ساعدنیوز: یرى محللون أن العوده إلى طاوله المفاوضات لا تُعدّ ضعفًا بل خطوه استراتیجیه تعکس وعیًا دبلوماسیًا، فی وقت بات فیه الخطاب الإعلامی المتشدد یهدد بتقویض المسار السیاسی الرسمی.
وفقًا لوکاله ساعد نیوز، دعت صحیفه "جمهوری اسلامی" الإیرانیه فی افتتاحیه لها إلى إعاده الاعتبار للدبلوماسیه والتفاوض کأداتین لا غنى عنهما فی السیاسه الخارجیه، محذّره من هیمنه الأصوات المتطرفه وغیر المختصه فی الإعلام على عملیه اتخاذ القرار السیاسی، لا سیما فیما یتعلق بمسأله التفاوض مع القوى الدولیه.
وجاء فی المقال أن بعض المذیعین والمحللین فی الإعلام الرسمی ینظرون إلى العوده إلى طاوله المفاوضات کنوع من "الکفر السیاسی"، إلا أن هذه المقاربه تتعارض جذریًا مع المبادئ الأساسیه للدبلوماسیه التی تعتبر المفاوضات جزءًا أصیلًا من أدوات السیاده الوطنیه.
وأشارت الصحیفه إلى أن التفاوض لا یعنی التنازل عن الاستعدادات الدفاعیه، بل العکس هو الصحیح، إذ یتطلب الموقف الدبلوماسی القوی دعمًا دفاعیًا متینًا، مضیفه أن الثقه الزائده بوقف إطلاق النار من قبل العدو أمر غیر واقعی ولا ینبغی أن یُغفل الحذر الاستراتیجی.
وأکدت الصحیفه أن صناع القرار فی البلاد یجب أن یسترشدوا بآراء الخبراء ذوی الکفاءه والخبره، لا بأصوات المذیعین المتحمسین أو "المحللین" الذین یفتقرون إلى الفهم العمیق للمعادلات الجیوسیاسیه. واستشهدت الصحیفه بتجربه الحرب الأخیره التی فرضها الکیان الصهیونی، وما تبعها من تحرکات أمریکیه فی أیامها الأخیره، موضحه أن الموقف الإیرانی الذی استند إلى انخراط البلاد فی مفاوضات فعاله ساعد على تشکیل رأی عام عالمی یدین الهجوم ویصنفه کمحاوله لضرب المسار الدبلوماسی، ما عزّز من موقف طهران السیاسی والدعائی معًا.
وأضافت أن هذا المکسب لا ینبغی التفریط به عبر الاستماع لأصوات غیر مؤهله تتحدث باسم الشعب من دون صلاحیه، فی حین أن التجربه التاریخیه تؤکد أن العدید من الأزمات الدولیه حُلّت عبر المفاوضات.
وحذرت الصحیفه من أن خدعه الولایات المتحده فی جولات التفاوض الأخیره لا یجب أن تُعمّم کنموذج على کل التجارب التفاوضیه. فالتاریخ الإیرانی، کما تاریخ الأمم الأخرى، ملیء بأمثله على مفاوضات ناجحه أدّت إلى تسویات حاسمه.
وختمت الصحیفه بدعوه واضحه إلى فتح الطریق أمام الجهات الرسمیه المختصه للعوده إلى طاوله الحوار بشروط مدروسه، وتشجیع وزاره الخارجیه على الاستعانه بخبراء محترفین فی شؤون السیاسه الدولیه، بهدف إعاده تشکیل بنیه الدبلوماسیه الإیرانیه بشکل أکثر فاعلیه، بما یضمن صون حقوق الشعب ویعزز من موقع البلاد فی النظام الدولی.