلال یمارس الدعایه لاتهام الآخرین بالتجویع"
المکتب الإعلامی الحکومی فی غزه أوضح أنّ القطاع یحتاج إلى 22 ملیون طن من المواد الغذائیه والمساعدات المختلفه، فی الوقت الذی زعم نتنیاهو "إدخال ملیونی طن منها".
وأوضح المکتب أنّ الاحتلال سمح بمرور جزء ضئیل من المساعدات منذ نحو أسبوعین فقط، یمثّل 14% من حاجه السکان، وذلک بسبب انفضاح أمره نتیجه المجاعه المتفاقمه فی قطاع غزه.
وخلال الأیام الـ14 الماضیه، دخلت القطاع 1,210 شاحنه مساعدات فقط من أصل الکمیه المفترضه والبالغه 8,400 شاحنه. ویشمل هذا الرقم الشاحنات التی دخلت السبت، والتی بلغ عددها 95 فقط.
وتعرّض معظمها للنهب فی فوضى مفتعله، حیث یرفض الاحتلال تأمین وصول المساعدات إلى مخازنها المخصصه لها، ویعمل على ضمان سرقتها ولذلک قتل أکثر من 780 عنصراً من فرق تأمین المساعدات.
کذلک، وبینما یغلق الاحتلال المعابر منذ أکثر من 500 یوم، استشهد 217 شخصاً، بینهم 100 طفل، بسبب التجویع والحصار الإسرائیلی الممنهج.
إلى جانب ذلک، أکد المکتب الإعلامی الحکومی فی غزه أنّ کل التقاریر الصادره عن المنظمات الدولیه والأممیه تنفی الکذبه التی ردّدها نتنیاهو متهماً حماس بـ"نهب المساعدات"، وأضاف أنّ الإشراف الکامل على المساعدات کان بید المؤسسات الدولیه والأممیه.
وفیما یتعلق بهذه المؤسسات، ادّعى نتنیاهو أنّ "الأمم المتحده رفضت توزیع المساعدات"، إلا أنّ الاحتلال هو من یغلق المعابر بإحکام، ویمنع إدخال المساعدات، ویفرض شروطا لتعقید عملیات الاغاثه، کما تابع المکتب.
وفی غضون ذلک، یلتقط المسؤولون الإسرائیلیون مشاهد دعائیه أمام شاحنات یمنع تحریکها لاتهام الآخرین بالتجویع.
وفی حین قال نتنیاهو إنّه "سیتم فتح ممرات آمنه"، قال المکتب إنّ سلطات الاحتلال "أعلنت مراراً عن فتح ما سمتها ممرات آمنه، فاستجاب لها عشرات المدنیین الفلسطینیین بحثاً عن النجاه".
لکن هذه الممرات تحوّلت إلى "مصائد موت"، حیث أطلق "جیش" الاحتلال النار على الأهالی من مسافه صفر على شارعی صلاح الدین والرشیـد، فقتل أکثر من 100 فلسطینی من الأطفال والنساء بدم بارد.
کما منع "جیش" الاحتلال الطواقم الإنسانیه من الوصول إلى الجثامین لأشهر، حتى تحلّلت تماماً ولم یبق منها سوى العظام.
"الاحتلال یحاول إخفاء جرائمه والحکومه الفلسطینیه ترحب بالإعلام والصحافیین الأجانب"
لدى حدیثه عن ادعاء نتنیاهو "إدخال عدد أکبر من الصحافیین الأجانب"، أشار المکتب الإعلامی الحکومی إلى أنّ سلطات الاحتلال تفرض حظراً شاملاً على دخولهم منذ منذ اندلاع الحرب عام 2023، فی محاوله ممنهجه لإخفاء جرائمها والتستر على مجازرها.
ویواصل الاحتلال رفض فتح القطاع أمام وسائل الإعلام العالمیه لتمکینها من نقل الحقائق، على الرغم من مئات المطالبات الدولیه بذلک، کما تابع المکتب.
فی المقابل، أبدى المکتب ترحیب الحکومه الفلسطینیه فی غزه وکل مکونات المجتمع الفلسطینی بالإعلام والصحفیین الأجانب، وحرصها على حمایتهم وتمکینهم من العمل بحریه وشفافیه فی جمیع أنحاء القطاع.
وأضاف: "لقد دعونا وندعو وسائل الإعلام الدولیه للضغط على الاحتلال الإسرائیلی للسماح لهم بالدخول وممارسه مهامهم کامله، والمطلوب هو فتح المعابر وحمایتهم من دون قیود".
ونتنیاهو زعم أیضاً أنّ "حماس تنشر صوراً مفبرکه"، إلا أنّ "الجهه الوحیده التی ثبت تورطها فی استخدام صور وفیدیوهات مفبرکه عبر تقنیات الذکاء الاصطناعی هی سلطات الاحتلال الإسرائیلی، وذلک بشهاده مراقبین دولیین ومئات الصحفیین حول العالم"، کما أکد المکتب.
وأدلى نتنیاهو بزعم آخر مفاده أنّ "دمار غزه سببه تفخیخ حماس للمبانی"، فی حین أقدم الاحتلال على إلقاء أکثر من 140 ألف طن من المتفجرات على الأحیاء السکنیه، المستشفیات، المدارس ودور العباده من مساجد وکنائس، إضافه إلى مختلف المرافق الحیویه، عبر مئات الطائرات الحربیه المقاتله، ما أسفر عن تدمیر آلاف المنشآت.
وإلى جانب ذلک، اعتمد الاحتلال أسلوب التدمیر من خلال استخدام الجرافات ومسح مدن کامله، مثل رفح وبیت حانون، وغیرها من الأحیاء التی تضم مئات الآلاف من السکان، بل وکان یتعاقد أیضاً مع مقاولین لتدمیر منازل السکان المدنیین، بحسب المکتب الإعلامی الحکومی فی غزه.