ساعدنیوز: قال وزیر الخارجیه الإیرانی عباس عراقجی إن طهران وواشنطن اقتربتا "جدًّا" من التوصل إلى اتفاق، إلا أن العملیه انهارت لأن الولایات المتحده أصرت على "عدم وجود أی تخصیب" واختارت فی النهایه المواجهه بدل الدبلوماسیه.
فی مقابله حصریه من مسقط مع برنامج "مع موسى الفرجّی"، أشاد نائب وزیر الخارجیه الإیرانی عباس عراقجی بالجهود العمانیه الطویله والفعّاله فی الوساطه، وحذر من أن الاستخدام غیر المحدود للقوه من قبل الولایات المتحده وإسرائیل أعاد العلاقات الدولیه إلى ما وصفه بـ"قانون الغاب"، مؤکداً فی الوقت نفسه رفض إیران المطلق للاعتراف بالکیان الصهیونی. کما سلط الضوء على تزاید الحوار الإقلیمی وبناء الثقه، خصوصاً مع السعودیه ودول الخلیج الأخرى.
دور عمان فی الوساطه
أکد عراقجی على سمعه عمان کمُحاور موثوق وفعّال، مشیراً إلى دورها المحوری فی محادثات عام 2010 التی مهدت الطریق للاتفاق النووی عام 2015. وأوضح أن عمان لعبت هذا العام دور الوسیط مجدداً فی مفاوضات غیر مباشره بین إیران والولایات المتحده، إلا أن المباحثات فشلت فی النهایه بسبب إصرار الجانب الأمریکی على مطالب مستحیله، لا سیما فی ملف تخصیب الیورانیوم. وشدد عراقجی على أن إیران لا تزال منفتحه على الحوار، لکن فقط فی ظل شروط عادله ومتوازنه.
انعکاسات السیاسات الأمریکیه والإسرائیلیه
حذر الدبلوماسی الإیرانی من أن السیاسات الأمریکیه والإسرائیلیه حولت العلاقات الدولیه من أسس قانونیه إلى دینامیات قائمه على القوه. ووصف المنطقه بأنها أصبحت أکثر خضوعاً لـ"قانون الغاب"، مع تجاوز الکیان الصهیونی للعدید من الخطوط الحمراء دون مساءله. ورغم الحرب التی استمرت 12 یوماً والتی أشعلتها واشنطن وتل أبیب، أکد عراقجی أن إیران خرجت أقوى عسکریاً وأکثر تماسکاً، بعد تحدید نقاط ضعفها واختبار قدراتها وتعزیز الوحده الوطنیه.
السیاسه الإقلیمیه لإیران
جدد عراقجی رفض إیران الاعتراف بشرعیه الکیان الصهیونی، ورفض فکره الحوار المباشر مع تل أبیب. وأکد دعم إیران للمجموعات الإقلیمیه المستقله الساعیه إلى أهداف مشروعه دون الهیمنه على الآخرین. کما أبرز المسار الإیجابی للعلاقات الإیرانیه-السعودیه بعد التقارب الذی توسطت فیه الصین عام 2023، مشیراً إلى المشاورات المنتظمه، والزیارات المتبادله، والمحادثات الثلاثیه المستمره مع بکین.
الأمن والتعاون فی الخلیج
فی ما یتعلق بالأمن الإقلیمی، دعا عراقجی إلى ترتیبات تقودها الدول الإقلیمیه دون تدخل خارجی. وشدد على أن بناء الثقه یمثل شرطاً أساسیاً لتعمیق التعاون، بما فی ذلک التعاون الاقتصادی وربما العسکری مستقبلاً. وتطمح إیران إلى إطار للتعایش السلمی فی الخلیج یضمن الاستقرار والأمن عبر الاحترام المتبادل.
التطورات الداخلیه والثنائیه
وصف عراقجی المجتمع الإیرانی بأنه حیوی ومتطور، متوازناً بین الشریعه الإسلامیه واحتیاجات الجیل الجدید. وأشار إلى توسع العلاقات الاقتصادیه والسیاحیه مع عمان، مع ازدیاد حجم التجاره وتسهیل التأشیرات وحضور الخبرات الإیرانیه. أما بالنسبه للعلاقات مع ترکیا، فقد أکد على الروابط التاریخیه والحوار البناء والتبادلات رفیعه المستوى المستمره. کما جدد دعم إیران لعلاقات قویه ومستقله مع حزب الله ولبنان، مشیراً إلى الانفتاح على الحوار دون التدخل فی الشؤون الداخلیه.
واختتم عراقجی المقابله بشکر مضیفه، معبّراً عن أمله فی أن تسهم هذه النقاشات فی تعزیز التفاهم بین شعوب المنطقه.