ساعدنیوز: ینتقد عباس سلیمی نامین بشده الغطرسه السیاسیه لجبهه الاستقرار، وضیق الأفق، وسلوک البحث عن السلطه، ویحث على التواضع، والانفتاح على النقد، وإشراک الشخصیات السیاسیه القادره مثل علی لاریجانی لتعزیز المجتمع والسیاسه الإیرانیه.
وبحسب وکاله "ساعد نیوز"، قال عباس سلیمی نامین، فی إشاره إلى تصریحات صادق محصولی فی مقابله أجریت معه مؤخرًا - حیث صرح مشومی، "لقد أصدرنا على مدار السنوات الماضیه العدید من البیانات ولکن لم یتمکن أحد من إثبات خطأ واحد من قبل جبهه الاستقرار"، و"لقد تم تکلیفنا بالوقوف ضد الباطل" - قال: "الأهمیه الذاتیه هی إحدى الآفات الخطیره التی تؤثر على کل من ساستنا وأحزابنا السیاسیه".
وتابع: "کیف ینشأ هذا الغرور؟ إما من باب التملق أو ضیق الأفق. صاحب الرؤیه الواسعه لا یعتبر نفسه معصومًا من الخطأ. من المؤکد أن البشر معرضون للخطأ. لذلک، ینبغی على الناس دائمًا أن یلتمسوا من الله أن یغفر لهم أخطائهم، لأن الوقوع فی الخطأ جزء من الطبیعه البشریه، ولیس عیبًا فی حد ذاته. العیب الحقیقی هو البقاء عالقًا فی أخطائهم."
وأضاف: "إن العقلیه الخاطئه لجبهه الاستقرار جعلتها تعامل الآخرین بأسوأ طریقه ممکنه. وهذا أمر مؤسف، فالبشر وارد الوقوع فی الخطأ، لکن المستنیرین هم من یدرکون أخطائهم فورًا ویصححونها ولا یُصرّون علیها. هذه النظره الخاطئه - حیث لا یرى المرء أخطاءه أبدًا - هی بالتحدید سبب قسوه جبهه الاستقرار تجاه الآخرین، بینما یجب على البشر أن یکونوا صارمین مع أنفسهم ومتسامحین مع الآخرین. أما فی جبهه الاستقرار، فنرى العکس تمامًا."
أکد سلیمی نامین: "إنهم یقسون على الآخرین لأنهم یعتبرون أنفسهم معصومین من الخطأ. ولذلک، یسعون دائمًا لاکتشاف نقاط ضعفهم. هذه مشکله خطیره تواجه جبهه الاستقرار. آمل أن یتخلوا عن هذه الأوهام وأن ینتبهوا على الأقل إلى التعالیم الدینیه. یجب على کل من یدخل الساحه السیاسیه أن یتقبل الأخطاء وأن یکون مستعدًا لتصحیح نفسه - أی أن یتقبل الخطأ أولًا ثم یعمل على إصلاحه".
وأوضح أن "الموافقه المتبادله والمستمره بین أعضاء هذا الفصیل أدت إلى هذا الخطأ. کما أن الهیکلیه المغلقه تغذی هذه المشکله. إذا کانت المنظمه منفتحه وتستمع إلى الانتقادات، فلن تقع فی مثل هذه الأوهام. هذا یدل على أن هؤلاء الساده محصورون فی حلقه مغلقه ومخدوعون بشأن هذه القضیه".
فیما یتعلق بحجم أخطاء جبهه الاستقرار، قال الناشط السیاسی المحافظ: "أخطاؤهم أکبر بکثیر مما ذُکر. منذ البدایه، عندما تشکلت جبهه الاستقرار، أعلنوا صراحهً أنهم لم یسعوا قط إلى السلطه، بل جاؤوا لتعزیز المبادئ. ومع ذلک، لم نرَهم یتحرکون بناءً على ذلک؛ لطالما سعوا إلى مزید من السلطه وهاجموا الآخرین لزیاده حصتهم. آمل أن تنتهی هذه الأوهام لیتمکنوا من لعب دور فعال".
وعن ما إذا کانت تصریحات بعض أعضاء جبهه الاستقرار، وبعضهم فی البرلمان، قد تُقوّض التماسک الاجتماعی الذی تحقق بعد الحرب، قال: "تأثیرهم على وحده المجتمع لیس ذا شأن کبیر؛ لا یمکن القول إنهم مصدر الوحده الاجتماعیه أو الأحداث. هذا لا یعکس الواقع".
