ساعدنیوز: کتب نصرتالله تاجیک: فیما یخص سیناریو تأجیل سته أشهر لتنفیذ آلیه "السناب باک"، هناک عده نقاط جدیره بالانتباه. یبدو أن هذا التأجیل وحده لن یکون حلاً حاسمًا، لأنه إذا کانت إیران تعتزم تغییر مواقفها خلال هذه الفتره، فالوقت مناسب الآن لذلک. وینطبق الأمر نفسه على أوروبا، التی لم تُظهر أی علامات على المرونه الجدیه.
مقال تاجیک لصحیفه اعتماد بعنوان "مواقف متباعده وعوده إلى الجمود؟!" ویشیر إلى أن العلاقات بین إیران وأوروبا خلال السنوات الأخیره واجهت تعقیدات جدیه وفجوات عمیقه فی الحوار والخطاب المباشر. هذا الوضع لا یقتصر على القضیه النوویه؛ سیاسیًا، تم تقلیص کل التفاعلات تقریبًا إلى الملف النووی، بینما تم تهمیش الأبعاد الأوسع للعلاقات الثنائیه. حتى خلال ولایه ترامب الأولى، ورغم انسحاب الولایات المتحده من الاتفاق النووی، حافظت إیران وأوروبا على مستوى معین من التفاعل، إلا أن هذه العلاقات ظلت هشه بسبب تقاعس أوروبا وفشلها فی الوفاء بالالتزامات الاقتصادیه.
کانت توقعات إیران أنه حتى فی حاله انسحاب الولایات المتحده، ستتیح الآلیات الأوروبیه تحقیق فوائد اقتصادیه من الاتفاق النووی، خصوصًا فی مجال التجاره الدولیه. ومع ذلک، لأسباب مختلفه، لم یحدث ذلک، وتقع المسؤولیه الأساسیه عن هذا الفشل على أوروبا. بالطبع، هیاکل إیران الاقتصادیه والتجاریه کانت أیضًا قدیمه بسبب العقوبات وبعض المشکلات الداخلیه، لکن السبب الرئیسی لعدم تحقیق الفوائد الاقتصادیه للاتفاق النووی یقع على أوروبا.
بعیدًا عن البعد الاقتصادی، للأسف، لم یتشکل خطاب مشترک على المستوى العام، وقد اختفت المؤسسات الوسیطه التی کان من الممکن أن تکون جسورًا فی المجالات الاجتماعیه بما فیها الثقافه والفنون والحضاره تدریجیًا. سابقًا، لعبت المعاهد الثقافیه والمراکز البحثیه النشطه فی عواصم الطرفین دورًا مهمًا فی إقامه الاتصالات، سواء عبر إیرانولوجیین أوروبیین أو خبراء إیرانیین فی الدراسات الغربیه. الآن، هذه الروابط تکاد تکون مقطوعه، وحتى الاجتماعات والندوات والتجمعات الفکریه التی کان من الممکن أن توفر منصات لتبادل الرأی وتحلیل القضایا تم تهمیشها. وبشکل عام، لقد أهملنا دور المؤسسات الوسیطه فی السیاسه الخارجیه. ونتیجه لذلک، تم تقلیص العلاقات إلى شکل صارم ودبلوماسی بحت، مما أدى إلى أن تتحول حتى المشاورات عبر الإنترنت أو الهاتف بین الطرفین بسرعه إلى تحدیات وتوترات.
ومن منظور آخر، أحد أسباب هذا الوضع بین إیران وأوروبا هو أن أوروبا تسعى لتحقیق کل طموحاتها للعوده إلى الساحه الدولیه ولعب دور فعال فی العالم المعاصر على حساب إیران ومن خلال القضیه النوویه.