ساعدنیوز: فی وقت من الأوقات، کان هذا القصر تحت إشراف میمون، المسؤول؛ میمون بن عون، الکاتب. کان میمون واحدًا من القاده الذین عاشوا فی عهد البویهیین.
وفقًا لتقریر خدمه المجتمع لوکاله «ساعد نیوز» نقلاً عن «همشهری أونلاین»، تعود کل الأحداث إلى 700–800 عام مضت، حین قرر المأمون ابن عون، الکاتب، بناء قلعه. فی ذلک الوقت، کانت القلعه تقع على أطراف مدینه قزوین، ومع توسع المدینه على مر القرون، أصبح موقع قلعه المأمون جزءًا من جنوب قزوین.
ولذلک، یعتقد بعض السکان المحلیین أن المدینه نفسها نشأت من هذه القلعه. تقول فائزه یوسفى، مسؤوله معلومات السیاحه فی قزوین: «هذا اعتقاد خاطئ. فالمدینه تعود فی تاریخها إلى 1200 عام، بینما القلعه أصغر سنًا بکثیر». وتضیف أنه فی الماضی کانت قلعه المأمون تُعرف أیضًا باسم قلعه الضیوف، وهی حصن مکون من طابقین.

تغطی قلعه المأمون مساحه تقارب 1300 متر مربع، وتشمل غرفًا وبرج مراقبه. وفقًا لیوسفی، کانت القلعه فی الأصل تحتوی على ثمانیه أبراج مراقبه، ولم یتبقَّ منها الیوم سوى برجین. «تم بناء الطابقین بممرات متعامده، وقد انهار القبه المرکزیه للقلعه».
تتکون القلعه، المعروفه أیضًا باسم قلعه الضیوف، من الطین والطوب اللبن. «یتألف الطابق الأول من ممرات وقاعات على شکل صلیب. ویمکن للزوار الوصول إلى الطابق الثانی عبر ممرات فی الجانب الغربی للقلعه».
القلعه لم تُرمم بعد، وخلال السنوات الماضیه دُمّر نحو 50% منها. ونظرًا لأنها مصنوعه من الطین والطوب اللبن، فإن زیارتها عامهً غیر آمنه، حیث قد یؤدی المرور الکثیف إلى تدمیر ما تبقى من هیکلها.
على مدى أجیال، أسرت قلعه المأمون سکان قزوین. یعتقد کثیر من السکان القدامى أن وظیفتها الأساسیه کانت سجن الناس، وأن البقاء فی مثل هذا الحصن لشهور أو سنوات کان یُعتبر تجربه مخیفه تفوق التحمل العادی. وهناک أیضًا العدید من القصص حول القلعه، مثل الشائعات عن أنفاق تحت الأرض کان یستخدمها الملوک والقاده والشخصیات البارزه للهروب من الخطر.
تقول یوسفى: «یعتقد بعض الناس أن هناک أنفاقًا للهروب تحت القلعه. على سبیل المثال، ادعى البعض أنها کانت تؤدی إلى المسجد الرئیسی للمدینه أو أماکن أخرى. لکن هذا غیر صحیح. الدراسات المتخصصه أظهرت أن هذه القنوات تحت الأرض کانت مجرد طرق وصول للسکان إلى خزانات میاه المدینه».

فی ذلک الوقت، کانت قزوین تحتوی على العدید من القنوات المائیه (القصبات)، ونظرًا لأن القلعه کانت خارج المدینه، وفرت هذه الأنفاق وصولًا مریحًا إلى الخزانات. والمثیر للاهتمام أن هذه القنوات حُفرت على عمق یتراوح بین 12 و14 مترًا تحت الأرض، وهو أمر ما زال یثیر إعجاب المؤرخین.
هناک أیضًا قصص مثیره حول اسم القلعه. یعتقد البعض أنها تعود إلى العصر العباسی، عندما سافر هارون الرشید إلى خراسان ثم قزوین، وأمر ببناء مسجد محاط بأسوار. لاحقًا، یُقال إن عبدًا محررًا یُدعى مبارک الترک بنى قلعه فی قزوین، وعُرفت باسم قلعه مبارک. ونظرًا لأن «مبارک» و«مأمون» تحملان معانٍ متقاربه، یُعتقد أن القلعه أصبحت تُعرف باسم قلعه المأمون مع مرور الوقت.
توضح یوسفى: «هذا غیر صحیح. عصر هارون الرشید یسبق بناء القلعه. تکشف الفخار المکتشف أن قلعه المأمون تنتمی بالفعل إلى فتره البویهیین، وقد بُنیت بأمر من قائد یُعرف بالمأمون ابن عون، الکاتب».
على الرغم من کل القصص، لم یتبق من القلعه الیوم سوى القلیل: بعض الغرف، والقنوات تحت الأرض، وأبراج المراقبه، والأسوار التی ستنهار إذا لم یتم ترمیمها.