فی إشاره إلى تعیین علی لاریجانی أمینًا للمجلس الأعلى للأمن القومی وإمکانیه تغییر نهج المجلس، قال سلیمی نامین: "یتشابه هذا السؤال مع السؤال السابق. من أخطائنا فی نهج جبهه الاستقرار إقصاء الکفاءات المجتمعیه. على سبیل المثال، بذریعه إصلاح مجتمعنا، قیّدوا أو طردوا أفرادًا مؤهلین".
وأضاف: "من أخطائنا فی نهج جبهه الاستقرار القول بضروره القضاء على بعض الشخصیات لأن وجودها یضر بالمجتمع والدین. بل على العکس، کلما زادت الموارد البشریه، کان مجتمعنا أقوى وأکثر مرونه".
صرح سلیمی نامین قائلاً: "کانت هناک محاولات عدیده لتشویه سمعه شخصیات بارزه مثل السید قالیباف، وعلی لاریجانی، وحداد عادل، وبعض الشخصیات المجربه، بحجج واهیه. وعندما أقول "وضیعه"، أعنی کما ذکرتُ فی البدایه: أن الناس واردون فی الخطأ. لکن اعتبار الخطأ خطیئه لا تُغتفر وإقصاء الناس من المجتمع یُفاقم من الهشاشه".
وأضاف: "بدأ هذا السیناریو أساسًا قبل جبهه الاستقرار، فی عهد أحمدی نجاد. یمکننا، بل یجب علینا، انتقاد شخصیاتنا، لکن یجب أن ندرک أن الأفراد الأکفاء لیسوا کثیرین لدرجه أن نستبعد أی شخص بسهوله تحت أی ذریعه".
فیما یتعلق بجهود إقصاء قالیباف من المشهد السیاسی، قال الناشط السیاسی المحافظ: "ما نشهده الیوم یُشکک فی نهج جبهه الاستقرار برمته. لقد انخرطوا بشکل کامل فی جهود الإقصاء، ولکن لحسن الحظ، فإن هذه المحاولات تُفشل، ونحن نحترم قدراتنا ومواهبنا، وهو أمر بالغ الأهمیه. ولأن منظورهم للحکم معیب وسطحی، یقولون: ما مشکله السید فلان؟ یمکنه أن یکون رئیسًا للبرلمان، مع أنه قد لا یُدیر حتى متجرًا صغیرًا".
وقال: "هذه النظره تُتیح لهم تهمیش الأفراد بسهوله. ومع ذلک، رأینا أن حتى مرشحیهم فی البرلمان لم یتمکنوا من الحصول على دعم من حلفائهم. لقد بادروا وبذلوا قصارى جهدهم لإقصاء قالیباف سیاسیًا، ولکن حتى مؤیدیهم البرلمانیین لم یدعموا مرشحیهم".
واختتم سلیمی نامین قائلاً: "لذلک، تبدو هذه التطورات الجاریه مُبشره للغایه بالنسبه لی، لأن التیارات ضیقه الأفق فشلت فی حصر المجتمع فی إطارها الفکری المحدود. جبهه الاستقرار لدى الجبهه الشعبیه عقلیه محدوده، وقد سعت جاهدهً إلى تقلیص مجتمعنا إلى هذا القالب الضیق، لکن لحسن الحظ، تُظهر التطورات الأخیره إرادهً جادهً لتغییر هذا النهج.
وأضاف، فی إشارهٍ إلى الأمین العام الجدید للمجلس الأعلى للأمن القومی: "بالتأکید، هذا التغییر إیجابی. عندما ترى السید لاریجانی یتحدث على التلفزیون عن الحرب المفروضه التی استمرت 12 یومًا، یبدو أکثر کفاءهً من غیره. الجمیع یُقر بأنه شرح القضایا بفعالیه کسیاسی".
وحول تهمیش السیاسیین البارزین، سواءً من قِبل مجلس صیانه الدستور أو الأحزاب السیاسیه، قال سلیمی نامین: "لقد شرح سیاسی بارز قضیه هجوم إسرائیل على إیران بحججٍ جذبت انتباه العالم. هل یجب علینا التخلی عن مثل هذه المواهب بسبب إراده بعض الأفراد؟ من الواضح أن ذلک کان خطأً. سواءٌ أکان هذا الخطأ من قِبل مجلس صیانه الدستور أو حزب، فلا فرق. فی الوقت الذی نحتاج فیه إلى شرح قضایانا، فإن تجاهل هذه القدرات یُعد خطأً فادحًا".