ساعدنیوز: قال رئیس البرلمان الإیرانی محمد باقر قالیباف إن العالم أصبح یکرّم مجرمی الحرب ویُعاقب حماه الحقیقه، محذرًا من أن صمت الدول المستقله سیؤدی إلى تفککها، داعیًا إلى الوحده خلف القیاده ومواجهه الکیان الصهیونی بلغه القوه.
قال رئیس مجلس الشورى الإسلامی: فی عالم تُعاقب فیه حراس الحقیقه وتُکافأ فیه مجرمو الحرب، لم یعد أمام الدول المستقله سوى أن تتحلى بالشجاعه فی مواجهه المعتدین الدولیین، أو أن تراقب بصمت موتها البطیء وتفکک أراضیها.
وبحسب ما نقلته «ساعد نیوز»، أکد محمد باقر قالیباف، رئیس مجلس الشورى الإسلامی، فی خطابه قبل بدء الجلسه العلنیه صباح الیوم (الأحد، 29 من شهر تیر عام 1404)، أن العالم بات یدرک أن العدو تلقى ضربه کبرى من الشعب الإیرانی فی الحرب المفروضه التی استمرت 12 یومًا. وقال إن أهم عامل ردع حال دون تکرار الاعتداء على إیران العزیزه هو "الانسجام الوطنی" الذی شهد علیه العالم، مشیرًا إلى أن الحفاظ على هذا الانسجام هو أعظم واجب لکل إیرانی، وأن مرجعیه قائد الثوره الإسلامیه تمثل صمام أمان لهذا الانسجام.
وأشار قالیباف إلى أن کلمات قائد الثوره الإسلامیه فی لقائه مع المسؤولین القضائیین تمثل بوصله للخواص وباعثًا للأمل فی قلوب عامه الناس، مؤکدًا أن توصیفه للانتصار على العدو بأنه "عمل وطنی" یحمل مضمونًا بالغ الأهمیه.
وأضاف أن العدو تکبّد أکبر هزیمه على ید الشعب الإیرانی، وأن هذا الشعب بیده صفَع وجه العدو. وأوضح أن للشعب الإیرانی ارتباطًا عمیقًا ببلده لا یمکن للمرتزقه واللاجئین والعملاء فهمه، قائلاً إن الشعب الإیرانی هو من یبطل سحر مؤامرات الأعداء.
وأکد أن وصف القائد الأعلى للثوره للوحده بین أطیاف الشعب، باختلاف توجهاتهم السیاسیه والدینیه، بأنها "وحده وطنیه کبرى"، تضع مسؤولیه ثقیله على عاتق النخب والمسؤولین، مشیرًا إلى أن مهمه الجمیع هی صیانه هذا الأمر الوطنی وتجنب کل ما یضعفه، والتصدی لمن یسعون للفرقه.
وشدّد على ضروره عدم السماح لأی طرف بأن یتخذ من الخلافات فی وجهات النظر وسیله لبناء قواعد لمصالحه الشخصیه أو الحزبیه، مؤکدًا أن بعض الأشخاص من الحاقدین على إیران أو النظام، أو لأسباب حزبیه، یسعون لتقویض وجه الوحده، لکن الشعب الإیرانی اختار طریق التضامن، وسیتعزز هذا الخیار یومًا بعد یوم بإذن الله.
واعتبر قالیباف أن التوجیه السلوکی الذی رسمه قائد الثوره، خاصه للنخب الثوریه وأصحاب المنابر، یجب أن یکون الفیصل. وأضاف أن الاعتراض بدافع الجهل أو نفاد الصبر أو الإصرار على أسلوب خاطئ هو أمر ضار ویجب تجنبه.
وتابع قائلاً: إن السیاسات التی حددها قائد الثوره فیما یتعلق بالدبلوماسیه والمیدان، والتی تنص على أن إیران یجب أن تدخل جمیع الساحات من موقع قوه، تُعدّ دلیلًا واضحًا لسلوک السیاسه الخارجیه والقوات المسلحه، وتُظهر أن الاستراتیجیه الأساسیه هی تقویه البلاد، ما یجبر العدو على احترام حقوق الشعب بدل فرض الحرب أو السلام القسری.
وأضاف رئیس السلطه التشریعیه: إننا نؤمن بأنه إذا عمل الجمیع فی ظل توجیهات قائد الثوره وأولویه الحفاظ على الانسجام الوطنی، فلن تُمنع فقط أی محاوله اعتداء مجدد، بل سیُجبر العدو على الاعتراف بحقوق الشعب الإیرانی.
وفی ما یتعلق بعدوان الکیان الصهیونی الوحشی على دمشق، قال: إن إیران ستبقى دائمًا إلى جانب الشعب السوری، وتدافع عن وحدته وسیادته، لکن الاعتداءات الأخیره على عملاء النظام العالمی تحمل رسائل مهمه.
وتابع قائلًا: إن الأمه الإسلامیه باتت تدرک أن دمشق لن تکون العاصمه الإسلامیه الأخیره التی یهاجمها هذا الکیان. على الحکومات والشعوب الإسلامیه أن تتحد لتقیید الکلب الأمریکی المسعور قبل أن تصلهم نیران هذه الحرب؛ إذ إن هدف الکیان هو تفکیک وتقویض سیاده الدول الإسلامیه وتوسیع نفوذه.
وحذّر من أن الأنظمه التی تربط أمنها بمصالح هذا الکیان الإجرامی تعیش فی فقاعه داخل محیط هائج، ولن تملک الکثیر من الوقت للحفاظ على سیادتها. فالکیان الصهیونی هو عدو أی شکل من أشکال السلام، والسیاده، والوحده، ولا یفهم إلا لغه القوه.
وأضاف: إن قصف کل المنشآت الدفاعیه فی سوریا مؤخرًا، والهجوم على دمشق، وتهدید الاحتلال، والسعی العلنی لتفکیک البلاد، أصبح دلیلًا واضحًا لأولئک البسطاء الذین ظنوا أن الطاعه لهذا الکیان المتوحش قد تجلب السلام. والآن آن الأوان لتتحلى الحکومات الإسلامیه بالشجاعه وتقف بوجه هذا الکیان التوسعی بدعم من الأمه.
کما وصف قالیباف قرار 11 دوله بفرض حظر تسلیحی على الکیان الصهیونی فی قمه بوغوتا بأنه خطوه شجاعه یمکن أن تتحول إلى نموذج عملی لمواجهه فعاله لهذا الکیان، مؤکدًا أن الدول الإسلامیه تمتلک طاقات اقتصادیه هائله للضغط، ویجب علیها أن تتجاوز البیانات النظریه لتدخل میدان الفعل وتوقف آله الإباده وتحرر نفسها من مؤامرات الکیان.
وأشار إلى أن فی هذا العالم، تُفرض العقوبات على من یوثق جرائم الکیان، مثل المقرره الأممیه "فرانشیسکا ألبانیز" التی فضحت جرائم الإباده والفصل العنصری بدقه، بینما یُشجع مجرمو الحرب. وفی عالم کهذا، لا خیار أمام الدول المستقله إلا المواجهه أو انتظار زوالها.
وفی الختام، شدد قالیباف على أن جمیع المؤامرات لتجرید المنطقه من أسلحتها وسفک دمائها باتت واضحه، وأننا على یقین بأن صفحه جدیده من المقاومه ضد الاحتلال والجرائم الصهیونیه ستُفتح قریبًا فی المنطقه والعالم بإذن الله.